ابتسام الصمادي: التاريخ يكتبه القوي والشعر تكتبه الروح


أحمد مظهر سعدو

يُعدّ الشعر أحد أدوات توثيق اللحظة البشرية، ورفدها بأبعاد إنسانية جمالية، تسهم في نقل الذاتي إلى الحيّز العام، وإلى فضاءات أوسع لبناء جسور التواصل بين البشر والثقافات المختلفة جغرافيًا ولغويًا. لكن الحالة السورية الراهنة -بما تكتنزه من أوجاع وآلام وأحلام- تعيش مخاضات عسيرة، تطرح أسئلة من نوع: ما مدى تأثير الشعر على الحالة السورية، وهل نجح في توثيق اللحظة إنسانيًا، وهل كان بالفعل أداة ثقافية – فنّية – ثورية؟

من جهتها، أكّدت الشاعرة السورية ابتسام صمادي أن الشعر “توثيق للإنسان بكل حالاته، وما ثورات الشعوب إلا جزء من تجاربه، وعلى الرغم من أن التاريخ يكتبه المنتصر، لكن الشعر يُكتب بروح الإنسان ويبرره حقه في الحياة والحرية، والشعر هو الطائر الحر الذي خَبِر القمم، والذي يرى الأشياء صغيرة بعيدة في القاع، ولهذا فدوره في الثورات دور من يرى من علٍ، فيُوثّق الانتصارات والخيبات، الفروسية والبغي، روح الشهداء وظلم الطغاة، ويتحدث بأفواه الجميع دون حاجة لكلامهم”.

وأضافت “يبدو من الصعوبة بمكان مواكبة الواقع السوري المُدمى شعريًا وثقافيًا، ليس بسبب حجم الألم المُعمّم فحسب، بل بسبب التشظي داخل القضية السورية، وتشعباتها التي عرّت كثيرًا من المسلمات، وعدم القدرة على فصل الأدبي عن السياسي، في إطار تدخلات إقليمية ودولية سافرة، وفي بلد بات تحت احتلالين: داخلي شمولي، وخارجي روسي – إيراني، جلب الأول الثاني ومنحه صكًا مفتوحًا لاستلاب البلد، ومع ذلك، فإني أرى أن موقف الإنسان من الثورة مؤشر على أخلاقه، ووعيه، وإنسانيته”.

وتابعت “يبقى تأثير الشعر على مسارات الحياة والقضايا المصيرية أمر يخضع للنقاش، وتؤطره مجموعة احتمالات مفتوحة تحتمل آراء متضادة، خاصة مع مدى قسوة المشاهد التي صدّرتها الثورة السورية، وأصدرت معها شهادة وفاة لضمير الإنسانية، وعلى الرغم من قناعتنا بأن الطغاة لا يتأثرون بالشعر، لكنه حتمًا يؤثر في حالة الحراك؛ لأنه ينضح من الوجدان الشعبي، بينما لا نعطي الشعراء الذين مازالوا يتسولون على موائد السلاطين والقتلة شرف اللقب”.

جدير بالذكر أن الشاعرة ابتسام الصمادي هي صاحبة صالون الثلاثاء الثقافي الذي استضاف عديدًا من الشخصيات الأدبية والسياسية والفكرية العربية والسورية والدولية، وصدر لها أكثر من سبع مجموعات شعرية بين العام 1993 والعام 2014، من أشهرها (مواس لها، وبكامل ياسمينها).




المصدر