المدرسة الرقمية السورية…مائدة علمية مفتوحة للطالب السوري أينما كان


أعلنت قناة “سنا” الفضائية ومؤسسة تعليم بلا حدود (مداد) عن انطلاق العمل بالمدرسة الرقمية السورية مؤخراً بمقرها التنفيذي في مدينة غازي عينتاب التركية.

يأتي ذلك في ظل تحديات كبيرة تواجه القائمين على الملف التعليمي السوري نتيجة انقطاع العملية التعليمية في كثير من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وارتفاع نسبة التسرب المدرسي، وغياب الاستقرار، وضعف المتابعة للملف التعليمي في الداخل السوري والخارج على حد سواء.


واعتبر المدير التنفيذي للمدرسة الرقمية محمود سكر أن الأوضاع الأمنية التي تشهدها البلاد  أفرزت عدة شرائح من الطلاب، وأضاف “لقد تحولت الشريحة الطلابية المستقرة التي تستطيع الذهاب إلى المدارس التقليدية إلى شريحة صغيرة، وبالتالي يجب التفكير في الوصول إلى كل الشرائح الأخرى، أي المتنقلة والمصابة والمهجرة وما إلى ذلك”.

وبحسب سكر فإنه ونتيجة لصعوبة الوصول لكل الشرائح بالطرق التقليدية، فإن الوضع يستدعي البحث في أنجع الطرق للوصول إلى الطالب السوري، مبيناً لـ”صدى الشام”: “أن الهدف الذي وضعناه هو تقديم المحتوى التعليمي وفق المنهاج السوري المعتمد لدى الحكومة المؤقتة بطريقة تفاعلية، وبأشكال مختلفة وعن طريق وسائل متنوعة، وذلك لضمان إيصاله إلى كافة الشرائح الطلابية السورية، وبذلك فالمنصة التي نتحدث عنها اليوم تشبه المائدة العلمية المفتوحة التي ينهل منها الطالب السوري حسب الوسائل المتاحة له، وهي مشروع غير مسبوق عالمياً بقالبه المتكامل هذا”.

و تابع سكر قائلاً، “إن فلسفة المدرسة تقوم على إيصال الفيديوهات التي ستنقل المحتوى التعليمي من خلال الشبكة العنكبوتية، و الألواح الإلكترونية، والأقراص المدمجة، وغيرها من الوسائل الأخرى”، مضيفاً “إن عدد المستفيدين من المدرسة سيكون غير محدود، وهو أشبه ما يكون بمشاهدة قناة فضائية”.
وتستهدف المدرسة الرقمية بالدرجة الأولى الطلاب السوريين المنقطعين عن الدراسة، المقدر عددهم بنحو ثلاثة ملايين طالب، و الذين يداومون في المدارس بالدرجة الثانية، وذلك بهدف تقوية معلوماتهم.

ولم يذهب المدير التنفيذي للمدرسة الرقمية في تفاؤله بعيداً، لكنه رأى أنها ستسهم -ولو جزئياً- في التخلص من العراقيل أمام متابعة الطلاب السوريين لتعليمهم وقال:”كل من توقف عن التعليم سيجد لدينا الوسائل الكفيلة بمتابعة مشواره التعليمي، ويمكن للطالب السوري حيثما كان أن يستفيد منها”.

 

وعن الإجراءات المتبعة أكد سكر أن المدرسة بصدد الإعلان عن البدء بقبول طلبات التسجيل عبر موقعها الإلكتروني ” digitalschoolsy.com”، لافتاً إلى أن الإدارة تبحث في وضع آلية للامتحانات بالتعاون مع وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة.

وفي الوقت الذي رحب فيه الصحافي السوري عبو الحسو المهتم بمتابعة شؤون اللاجئين في تركيا بفكرة المدرسة، اشترط متابعة من الأهل أو من المعلم قبل الحديث عن أي  فائدة سيجنيها الطالب من خلال متابعة المحتوى الذي تقدمه المدرسة الرقمية، على حد تقديره.

واعتبر الحسو خلال حديث خاص بـ”صدى الشام”، أن عدم وجود شبكة الانترنت في بعض مناطق الداخل، وانقطاع التيار الكهربائي أيضاً سيكون من جملة العوامل المعرقلة للوصول إلى كل الشرائح الطلابية، مستدركاً بالقول “إنها خطوة جيدة”.
و أعرب الحسو عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع التعليمية السورية في تركيا، وقال في هذا الصدد “أعتقد أن القرار التركي الأخير القاضي بدمج التعليم السوري بالتركي سيؤدي إلى نتائج كارثية، وما نراه يؤكد أن الشريحة المتسربة في زيادة”، كما قال.



صدى الشام