هادي العبد لله والجائزة الخامسة والعشرين لمراسلون بلا حدود


رلى العلواني

الناشط والصحافي السوري، الثائر ضد نظام الأسد، وأحد أبرز وجوه الثورة السورية، كان سلاحه عدسته، موثقًا بها مجازر النظام وميليشياته الطائفية بحق أطفال ومدارس ومستشفيات ومدن سورية؛ مُجازفًا بحياته إيمانًا منه بأن للحقيقة والحرية ثمنًا لا بد من دفعه.

ولد في مدينة القصير بمحافظة حمص السورية عام 1987، درس التمريض في جامعة تشرين باللاذقية، وعمل معيدًا في الجامعة لعدة أشهر قبل اندلاع الثورة السورية، ثم أصبح عضوًا في الهيئة العامة للثورة في حمص.

بدأ نشاطه بممارسة التمريض في المستشفيات الميدانية، بعد اقتحام جيش النظام مدينة حمص، عشية المظاهرات السلمية الحاشدة في ساحة الساعة، والتي واجهها النظام بالقتل و الرصاص، سقط في إثرها عشرات القتلى والجرحى من المتظاهرين العزل، ثم انضم إلى الجيش الحر ليكون في الصفوف الأمامية في القتال ضد نظام الأسد، ثم انتقل بعدها للعمل الإعلامي كغيره من الشباب السوري الذي عمد لنقل حقيقة المظاهرات والأحداث بهواتف نقالة؛ ليصبح مصدرًا للأخبار لعدد من القنوات الفضائية، تلقى عروضًا كثيرة للعمل من قنوات عربية،  لكنه آثر إلا أن يكون صحافيًا مستقلًا.

بدأ عمله كصحافي بظهوره على وسائل الإعلام بصوت مموه كغيره من الصحافيين في بداية الثورة السورية؛ خوفًا على عائلته من بطش نظام الأسد، ثم بدأ بالظهور العلني بعد أن استطاع إخراج عائلته إلى الأردن.

لمع نجمه على الشاشات العربية (الجزيرة – العربية)، حيث تمكن بجهاز كمبيوتر وكاميرا عادية غير احترافية من نقل ما يجري على الأرض من مجازر ارتكبها النظام السوري بحق المدنيين العزل، بدءًا بمدينة حمص (مجزرة كرم الزيتون – بابا عمرو – وأحياء حمص القديمة)؛ وصولًا إلى إدلب وريف دمشق، ثم أصبح من أبرز الصحافيين في مدينة حلب، ظهرت له عدة فيديوهات، وهو في خطوط الجبهة الأولى مع الثوار.

تمتّع هادي العبد لله بشهرة بين صفوف فصائل المعارضة السورية، باستثناء تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)؛ حيث تلقى تهديدات متعددة طالت أفراد عائلته، حيث وصفه تنظيم الدولة بـ “الكافر عميل الصحوات”، لقب هادي العبد لله بالاستشهادي الأعزل، كما أجرى عدة مقابلات مع أسرى من الميليشيات العراقية واللبنانية وقوات الأسد لدى كتائب الجيش الحر.

أصيب الإعلامي هادي، والمصور خالد العيسى، في عمليات قصف جوي من نفذتها طائرات النظام الأسدي على حلب في منطقة “جسر الحج”، ثم تعرض -بعد تلك- لإصابة أخرى بالغة بعد انفجار عبوة ناسفة في أحد أحياء حلب، استشهد على بسببها زميله ورفيق دربه، المصور خالد العيسى، وقد كانت الفاجعة الثانية لهادي بعد فقده لرفيق دربه الأول، الإعلامي الشهيد طراد الزهوري.

هادي العبد الله الذي يبلغ من العمر 29 عامًا، وتمتّع بلباقة الحوار والشجاعة، لم يتوان عن المجازفة بحياته دفاعًا عن صوت الحقيقة وصورته؛ا لتظهر للعالم دون تزييف أو كذب، استطاع أن يفوز بالجائزة الخامسة والعشرين لمنظمة (مراسلون بلا حدود)، والتي أهداها لأروح الشهداء الذين استشهدوا في سبيل حرية سورية.




المصدر