البنود الثلاثة الكبرى المتبقية على جدول أعمال أوباما


أحمد عيشة

00

الرئيس أوباما يلقي بهذه التصريحات خلال حملة هيلاري لرئاسة أميركا في شارلوت على 4. نوفمبر (جوناثان أرنست / رويترز)

يجب على الرئيس أوباما أن يركز على ثلاثة تحدياتٍ في السياسة الخارجية، بعد الانتخابات، لإنهاء المعارك التي بدأت في عهده، وتشمل هذه التحديات وضع قواعد لسلوك الفضاء الإلكتروني مع روسيا والدول الأخرى، والمتابعة تجاه الرقة، في سورية، وتدمير الدولة الإسلامية، وجهد “السلام المريمي” لتمرير اتفاق الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ خلال دورة البطة العرجاء للكونغرس.

التحدي الأكثر حساسيةً خلال الفترة الانتقالية يعني روسيا، حيث كانت قرصنتها قبل الانتخابات لمواقع الحزب الديمقراطي هي الأمر الأكثر زعزعةً للاستقرار، ويُحتمل أن تكون أخطر مواجهةٍ بين القوى العظمى منذ عقود، إذ سيكون على الرئيس المقبل أن يقرر بشأن كيفية إعادة التوازن إلى العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا على أسسٍ طويلة المدى، ولكن يمكن لأوباما أن يساعد في تشكيل قواعد الفضاء الإلكتروني.

ناقش أوباما شخصيًا قضايا الفضاء الإلكتروني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع خاص خلال اجتماع قمة مجموعة العشرين في الصين في أوائل أيلول/ سبتمبر، وأكّد في مؤتمرٍ صحفي في وقتٍ لاحق أنهم تحدثوا “عن الأمن الفضائي، بشكل عام”، لكنه قال إنَّه لن يعلق على “تحقيقاتٍ محددة لا تزال حيةً ونشطة.”

قدَّم أوباما جدول الأعمال الصحيح في ذلك المؤتمر الصحفي عندما قال: “ما لا يمكننا القيام به هو أنه لدينا حالة فجأة يصبح فيها هذا الجنون، والغرب الجنوني، حيث البلدان التي لديها قدرة كبيرة في الإنترنت تبدأ الانخراط في المنافسة -المنافسة السقيمة- أو الصراع من خلال هذه الوسائل.”

كانت الولايات المتحدة أكثر وضوحًا في بيان 7 تشرين الأول/ أكتوبر العلني الذي طرحه مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر الابن، وجيه جونسون، وزير الأمن الداخلي، الذي ينصّ على أنَّ “كبار المسؤولين في روسيا” قد سمحوا بالهجمات الإلكترونية التي “تهدف إلى التدخل في العملية الانتخابية الولايات المتحدة.”

لم تتخذ الولايات المتحدة بعد أي عملٍ سري للرد على الهجمات الإلكترونية الروسية، خلافًا لبعض التقارير الإخبارية، حيث قال مسؤولٌ كبيرٌ في الإدارة، وذلك لأن أوباما يريد أن يتجنب المزيد من عدم الاستقرار قبل الانتخابات وسيرد “بالطريقة التي يترك إمكانية تصعيد محدود،” ولكن أي محاولاتٍ روسية بعد الانتخابات لتقويض النتائج، أو زرع بلبلةٍ جديدة في عالم الفضاء الإلكتروني، قد يجعل الولايات المتحدة تتخذ إجراءً، حيث حذر عدد من المسؤولين.

يجب على أوباما أن يستمر في هذه العملية الدقيقة من تأسيس إطار ردعٍ فضائي متبادل مع روسيا، فليست هناك أيّ أولويةً أهم في الفترة المتبقية له في منصبه.

