نزوح من ريف الرقة الشمالي و”ثوار الرقة” لن يُشارك في “غضب الفرات”


فراس محمد

شهدت قرى خنيز، والغانم في ريف الرقة الشمالي، أمس الأربعاء، موجة نزوح للأهالي باتجاه العراء، بسبب القصف العنيف الذي يشنه طيران التحالف الدولي، والمدفعية التابعة لميليشيا “قوات سورية الديمقراطية” باتجاه هذه القرى التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في ظل معارك عنيفة تشهدها المنطقة، استطاعت خلالها (قوات سورية الديمقراطية) السيطرة على المدجنة الواقعة شرق قرية خنيز وسطاني، ومحطة ضخ المياه على طريق تل السمن – عين عيسى، وفق ما أكده ناشطون من ريف الرقة الشمالي.

في حين تشهد قرية الحيشة كذلك موجة نزوح جماعي للأهالي، بعد المجزرة التي ارتكبتها طائرات التحالف الدولي أول أمس الثلاثاء، وراح ضحيتها أكثر من 23 مدنيًا، جلهم من النساء، والأطفال، إضافة إلى عشرات الجرحى.

وفي إطار ردود الأفعال على انفراد ميليشيا “قوات سورية الديمقراطية” التي تشكل ميليشيا “وحدات حماية الشعب الكردية” عمودها الفقري، بمعركة تحرير الرقة من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أعلن ما يسمى بـ “لواء ثوار الرقة”، أول أمس الثلاثاء، عبر بيان صادر عن رئيس المكتب السياسي لـ “اللواء” محمود الهادي، عدم مشاركتهم في معركة “غضب الفرات” ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، لأن “وحدات حماية الشعب الكردية” لم تلتزم بما اتفق عليه قبل بدء المعركة، بحيث يكون المقاتلون من أبناء المدينة.

وأكد الهادي بأنه اتُفق على كل شيء قبل بدء المعركة، بما فيه الاتفاق على أن يكون علم الثورة هو العلم الوحيد الذي يُرفع، إلى جانب راية “قوات سورية الديمقراطية”، وأن اللواء وفعاليات الرقة، هما من يديران المدنية إداريًا وأمنيًا، إلّا أن ما جرى على الأرض كان مخالفًا تمامًا لكل ما اتفق عليه.

أما بخصوص الوجود العربي داخل ميليشيا “قوات سورية الديمقراطية” التي تقاتل في الرقة، فقد أكد بيان الهادي بأن اللواء هو الفصيل العربي الوحيد، وهناك مجموعات عربية غير مستقلة، تعمل داخل تشكيلات (الوحدات الكردية) وبإمرتها، وهناك حاليًا ضغوط من الولايات المتحدة الأميركية على قيادة الوحدات الكردية، مؤكدًا -في الوقت ذاته- أن اللواء لم ينسحب من “قوات سورية الديمقراطية”.

وبالتزامن مع بيان اللواء، أعلن مجلس محافظة الرقة، وعدد من القوى السياسية، والمدنية، في بيان مشترك أكدوا فيه أن “قوات سورية الديمقراطية” ممثلة بـ “حزب الاتحاد الديمقراطي”، و”وحدات حماية الشعب” الكردية، غير مرحب بها في تحرير المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، كونها لا تملك حاضنة شعبية في أنحاء المحافظة كافة، وطالبت قوات التحالف، إن كانت جادة في تحرير المدينة، بتسليح وتدريب أبناء المحافظة، وهم سيحررونها من التنظيم الإرهابي.

يذكر أن ميليشيا “قوات سورية الديمقراطية” أعلنت -قبل أيام- انطلاق معركة أسمتها “غضب الفرات”، بهدف انتزاع محافظة الرقة، ذات الغالبية العربية، وسط مخاوف حقيقية لدى شرائح كبيرة من أبناء المحافظة من قيام (وحدات حماية الشعب الكردية) بعمليات تهجير ذات طابع عرقي، كما حدث في مناطق عربية أخرى، سيطرت عليها هذه الوحدات مثل ريف الحسكة، ومنطقة تل أبيض، وريف حلب في وقت سابق.




المصدر