خان الشيح المفاوضات توقفت والقتال مستمر لإنهاء مخطط التهجير

13 نوفمبر، 2016

مهند شحادة

شكّل دخول “تجمع الحرمون” على خط المعارك المشتعلة في ريف دمشق الغربي، تغيرًا نوعيًا في طبيعة الصراع، وخلط الأوراق على مستوى مخططات النظام وحلفائه، ولا ولا سيما تلك الرامية إلى تهجير المنطقة باتجاه محافظة إدلب شمالي البلاد.

المعارك التي أطلقها التجمع في محيط بلدة بيت جن جاءت؛ لتخفيف الضغط عن مقاتلي المعارضة في “تجمع خان الشيح” المحاصر، وإفشال مخططات النظام وموسكو بتعميم سيناريو التهجير القسري على محيط العاصمة كله، والذي بدأ مع داريا قبل أشهر، وذلك وفق مصادر من داخل التجمع، وهو ما أعاد طرح الأسئلة المتعلقة بمصير المفاوضات بين المعارضة المسلحة والنظام، ومستقبل المنطقة، إضافة إلى حقيقة إمكانات الفصائل المسلحة هناك في كسر حلقات المخطط الساعي إلى السيطرة على المناطق الممتدة على طول طريق السلام؛ وصولًا إلى محافظة القنيطرة.

من جهته، قال الناشط الإعلامي في الغوطة الغربية، محمد الشامي، لـ (جيرون): “الهدف من المعارك التي أطلقها تجمع الحرمون هو فك الحصار عن الغوطة الغربية، وخان الشيح بالتحديد؛ ما يعني إنهاء قضية التهجير من المنطقة، والمعلومات المتوافرة -حتى اللحظة- أن كل من تل السيوف، وما يعرف بسرية الهاون، ومنطقة المقروصة قد حررت، والمعارك متواصلة”، وأشار الشامي إلى أن تجمع الحرمون يضم كلًا من (حركة أحرار الشام الإسلامية، جبهة فتح الشام، لواء عمر بن الخطاب وغيرها).

المفاوضات توقفت والروس لم يكونوا طرفًا فيها

وفق مصادر ميدانية من داخل خان الشيح، فإن المفاوضات بين النظام وفصائل “تجمع خان الشيح”، لم تصل -بعد- إلى نتيجة؛ وذلك بسبب تعنت الأول، بالاستناد إلى بعض التقدم الذي أحرزته قواته، ولا سيما بعد أن استطاعت فصل المناطق عن بعضها بعضًا، وحصار خان الشيح حصارًا كاملًا، وفي هذا السياق، قال الشامي: “المفاوضات في الغوطة الغربية بدأت مع انطلاق الحملة العسكرية بتاريخ الأول من تشرين أول/ أكتوبر الماضي، وبالتحديد، بعد أن استطاع النظام السيطرة على منطقة الوادي في بلدة المقيليبة؛ ما نتج عنه فصل البلدة عن الديرخبية المجاورة، وعرض النظام -في ذلك الوقت- خيارين: إما معركة مفتوحة وحرق المنطقة، أو الخروج إلى إدلب من دون سلاح. وجوبه هذا العرض بالرفض من فصائل “تجمع خان الشيح”، العرض تكرر بعد أن سيطرت قوات النظام وميليشياتها على بلدة الديرخبية، وأيضًا رفض التجمع الخروج من المنطقة، وقدم عرضًا آخر، يقوم على هدنة بنودها وقف القتال، وعدم استهداف مواقع النظام، مقابل وقف القصف وبقاء المناطق محررةً تحت سيطرة فصائل المعارضة، وهو ما رفضه النظام رفضًا قاطعًا، وبدأ بتصعيد عملياته العسكرية تصعيدًا غير مسبوق، واستطاع السيطرة على ما يُعرف بـ “الكتيبة المهجورة”، على أطراف خان الشيح؛ ما سمح بإطباق الحصار على المنطقة إطباقًاٍ كاملًا”.

