on
هل سقطت كلينتون بالانتخابات لأنها امرأة؟!
نعيم مصطفى – ميكروسيريا
بعد رحلة ماراتونية ودراماتيكية محفوفة بالأشواك في طريق الانتخابات الأمريكية، حُسمت المعركة يوم الأربعاء الفائت لصالح ترامب هذا الرجل المثير للجدل، وقد كان انتصاره مفاجئاً وصادماً، لكثير من الأمريكيين وغيرهم في العالم ، فقد هاجمه كثير من الساسة، وعلى رأسهم أوباما ووصف خبرته وعلمه بالسياسة بالمتواضع وبالضحل، ووصف خطاباته ومنهجه الذي رسمه إذا ما وصل إلى سدة الحكم بالمتهور، وتوجست بعض الزعامات الأوربية من نجاحه ونعتته بالكارثي على أمريكا، وعلى العالم أجمعه. ولكن صناديق الاقتراع التي لا تقبل المزاح في أمريكا، كان لها كلمة الفصل والحكم الذي لا يقبل النقض، فقد أعلنت بشكل صريح لا لبس فيه تفوق ترامب وبزه لكلينتون، ومن ثم أقرت الأخيرة بالهزيمة وهنأت الفائز على عادة المرشحين الأمريكيين، إذا ما أخفقت جهودهم ومساعيهم، في الوصول إلى البيت الأبيض .
.. وبعد فإن السؤال الذي يتبادر إلى ذهن كثير من الناس .. لماذا لم تستطع كلينتون تحقيق حلمها كامرأة تتبوأ عرش أمريكا لأول مرة في تاريخ أمريكا، على الرغم من أن إشارات كثيرة كانت ترجح فوزه،ا منها المناظرات التي خاضتها وكانت فيها أكثر قبولاً وإقناعاً، ومنها حفاظها على نقاط متجاوزة فيها ترامب حتى الشروع في الاقتراع، ولكن النتيجة كانت فوز ترامب، والجواب في رأيي يكمن في:
أولا- دعم الرئيس المهزوز أوباما لكلينتون، وتصريحاتها بأنها ستسير على نهجه أي أن أمريكا ستبقى ضعيفة هزيلة، تنفضّ من حولها الدول، وتسخر منها لانكفائها على نفسها ولتسليمها دفة العالم لروسيا. وهذا أثّر عليها سلباً فقد اكتوى الأمريكي بذلّ الهشاشة والخوار الذي حلّ بأمريكا بسبب سياسة أوباما المضطربة والقلقة والمترددة، ونذكر في هذا السياق الإهانة التي وجهتها الصين لأوباما بهبوطه من الباب الخلفي وتحضرنا الشتائم المقذعة التي أدلفها له رئيس فيتنام…
ثانيا- فضيحة البريد الالكتروني لكلينتون أثناء تضطلعها بوزارة الخارجية.
ثالثا- يبدو أن الشعب الأمريكي يسأم الروتين ولا يقوى على تحمل زعامة حزب أكثر من ثماني سنوات، لذلك نجد في تاريخ أمريكا غالباً ما يتم تداول الرئاسة بين الحزبين بشكل منتظم إلا في بعض الحالات القليلة .
رابعا- يبدو أن إثارة تحرش ترامب بالنساء قد انعكس عليه إيجاباً وضاعف من أصوات الناخبات لأن هذا السلوك قد يروق لبعضهن .
خامسا- لأن كلينتون امرأة، وعلى الرغم من تشدق أمريكا بحقوق المرأة وادعائها بمساواتها مع الرجل، إلا أن الواقع يكذّب هذا الادّعاء ، فأمريكا لم تحكمها سيدة قط، ويبدو أن الأمريكان لا يثقون بالنساء، ولا يرون أهليتهم في قيادة البلاد.