المقاتلات الروسية والسورية تحرق الغوطة الشرقية


مهند شحادة

صعّد سلاح الجوي الروسي، ومقاتلات النظام السوري الحربية -خلال الأيام القليلة الماضية- القصف على مدن وبلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق تصعيدًا غير مسبوق، تزامنًا مع استهداف المنطقة بمئات صواريخ أرض-ارض، وقذائف المدفعية؛ الأمر الذي أدى إلى أوضاع إنسانية سيئة جدًا، في ظل عجز النقاط الطبية عن تقديم الإسعافات اللازمة؛ نتيجة النقص الكبير في الأدوات؛ بفعل حصار قوات النظام والميليشيات المتحالفة معه للغوطة منذ نحو أربع سنوات.

وأكد ناشطون من المنطقة أن ما لا يقل عن 13 غارة، نفذتها مقاتلات حربية تابعة للنظام السوري، استهدفت الأحياء السكنية، اليوم الخميس، في مدينة دوما؛ ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وجرح العشرات من أبناء المدينة، تزامنًا مع ثلاث غارات مماثلة، استهدفت مدينة حرستا المجاورة؛ دون إحصائية دقيقة لعدد القتلى والجرحى نتيجة هذه الغارات، في حين تعرضت كل من بلدتي سقبا وحمورية إلى قصف مدفعي عنيف.

من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم فرق الدفاع المدني بريف دمشق، محمود آدم، لـ (جيرون): ” أحصت مراكز الدفاع المدني في الغوطة الشرقية ثمانية عشر غارة جوية؛ حيث توزعت الغارات على أربع غارات في مدينة زملكا، وغارتين في مدينة عربي، بينما تلقت مدينة دوما عشر غارات جوية، إضافة إلى عشرات قذائف المدفعية الثقيلة”

وأوضح آدم أن القصف على مدينة دوما أسفر عن سقوط خمسة شهداء، إضافةً إلى عشرات الجرحى، مضيفًا أن فرق الدفاع المدني انبرت لانتشال المدنيين من تحت الأنقاض؛ نتيجة القصف الذي أدى إلى انهيار عدة منازل فوق رؤوس ساكنيها، مشيرًا إلى أن عملية انتشال الضحايا والناجين من تحت ركام المنازل استغرق عدة ساعات، في ظل استمرار القصف على محيط الأماكن التي يعمل فيها عناصر الدفاع المدني.

ومن ناحية أخرى، أكدت مصادر ميدانية أن أحد أبرز أسباب هذا التصعيد يتمثل في مساعي النظام وحلفائه في فصل مناطق وبلدات الغوطة الشرقية عن بعضها، والاستفراد بها كل منطقة على حدة؛ ما يجعله قادرًا على كسر إرادة “الثوار” واقتحام المناطق؛ تمهيدًا لسيناريو التهجير القسري الذي يحاول النظام السوري مدعومًا بموسكو وطهران، تعميمه على محيط العاصمة دمشق كله، مشيرة إلى أن هذا المخطط سيفشل في الغوطة، مهما بلغ تصعيد النظام.

وكان سلاح الجو التابع للأسد وحليفه الروسي قد استهدف، الإثنين الماضي، مدن وبلدات الغوطة الشرقية بعشرات الغارات التي خلفت عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، إضافة إلى الدمار الهائل في الأبنية السكنية، الأمر الذي دفع ناشطي الغوطة إلى إطلاق مناشدات لكل الجهات الإنسانية والحقوقية للتدخل ووقف القصف، في ظل عجزهم؛ حتى عن إحصاء عدد الغارات والصواريخ التي استهدفت مناطقهم.




المصدر