ووفاءً بالوعد الذي قطعه “إذلال وتدمير في نهاية المطاف” الدولة الإسلامية قد يكون من المستحيل قبل أن يغادر أوباما منصبه في 20 كانون الثاني/ يناير، ولكن تحدث قادة عسكريون أمريكيون في نهاية الأسبوع الماضي بأنهم يتقدمون في المعركة لانتزاع الرقة، عاصمة الدولة الإسلامية المعلنة، على الرغم من الخلافات بين شركاء تحالف الولايات المتحدة حول تشكيل قوةٍ من شأنها أن تطهر المدينة وتحتفظ بهاـ

يبدو أن أوباما قد اتبع نصيحة الجنرال جوزيف فوتل، قائد القيادة المركزية الأمريكية، “استمر في ما تعمله،” من خلال الاعتماد على مجموعةٍ رئيسة يُسيطر عليها الأكراد، والمعروفة باسم قوات سورية الديمقراطية، في الضغط على الرقة، على الرغم من معارضة تركيا. هذا هو القرار المناسب: تقريبًا 25،000 من مقاتلي قوات سورية الديمقراطية مستعدون، في حين أنَّ قوة الجيش السوري الحر، المدعوم من كلٍ من تركيا والولايات المتحدة، يُقال إنها في حاجة إلى أكثر من أشهر للتدريب. الأتراك لا يحبون تحالف قوات سورية الديمقراطية لأن عمادها الميليشيا الكردية السورية المعروفة باسم YPG (وحدات حماية الشعب)، والتي يعدّها الأتراك جماعةً إرهابية.

يعتقد مسؤولون أمريكيون أنَّ جدول الرقة الزمني هو أمرٌ ملحّ، ليس فقط لتحقيق تقدمٍ بحلول يوم التنصيب. إنها حرب الحماسة، ويقول قادة عسكريون إنه أمر مصيري لأن نواصل التقدم الذي أنجزناه مؤخرًا في الموصل، ما دامت الرقة تحت سيطرة الدولة الإسلامية، يمكنها أن تكون نقطة انطلاق للهجمات الإرهابية القاتلة، كما أكدَّ مسؤولٌ فرنسي رفيع المستوى، يوم الجمعة، على الضرورة الملحة لحملة الرقة بالنسبة إلى الدول الاوروبية التي تضررت من الإرهاب.

سيترك أوباما مشكلة الفوضى لخليفته إذا كان لم يتمكن من تخفيف حدة التوتر مع تركيا، ولقد اقترح، ممثل رفيع المستوى من كردستان العراق، وزعيمها المدعوم تركيًا الرئيس مسعود بارزاني، إحدى المقاربات يوم الأحد، حيث قال هذا المسؤول في مقابلةٍ هاتفية إنَّ المخاوف التركية حول حملة الرقة يمكن تخفيف حدتها بمشاركة ميليشيات البرزاني الكردية السورية المعروفة باسم بيشمركة روج آفا، والتي تعمل بشكل منفصل عن YPG، ولكن تحت قيادة الولايات المتحدة بشكل عام.

التحدي الأخير لـ أوباما بعد الانتخابات هو تمرير اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ بطريقة أو بأخرى، وهي اتفاقية بين 12 دولة، هي القلب الرمزي لـ “محوره” الذي اكتسب شعبية ذات مرة مع آسيا، حيث أخبر أوباما زعماء آسيا، أنه يعتقد أنه يمكنه أن يحشد الأصوات، إذا تعاون معه قادة الحزب الجمهوري. سيكون الفشل في تمرير الصفقة نصرًا إستراتيجيًا كبيرًا للصين، كما يقول في حق البيت الأبيض.

رئاسة أوباما ستصبح تاريخًا تقريبًا، بعد تصويت يوم الثلاثاء، لكنه لا يزال من الممكن أن يحقق ثلاثة أشياءَ كبيرة من شأنها أن تُشكل العالم في عام 2017 وما بعده.

اسم المقالة الأصليThe three big items left on Obama’s agenda
الكاتبDavid Ignatius، ديفيد إغناطيوس
مكان وتاريخ النشرواشنطن بوست، The Washington Post، 8/11
رابط المقالةhttps://www.washingtonpost.com/23052a90-a5e4-11e6-ba59-a7d93165c6d4_story.html
المترجمأحمد عيشة




المصدر