التنقيب عن الآثار يتفشى في إدلب رغم محاولات كبحه


slide-2

عبد الرزاق الصبيح: المصدر

يحاول معنيون بالآثار وخبراء الحدّ من الحفريات العشوائية، والتنقيب عن الآثار في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام في ريف إدلب، ومع منتصف العام 2015 استطاع فريق من خبراء الآثار تشكيل مجموعة عمل للمحافظة على المتاحف وعلى الآثار ومتابعة القطع الأثرية، وذلك بالتّعاون مع الجّهات الثّورية والمنظمات الدّولية والإنسانية.

وشهدت السّنوات الماضية أعمال حفر عشوائيّة طالت العديد من المواقع الأثرية في ريف إدلب، بفعل بعض الشباب العاطلين عن العمل، بعد انقطاع سبل العيش ورواج تجارة الآثار، وتم تهريب العديد من القطع الأثرية إلى خارج سوريا، وكانت أغلب أعمال الحفريات تتم بالقرب من حواجز النظام، وتحت رعايته.

ووثّقت مجموعة العمل في مركز حماية التراث الثقافي السوري في سوريا العديد من القطع الأثرية التي تم تهريبها خارج سوريا، وتعمل هذه المجموعة على توثيق التعدّيات على الآثار ورصد التّجاوزات على التّلال الأثريّة، وبعض المواقع التي تحوي أرضيّات الفسيفساء.

وفي حديث لـ “المصدر” قال المهندس “عبد الرحمن اليحيى” مدير مركز حماية التّراث الثقافي السّوري: “نعمل على حفظ المواقع الأثريّة في الشّمال السوري، وتوثيق أماكن وجودها والتعدّيات عليها، عن طريق فريقنا المنتشر على كامل الأراضي السورية في الشمال، ونعمل على متابعة استعادة القطع الأثرية التي تم تهريبها في السابق، ونتواصل مع منظمة التراث العالمي والمنظمات الدولية المهتمة، من أجل مساعدتنا في مجال الآثار”.

وأردف اليحيى: “كما نعمل على وضع قانون يجرّم الاتجار بالقطع الأثرية ومنع التنقيب في المناطق التي خرجت عن سيطرة نظام الأسد، وتواصلنا مع العديد من الجّهات الثورية والمحاكم من أجل ذلك”.

وتم استعادة العديد من القطع الأثرية عن طريق التجّار المحلّيين في سوريا، وبعض الناشطين في مجال الآثار، وبالاستعانة بالمنظّمات الدّوليّة المهتمّة بالآثار، ويأمل القائمون على حماية الآثار وضع حدّ للتعدّيات على الآثار في المنطقة.

وبين آثار قد خلت قبل آلاف السنين لحضارات مضت واندثرت، وبقي عالمها تحت الأرض، وبين آثار اليوم لمنازل السّوريين فوق الأرض والتي دمرتها آلة الحرب الروسية، وطائرات النظام، يضيع تاريخ كامل ويضيع شعب كامل، ويقول السّوريون: من باب أولى للعالم اليوم أن يحافظوا على الأحياء قبل الأموات.





المصدر