"لا صوت يعلو على صوت التعفيش".. سكان مناطق النظام بحلب: قوات الأسد نهبت منازلنا


ظلت المناطق التي دخلتها قوات النظام عنوة في العديد من المدن السورية، تشتكي من سرقة منازلها وما فيها من أثاث رخيص وثمين، وقوبلت تلك الشكاوى بالرفض والتكذيب من وسائل إعلام النظام والمؤيدين للأسد، الذين ظنوا أن "حماة الديار" يترفعون على هذه الأعمال من أجل الدفاع عن سورية.

لكن نار "التعفيش" باتت تحرق حتى المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد، وأصبحت منازلها عرضة لسرقة الميليشيات خصوصاً "اللجان الشعبية"، وتطور الأمر حتى دفع وسائل الإعلام المؤيدة للأسد إلى الاعتراف بنهب تلك المناطق، وإطلاق الشكاوى لحكومة النظام بإنقاذ "مناطق نفوذ الأسد" من "المعفشين" الذين يفضلون سرقة المنازل والمستودعات على القتال في الجبهات.

صحيفة "الأخبار" اللبنانية، الداعمة بشكل كبير لنظام الأسد وميليشيا "حزب الله" وإيران، لم تعد تجد حرجاً في فضح تجاوزات قوات النظام، وامتهانها لسرقة السوريين الذين تجبرهم المعارك والقصف على الخروج من منازلهم.

وفي عددها الصادر، اليوم الخميس، نشرت الصحيفة تقريراً عما عاناه ويعانيه سوريون في مناطق النظام غرب حلب، وهي من المناطق التي يعتبرها النظام أنها "محسوبة عليه"، فقواته تنتشر فيها بكثرة، وحواجزها العسكرية تملأ الشوارع والأزقة.

وعلقت الصحيفة على "تعفيش" قوات النظام لمنازل  السكان في مناطق نفوذ الأسد بالقول بدلاً من أنه "لا صوت يعلو على صوت المعركة"، فإنه "لا صوت يعلو على صوت التعفيش".

ويُقصد بـ"التعفيش" هنا تجريد المنازل والمستودعات من قبل قوات النظام بكل مافيها من أثاث ومواد منزلية، حتى أن ناشطون سوريون نشروا سابقاً صوراً لأزرار الكهرباء وقد اقتلعتها ميليشيات الأسد من منازل السوريين لبيعها في الأسواق.

ونقلت الصحيفة عن سكان في مناطق "منيان، ومشروع 3000 آلاف شقة"، وأجزاء من حلب الجديدة، قولهم إن منازلهم أصبحت فارغة بسبب سرقة قوات النظام لها، مشيرةً أن الكثير من المناطق التي تعرضت لـ"التعفيش" لم تخرج عن سيطرة النظام.

وقالت الصحيفة إن "حلب خلال الأسبوعين الأخيرين تعيش فترة تعفيش ذهبيّة جديدة، على وقع المعارك التي اندلعَت في أجزاء من حيّي حلب الجديدة والحمدانيّة خصوصاً".

وقالت سيدة للصحيفة تسكن في حلب الجديدة: "لله وكيلك ما تركنا البيت غير 16 ساعة، رجعنا لقيناه عالحديدة»، فيما قال "أبو محمد" إنّه "كان وعائلته داخل منزلهم في جمعيّة الجرّارات (حي حلب الجديدة) وأصوات المعارك العنيفة تحيط بهم حين فوجئوا بكسر باب المنزل واقتحامه بالأول فكرناهن المسلّحين فاتوا عالمنطقة، طلعوا شبّيحة تاركين العساكر عم تتقتّل وجايين ينهبونا".

وأردفت الصحيفة: "تكررت هذه الظاهرة في عدد من المنازل التي آثر سكّانها البقاء فيها رغم المخاطر المحيطة بهم، ويبدو أنّ أبطال التعفيش ظنّوها منازل فارغة من سكّانها".

وتلفت الصحيفة أيضا ًإلى أن عمليات السرقة والنهب لم تقتصر على المنازل فقط بل طالت أيضاً المستودعات المخصصة لتخزين البضائع من مواد غذائية، ومنزلية وغيرها.

وتذكر "الأخبار" واقعة حصلت في شهر أغسطس/ آب الماضي خلال اندلاع المعارك في منطقتي الراموسة ومشروع 1070 شقة، وقالت: "شهدت محاولات من قسم الشرطة للتصدي لظاهرة التعفيش، لكنّ إحدى الدوريات كادت تذهب ضحيّة لمجموعة السرقة التي يتسلّح أفرادُها بمختلف أنواع الأسلحة".

حلب ليست الضحية الوحيدة

مشاهد "التعفيش" وسرقة تعب عشرات السنين للسوريين لم يقتصر على حلب فحسب، فمنذ بدء قوات النظام مداهماتها للمدن السورية وخوضها حرباً شرسة ضد سكانها ومقاتلي المعارضة فيها، باتت أسواق "الأغراض المستعملة" منتشرة في مناطق عدة، والمقصود بـ"المستعملة" هي الأغراض التي "عفشتها" قوات النظام وباعتها للحصول على ثمنها بلا تعب.

ومن بين أبرز المناطق التي نهبتها قوات النظام مدينة داريا بريف دمشق، فخلال المعارك وبعد تقدم قوات النظام في أحياء داخل المدينة، تعرضت لعملية سرقة ونهب كبيرة وسرقت ميليشيات النظام ما يمكن أن يعود عليها بنفع مالي.

وقبل أن تخرج قوات المعارضة من المدينة، كانت شركة "حمشو" المدعومة من نظام الأسد تستفيد من بقايا المنازل المدمرة.

كذلك تكررت عمليات "التعفيش" في مناطق النظام بحمص، وحماه، والسبيل لتحقيق ذلك لا يحتاج مزيداً من العناء، إذ يكفي أن تطلق قوات النظام تحذيراً لسكان المناطق بضرورة إخلائها لاقتراب "المسلحين الإرهابيين" - كما تسميهم - لتبدأ بعدها السرقة التي يعرف الموالون والمعارضون للأسد أنها تجري تحت أنظار مسؤوليه.




المصدر