انتشار ظاهرة اختطاف الأطفال في ريف إدلب
13 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
فارس وتي
انتشرت في إدلب -خلال الفترة الأخيرة- ظاهرة اختطاف الأطفال، تديرها عصابات هدفها المتاجرة بأعضاء البشر، وجريمة اختطاف الأطفال، التي تُعد كارثة إنسانية وأخلاقية ودينية، ونتاجًا لظاهرة الفقر والبطالة، وتدني مستوى المعيشة، تقف الحلول الأمنية قاصرة عن مواجهتها، على الرغم من وجود عدد كبير من حواجز الفصائل العسكرية المعارضة في طرقات ريف إدلب.
تكمن مأساة هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين يُختطفون في ريف إدلب في أنهم يتحولون إلى سلعة تجارية، فيما عُرف اصطلاحًا بـ “الاتجار بالبشر” التي تتضمن أعمالًا غير مشروعة، كالتهديد أو استخدام القوة وغيرها من أشكال الإكراه أو العنف، ويُستغل بعض الضحايا بإجبارهم على أعمال غير مشروعة كالبغاء، أو على أي شكل من الأشكال المقاربة للعبودية.
الكارثة الإدلبية
منذ بضعة أيام، خطفت عصابة طفلًا في العاشرة من عمره من بلدة حاس في ريف إدلب الجنوبي، وفتاة في الرابع عشرة من عمرها، وفي وقٍت سابق اختُطف طفل من بلدة كفر نبل في ريف إدلب الجنوبي، وبحسب شهود في البلدة، شاهدوا نوع السيارة التي يستقلها الخاطفون من نوع “فان” مموهة، كان فيها أشخاص ملثمون يحملون السلاح، ولاقت هذه العمليات موجة استياء شعبية كبيرة في المحافظة، وطالب الأهالي الفصائل العسكرية المُعارضة، والجهات المعنية باتخاذ التدابير اللازمة؛ لكشف الخلايا والعصابات المسؤولة عن ذلك.
الحيطة والحذر
انتشر خبر زيادة ظاهرة اختطاف الأطفال بين أهالي ريف إدلب، وكان للمراصد الحقوقية والأهلية أهمية كبيرة في تنبيه الأهالي؛ لأخذ الحذر من هذه العصابات، ومنع خروج أطفالهم بمفردهم من المنزل، تحسبًا لأن يكونوا ضحية تلك العصابات.
وعن هذه الظاهرة، قال محمد نور (أبو أحمد)، أحد أفراد مرصد ريف إدلب الغربي، لـ (جيرون): “مع انتشار هذه الظاهرة الإجرامية من خطف الأولاد، قُمنا كفريق مرصد ريف إدلب الغربي، بالتعميم على المواقع الإلكترونية، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي كفيس بوك وتليغرام وواتساب، بكلمات تنبيهية للأهالي، بمنزلة تعميم إلى أهالي مناطق ريف إدلب كافة، برجاء أخذ الحيطة والحذر بسبب وجود (مافيات)، مهمتها اختطاف الأطفال والمتاجرة بأعضائهم، وحذّرنا من يسكن في جسر الشغور ودركوش وحارم وسرمدا وأطمة وترمانين، وغيرها من المدن والبلدات والقرى، بأن لا يعتقدوا أن هذه العصابات بعيدة عنهم، وأن لا يدعوا أطفالهم يذهبون بمفردهم إلى الشارع، ولا يذهبون لشراء شيء، أو لرفع قاطع الكهرباء بمفردهم، فالخاطفون محترفون جيدًا، يخطفون الطفل بلحظات خاطفة، وشددنا على ضرورة أن يتقيدوا بهذا التعميم؛ لكي لا يكون أولادهم ضحية الخاطفين”.
وتابع نور: “هذه التحذيرات تزرع الخوف في قلوب الأهالي، وكان تعميمنا عبر المراصد تعميمًا منفعلًا جدًا؛ لكي يأخذ الأهالي كلماتنا على محمل الجد، ولا يتجاهلون ما نقول، مثلما تجاهلوا تنبيهاتنا السابقة في أثناء وجود تحليق للطيران الحربي في سماء المنطقة، قبيل وقوع حادثة القصف، والندم الذي لم ينفع بعدئذ”.
استنفار أمني
ألقت الجهات الأمنية في ريف إدلب، الخميس 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، القبض على عصابة كانت تستقل سيارة من نوع “فان”، وبحسب التحقيقات الأولية، ثبت أنهم خلية تعمل بتوجيه من فرع المخابرات الجوية في حلب.
“أبو عبد الرحمن”، أحد المسؤولين عن الحواجز الأمنية في ريف إدلب، قال لـ (جيرون): “قبيل هذه الظاهرة الإجرامية من اختطاف الأطفال، كانت تعمل حواجزنا ليلًا نهارًا على تفتيش السيارات، وطلب أوراق إثبات الشخصية، ونتحقق من آليات المدنيين وآليات الفصائل العسكرية الأخرى، دون أي محسوبية لأحد، خصوصًا بعد الأحداث التي جرت معنا من مواجهة مفخخات تنظيم الدولة الإسلامية، وأصبحت حواجزنا شديدة جدًا في التفتيش، وفي ظل وجود ظاهرة الاختطاف، عُززت الحواجز الأمنية بعناصر مسلحة، مع تعليمات صارمة لهم بتفتيش سيارات “الفان” عامًة، وإخلاء كل من فيها حين التفتيش”.
في سياٍق منفصل، طالب ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جميع الفصائل العسكرية المعارضة في إدلب، بنشر حواجز أمنية ليلًا ونهارًا على طرقات مدينة إدلب وريفها كافة، وضبط حالة الأمن المتردية في المحافظة، تحسبًا من مرور مفخخات تنظيم الدولة الإسلامية، و”مافيات” خطف الأطفال، وعصابات النهب والسرقة والسلب، على أمل أن تستطيع تلك الفصائل ضبط الوضع واستعادة الأمان.
[ad_1] [ad_2] [sociallocker]
[/sociallocker]