on
(3 كيلو ثوم وكيلو لحم) تعويض النظام لعائلات قتلاه
المصدر: رصد
يضحّي الموالون للنظام بفلذات أكبادهم فداءً لبقاء النظام ورأسه “بشار الأسد”، يقابلها النظام باستهتارٍ واستخفاف وتمييزٍ طائفي بين عائلات قتلاه، فيعوضهم عن أبنائهم بحفنة ليرات لا تكفي لشراء حذاء متوسط الجودة، أو يعطيهم كروز معسّل أو علب متة أو علبة بسكويت أو ماعز أو خرقة علم أو حتى ساعة حائط.
رصد موقع “اقتصاد” معاناة ذوي قتلى قوات النظام، والتعويضات التي قدمتها حكومة النظام لهم، فها هي “أم جعفر” قبضت راتبها الشهري، واشترت بقيمته 3 كغ من الثوم و1 كغ من لحم الغنم، وعادت إلى منزلها، وقالت لابنتها: “خذي هذا هو ثمن دم أخيك الذي خصصته لنا وزارة الدفاع، كان غالياً علينا، ولكن لا قيمة له عند بشار الأسد”.
11 دولاراً الراتب التقاعدي
ستة آلاف ليرة سورية هو التعويض الذي خصصته وزارة دفاع النظام للعناصر الذين يموتون في جبهات القتال مع فصائل الثوار، من أجل استمرار رأس النظام على كرسيه، مع منحهم لقب “ملازم شرف”، كما جاء في صفحة مكافحة الفساد في اللاذقية.
ورد “محمد صافتلي” على المدافعين عن النظام حول انخفاض قيمة التعويض بقوله: “قتل أخي في جبهة تدمر على يد تنظيم الدولة العام الماضي، خصصوا لوالدي راتباً شهرياً يعادل 11 دولاراً، أي أقل من قيمة حذاء من النوع المتوسط الجودة”.
وتساءل “صافتلي”: “ألا يستحون، منذ فترة قدموا هدايا لأهالي القتلى علب متة وكروزات دخان معسل، والآن يستهترون بدماء شبابنا، هل هذه عظمة الشهادة التي يتغنون بها (أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر)”.
إساءة في التعامل
لا تقتصر شكوى أهالي القتلى على انخفاض التعويض الشهري، بل تشمل سوء التعامل معهم، فقد روى “يونس ع”، للإعلامي “محمد الساحلي”، كيف طردوه عندما ذهب ليقابل مدير مكتب الشهداء باللاذقية، ليسأله عن سبب التأخير في صرف الراتب التقاعدي لولده الذي سقط في معارك ريف دمشق، كيف منعوه من مقابلته، وأخرجوه بالقوة بذريعة أن مدير المكتب غير موجود، مع أنه رآه عند دخوله، حتى أنهم صرخوا بوجهه: (شو هوي ما فاضي إلا الك؟ عنا مئة ألف قتيل ما إجت رواتبن).
فساد وتمييز طائفي
يعم الفساد الدوائر المسؤولة عن تقديم المساعدات ورعاية أسر القتلى في اللاذقية، مع التمييز الواضح بين أهالي سكان اللاذقية الذين يعتبرهم النظام معارضين له، وبين الأحياء المحيطة بالمدينة وهي حاضنته الشعبية.
خرج “خالد س” مطأطئاً رأسه بعد ساعات انتظار طويلة، عندما أخبره الموظف المسؤول عن المساعدات الغذائية بأنه لم يبق معونات يقدمونها له، وهدده بطلب الأمن لاعتقاله عندما تساءل عن السبب، مضيفاً: “ابنك قتلو الإرهابيين اللي كان بيتمنى ينشق ويروح لعندن الله لا يرحمو، أصلاً انت مابيطلعلك، هي المعونات من بيت الأسد، وللي بيحبوا بيت الأسد، وبس، انتوا طلبتوا الحرية ونحنا اخدناها، وعم نسوي اللي بدنا اياه”.
ويتهم أهالي القتلى موظفي النظام بالمتاجرة بدماء أبنائهم، وسرقة المعونات والأموال المخصصة لهم، كما جاء في تغريدة “هشام سلوم”: “يا خيي من أول يوم بالأزمة وهنَي بيتاجروا فينا، رح تنشق حناكنا في المسيرات من العياط الله محي الجيش، وبس تقلون أنا عسكري بيقلك شو بدي أعملك، يعني شعب كذاب بقا ما النا غير الله”.
ويرى حسن مصطفى أن أبناءهم ضحية الفساد الموجود في كل زاوية، ودماء الفقراء لا تعني للمسؤولين شيئاً، همهم الوحيد جمع الأموال، ويضيف: “لا أحد من المسؤولين يريد انتهاء الأزمة، كي لا يفقدوا أهميتهم وسياراتهم وما كسبوه من متاع، وهم ينتظرون اللحظة المناسبة للفرار، والشعب المسكين هو من يدفع الثمن”.
المصدر