طهران تراقب… وعينها على «النووي»


انشغلت الأوساط الإيرانية الرسمية والشعبية في الأيام القليلة الماضية بنتيجة الانتخابات الأميركية، وبحثت في جوانب السؤال المهم لكل الإيرانيين، وهو مصير الاتفاق النووي بعد فوز المرشح دونالد ترامب في الرئاسة الأميركية، لأن ذلك يرتبط بأداء الحكومة الإيرانية التي راهنت على هذا الاتفاق، الذي يرتبط بحياة المواطنين وإزالة العقوبات الاقتصادية عن إيران وترطيب العلاقات مع الأسرة الدولية.

ووفق مصادر تحدثت إلى «الحياة» بحث مجلس الأمن القومي خلال اجتماع عقده نهاية الأسبوع الماضي «الاحتمالات في شأن الاتفاق النووي والخيارات الممكن اتخاذها في مواجهة التطورات».

ويعتقد عدد كبير من الأكاديميين والمتخصصين في المعاهدات الدولية أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، لا يستطيع إلغاء الاتفاق لأنه مُثبت بالقرار 3321 الصادر من مجلس الأمن الدولي، لكن ربما يستطيع عرقلته من خلال عدم استخدام حقه في رفض القوانين التي يُصدرها الكونغرس الخاضع لسيطرة الجمهوريين. ويعتقد أكاديميون «أن هذا الاتفاق، خدم المصالح الإيرانية والغربية، عبر كبح جماح الإيرانيين في تطوير برنامجهم النووي». ويقولون أيضاً إن قاعدة «رابح رابح» التي استند إليها الرئيس الإيراني في مفاوضاته مع الأسرة الدولية حققت مصالح متبادلة للجانبين وبالتالي ليس من المعقول إلغاء الاتفاق، إلا إذا كان الجانب الأميركي يفكر بشن حرب في منطقة الشرق الأوسط، وهذا الأمر غير وارد على المدى القريب.

في الجانب الآخر، يعتقد الأصوليون والمتشددون في إيران الذين رفضوا الاتفاق النووي، أن أي اتجاه لإلغاء هذا الاتفاق من الرئيس الأميركي المنتخب سيخلق فرصاً جديدة للتنصل من بنود الاتفاق وأن الظروف الحالية ربما تختلف عن الظروف السابقة. وفي حال إعادة التفاوض على الاتفاق، سيسعى الإيرانيون إلى محاولة فرض شروط جديدة تلزم الأميركيين بتطبيقه.

وفي هذا السياق، قال سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي: «إذا حاول ترامب إعادة صوغ الاتفاق، ستكون أميركا المتضرّر الأكبر، لأن إيران ستصلح الأخطاء الواردة فيه». ونبّه إلى أن «فترة إعادة صوغ الاتفاق والتفاوض حول اتفاق آخر، قد تستغرق سنوات، ستستكمل إيران خلالها دورة الوقود النووي وتخصيب اليورانيوم، كما ستستفيد من نتائج الاتفاق الحالي مع البلدان الأخرى».

وكانت إيران بعثت برسائل واضحة وصريحة إلى الإدارة الأميركية الجديدة بالقضايا المتعلقة بتنفيذ الاتفاق. وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة النووية الإيرانية بهروز كمالوندي إن منظمته وضعت الخيارات كافة للتعاطي مع أي طارئ قد يحدث. ورأى وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي رأس الفريق المفاوض، أن الاتفاق يصب في مصلحة جميع الأطراف المعنية، مع التأكيد على امتلاك إيران خيارات أخرى للتعاطي مع المتغيرات المحتملة.

وتجمع الأوساط الإيرانية على أن ما قاله الرئيس الأميركي المنتخب في الحملات الانتخابية يختلف عما سيفعله في مرحلة استلامه السلطة، وأن القيادة الإيرانية تراقب التطورات داخل الولايات المتحدة وستتخذ قرارات تتناسب مع التطورات المحتملة.
واعلن أمس أن وزير الدفاع الصيني تشانغ وان كوانغ سيصل الى طهران اليوم في زيارة تستغرق 72 ساعة يجري خلالها محادثات مع نظيره الايراني حسين دهقان.

وذكرت وزارة الدفاع الايرانية ان تشانغ وان كوانغ سيلتقي ايضاً كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين لمناقشة مختلف الشؤون الثنائية والاقليمية والدولية.



صدى الشام