بعد خمسة أشهر على الهزة التي أحدثها قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي، سادت حال مماثلة من الهلع أسواق المال أمس قبيل فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وخلافاً لكل البورصات سجلت أسواق المال الروسية ارتفاعات.

وفتحت البورصات الأوروبية جلساتها على انخفاض، وعلى رأسها بورصة لندن التي بدأت بعد وقت قصير تحد من خسائرها. وبدأت جلستها على تراجع نسبته اثنان في المئة تقريباً قبل أن تعود وترتفع 0.51 في المئة، ومثلها بورصة فرانكفورت التي تراجعت ثلاثة في المئة في بداية الجلسة قبل أن تعود إلى التحسن. أما بورصة باريس فسجلت انخفاضاً كبيراً بلغت نسبته 2.05 في المئة قبل أن تعاود التقاط أنفاسها. ويعود سبب الهلع إلى عدم توقع هذه النتيجة. وقال المسؤول عن البحوث الاقتصادية في «ساكسو بنك» كريستوفر ديمبيك لوكالة «فرانس برس»: «المستثمرون في مرحلة العودة إلى الواقع. سيعودون قريباً إلى التعمق في برنامج دونالد ترامب». ورأى الخبير المالي في بنك «بي ان بي باريبا» باتريك جاك أن «رد الفعل شبيه بما حصل بعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت) مع عنصر المفاجأة من جهة وانعكاسات هذا الانتخاب من جهة أخرى». وأوضح أن برنامج ترامب يشير بوضوح إلى تغييرات اقتصادية.

وكان المستثمرون توجهوا إلى سوق الدين السيادي وشراء سندات الدين الألماني، بعدما اقترب الإعلان عن فوز ترامب بالرئاسة. ومع تقدم فرز الأصوات وترجيح فوز ترامب، تراجع سعر الدولار والبيزو المكسيكي. وقال المحلل لدى مجموعة «أواندا» كريغ إيلام «إنها مقبرة في الأسواق مع اقتراب ترامب من البيت الأبيض».

وفي بورصة طوكيو، أنهى مؤشر «نيكاي» الجلسة على انخفاض نسبته 5.36 في المئة. وعقدت وزارة المال اليابانية ووكالة الخدمات المالية و «بنك اليابان» اجتماعاً طارئاً للبحث في وضع الأسواق. وقال نائب وزير المال المكلف الشؤون الدولية ماساتسوغو أساكاوا بعد الاجتماع: «نشهد تقلبات حادة جداً في أسواق المال بما في ذلك العملات». وأضاف: «سنتخذ الإجراءات اللازمة إذا استمرت التقلبات الحادة»، مؤكداً أن «ليس هناك أي شيء مستبعداً».

وأنهت بورصة سيدني تعاملاتها على انخفاض نسبته اثنان في المئة وبورصة هونغ كونغ ثلاثة في المئة وشانغهاي 1.3 في المئة ومومباي ستة في المئة. وإلى جانب فوز ترامب، تأثرت بورصة مومباي أيضاً بإعلان للحكومة الهندية لمكافحة التهرب الضريبي.

وفي الولايات المتحدة، انخفضت أسواق المال الأميركية وبورصة نيويورك أكثر من خمسة في المئة مع تقدم المرشح الجمهوري على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون. وهبط مؤشر «ستاندرد أند بورز 500» الواسع النطاق 5.01 في المئة، فيما تهاوى مؤشر «ناسداك» الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا بنسبة 5.08 في المئة.

وسجل الغليان نفسه في قطاع الصرف، إذ حلّق الين واليورو في مقابل الدولار في طوكيو في وقت كانت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لا تزال غير مؤكدة. وهبط الدولار إلى 101.30 ين مع تقدم ترامب في مقابل 105.47 ين قبل بضع دقائق. أما اليورو فارتفع إلى 1.1287 دولار في مقابل 1.0990 في وقت سابق. أما العملة المكسيكية التي كانت مقياساً لرأي الأسواق في الأسابيع الأخيرة حول نتيجة الاقتراع، فتراجعت 14 في المئة. وبلغ سعر الين في طوكيو 20.7431 بيزو أي أدنى مستوى له في التاريخ مقابل 18.1634 بيزو قبلاً. وتخشى المكسيك فوز ترامب بسبب تهديدات الرئيس البليونير بإعادة التفاوض حول اتفاقات التبادل الحر وإبعاد ملايين المهاجرين غير الشرعيين عن الولايات المتحدة ودفع المكسيك إلى دفع نفقات بناء جدار على الحدود المشتركة بين البلدين في الجنوب.

وفي موسكو، ارتفع مؤشر بورصة الأسهم المسعرة بالدولار (آر تي اس) 1.17 في المئة بينما ارتفع مؤشر «ميسيكس» المسعر بالروبل 1.02 في المئة. أما الروبل فاستقر سعره مقابل العملة الأميركية على 68.86 للدولار لكنه سجل تراجعاً طفيفاً في مقابل اليورو الذي بات يعادل 70.93 روبلا. وقال كبير الاقتصاديين في مصرف «رينيسانس كابيتال» أن «روسيا يمكن أن تكون السوق الناشئة التي ستجني أكبر فائدة من فوز ترامب مع الأمل بإمكان أن يخفف العقوبات المفروضة على روسيا في 2017». وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أوائل مهنئي ترامب على فوزه في الانتخابات.

وارتفع سعر الذهب الذي يشكل ملاذاً للمستثمرين في أوقات الأزمات بنسبة 5.4 في المئة في المبادلات في آسيا مع اقتراب ترامب من الفوز. وبلغ سعر أونصة الذهب 1337.38 دولار في مقابل 1268.30 دولار قبل ساعات. وتوقعت مجموعة «كابيتال ايكونوميكس» أن تهدأ الأسواق بعد الصدمة الأساسية. كما حصل بالنسبة إلى «بريكزيت»، «لكن لا يمكن التكهن بمواقف ترامب. هناك خطر انفجار في كل لحظة خلال الأشهر والسنوات المقبلة».

[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]