متطرفون إسلاميون يحتفون بفوز ترامب


رحّب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بفوز الرئيس المنتخَب دونالد ترامب. وقد رحب بذلك أيضاً كوكبة من اليمين الأوروبي الشعبوي وزعيم جماعة (كو كلوكس كلان) السابق. إلا أنه يبدو أن هناك دائرة انتخابية أخرى كانت سعيدة بوجود الرئيس الأمريكي الجديد.
فبعد وقت قصير من إعلان فوز ترامب، تحدث عدد من دعاة السلفية البارزين المرتبطين بالجماعات الجهادية في الشرق الأوسط عبر وسائل التواصل الاجتماعية للتعبير عن ابتهاجهم برئاسة ترامب.
وأشارت التصريحات إلى أن الاعتقاد الواضح للمسلحين بأن فوز مرشح مثل ترامب، الذي اقترح إغلاق الأبواب بصورة غير دستورية في وجه المهاجرين المسلمين ودعى إلى التعذيب، يقوّض موقف الولايات المتحدة الأخلاقي في العالم.
هذا وأشادت مواقع التواصل الاجتماعي المرتبطة بتنظيم الدولة وتنظيم القاعدة بنجاح ترامب على أنه بداية “العصور المظلمة” للولايات المتحدة التي تشوبها الاضطرابات الداخلية والحملات العسكرية الخارجية الجديدة التي ستضعف القوة الأمريكية العظمى.
وقال منتدى المنبر الإعلامي الجهادي التابع لتنظيم الدولة، وهو واحد من بين العديد من المنتديات الجهادية بنشر تعليقات على نتائج الانتخابات الأمريكية: “أبشروا بفتح من الله. أبشروا بزوال وشيك لأمريكا على يدي ترامب”.

وتابعت المقالة التي قدمتها مجموعة انتليجنس الإعلامية، وهي مؤسسة خاصة تُعْنَى برصد مواقع الجهاديين الإلكترونية: “سيجلب فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية عداء المسلمين لأمريكا نتيجة تصرفاته الطائشة التي تظهر كراهيته الخفية والمعلنة ضدهم”.
وكان (منتدى المنبر) واحداً من بين العديد من المنتديات المنحازة للجهاديين والتي سعت إلى الاستفادة من تصريحات ترامب المثيرة للجدل فيما يتعلق بالمسلمين أثناء حملته الانتخابية، إذ قال أن تغريب عوام المسلمين هو المفتاح لتجنيدهم لمقاتلين أجانب.
وفي سياق متصل، أفادت مجلة دابق، وهي مجلة تابعة لتنظيم الدولة ناطقة باللغة الإنجليزية، أن حملتها الإرهابية في أوروبا كانت بغاية إثارة رد فعل عنيف ضد المسلمين من الحكومات الغربية من شأنه أن يرغم المسلمين في أوروبا على اختيار أحد الجانبين.
وقد تنبأت المجلة بأن ترامب “سيجعل من الولايات المتحدة العدو رقم واحد من جديد” لمسلمي الشرق الأوسط.
وذكرت أيضاً: “سيؤدي ترامب دور رجل القش المثالي للسنين الأربع المقبلة، كما فعل بوش من قبله”.

وقام موقع “Now News” بجمع سلسة من تعليقات أخرى صادرة عن دعاة سلفيين بارزين.
إذ أطلق حمزة الكاريبي، الناطق الإعلامي للجماعة الجهادية السورية “جبهة فتح الشام”، التي كانت تتبع في السابق لتنظيم القاعدة قبل إعادة تسمية نفسها العام الحالي في محاولة لتجنب استهدافها من قبل الغارات الروسية والأمريكية، أطلق تغريدة على موقع تويتر مفادها: “سيشكل فوز ترامب صفعة قوية لأولئك الذين يروجون لفوائد الديمقراطية”.
وعبّر أبو محمد المقدسي، أبرز منظري تيار الجهادية (ذو صلة بتنظيم القاعدة ولديه ما يقرب 60 ألف متابع على موقع تويتر) عبّر عن شماتته بفوز ترامب، مشيراً إلى أنه “قد يكون بداية سقوط أمريكا وعصر تفككها”. وفي تغريدة أخرى قال أن ترامب “سيكشف عقلية الأمريكيين وعنصريتهم تجاه المسلمين والعرب وكل شيء. سيكشف ما أخفاه أسلافه. كما أنه سيفضح أمريكا وملحقاتها على نحو أكبر”.
وفي تغريدة له على تويتر، قال أحد دعائم السلفية الجهادية، أبو قتادة الفلسطيني -تم ترحيله من بريطانيا عام 2014- لعشرات الآلاف من المتابعين: “هل رأيتم مدى طيبة هذا المجتمع!. هذا هو المجتمع الأمريكي الذي (من المفترض) أن يعارض سياسات قادته بعدم كراهية وازدراء العالم، ومن ثم تراه يصوت بالملايين لترامب”.
إن ردود فعل هؤلاء المتطرفين يأتي على خلاف بعض الاستياء الذي أُذيعَ في الولايات المتحدة من قبل نقاد ترامب، الذين يرون في ظهوره الديماغوجي تفككاً للجمهورية الأمريكية وانهيار أسطورة الاستثنائية الأمريكية.
وإلى الشرق في أفغانستان، استخدم متحدث باسم طالبان لغةً ليست غريبة لدى أوساط الحركات القومية المتطرفة والشعبوية في أوروبا التي تقف في صف حملة ترامب وتعارض الهجرة كما تستنهض الهمم في بعض الأحيان ضد التدخل في الصراعات في أماكن أخرى.
وقالت هذه الجماعة المتشددة في بيان لها يوم الأربعاء: “إن رسالتنا تقتضي أن يقوم الأمريكيون بصياغة سياسة لا تسلب الدول الأخرى سيادتها أو استقلالها. والأهم من ذلك، ينبغي عليهم أن يسحبوا جميع قواتهم من أفغانستان”.

رابط المادة: هنا.



صدى الشام