وأوضح الشامي أنه، وبناءً على تلك المعطيات، عرضت بعض الفصائل الخروج بسلاحها وعتادها إلى درعا، إلا أن النظام كرر رفضه، وأصر على طرحه المتمثل بالخروج إلى إدلب، مشيرًا إلى أن المفاوضات -حاليًا- متوقفة؛ بسبب تعنت النظام ورفضه أي عرض، وإصراره على الحل العسكري، لافتًا إلى أن ممثل وفد النظام إلى المفاوضات مع المعارضة، هو زهير الأسد، قائد الفرقة الأولى، مشيرًا إلى عدم وجود معطيات أو مؤشرات على وجود الروس طرفًا مباشرًا في المفاوضات، مشددًا على أن كل اللقاءات التي جمعت وفدي المعارضة المسلحة والنظام كانت عبر الأسد.

المستفيد الأكبر إسرائيل

كثيرًا ما أكدت مصادر من المعارضة المسلحة في ريف دمشق الغربي أن ما يحدث في مناطقهم هو جزء من مخطط إسرائيلي – روسي، بالتفاهم مع الأسد، يقوم -أولًا- على حماية حدود الدولة العبرية، وعزز هذا التوجه التصريحات الروسية أخيرًا، والتي أشارت إلى أن تل أبيب أبلغت موسكو بأنها تفضل بقاء الأسد، وفي هذا الجانب، قال الشامي: “الريف الغربي هو امتداد العاصمة، شأنه شأن الريف الشرقي، والفارق الوحيد ربما أن الريف الغربي قريب جغرافيًا من مناطق الجولان المحتل، وبالتالي؛ من الحدود الإسرائيلية، من هنا يمكن القول: إن الإسرائيليين هم المستفيد الأكبر من كل ما يجري في مناطق الغوطة الغربية، اعتمادًا على خطط مبنية على تغييرات ديمغرافية وجيوسياسية تتبناها قوى ودول كبرى، في مقدمتها روسيا، تفضي -بمجملها- إلى المحافظة على حكم الأسد وأمن إسرائيل، وملامح ذلك المشروع واضحة، أعتقد أنها بدأت مع داريا، ثم قدسيا والهامة، وهناك حديث عن وادي بردى والزبداني، والآن خان الشيح، وربما -لاحقًا- بيت جن، وفي المستقبل الغوطة الشرقية”.

سنقاتل لإنهاء التهجير القسري

في هذا السياق أكد الشامي أن الثورة ستستمر، حتى في حال سقوط خان الشيح، لا سمح الله، وفق تعبيره، مضيفًا: “لا تزال مناطق عدة في قلب العاصمة دمشق خاضعة لسيطرة الثوار، وإن كانت في حالة هدنة (برزة مثالُا)، وفي الريف الغربي، لا تزال خان الشيح تقض مضاجع النظام وحلفائه، وكذلك هي منطقة بيت جن، لدينا الغوطة الشرقية ماتزال صامدة وتقاتل، وما نخسره اليوم نستعيده غدًا، أما بالنسبة لنا في خان الشيح؛ فليس لدينا أي نية أو رغبة في ترك مناطقنا، والخروج إلى أي مكان، وسنسعى لإفشال خطة التهجير القسري، أو على أقل تقدير تأخير هذا المخطط إلى أبعد فترة زمنية، وسنبقى نقاتل، وإن اضطررنا إلى الخروج، فسيكون بشروطنا وليس بشروط النظام”.

جدير بالذكر أن مساء الخميس الفائت شهد معارك شرسة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام، استعادت في إثرها المعارضة بعض المواقع التي خسرتها خلال الأسابيع الأخيرة، قبل أن يتوغل أحد “انغماسسي” المعارضة بمركبته المفخخة التي انفجرت في أحد مواقع قوات النظام، وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات، وذلك؛ بحسب “جيش الغوطة الغربية”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]