on
بالصور .. هل يمكن أن يتقاعد بوتين؟ .. مات القيصر ..عاش القيصر
عماد أبو سعيد – ميكروسيريا
بوتين يلقم فرده ، بوتين يلعب جودو، بوتين “ماوكلي” ابن الغابات، قاهر الجبابرة، مروض الكواسر، خيال الدببة، وحش البر، حوت الماء ومعبود النساء وأبو العريف .. هكذا تسوقه “البروباغندا” الروسية .. رجل مثل هذا لا يستقيل ولا يتقاعد .. هذا “رئيس” من طينة “للأبد”، من نمرة القذافي وبشار الأسد، وقبلهما حافظ، حتى في السلوك السياسي، واستعراض القوة، بحسب الحجم المتاح دولياً لكل منهم طبعاً، وظروفه الداخلية .. ولعل الأهم طينة العدو المفترض أو الخصم، الذي هو بالمصادفة “أوباما”.. وأوباما هذا “ظاهرة” من السذاجة وضعها في خانة “قلة الذكاء”، أو توصيفها بـ “الجبانة”، لأن أمريكا وبالتالي العالم لن يكون بعد أوباما مثل ما كان قبله.
بالأمس ضجت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بخبر أو “تسريبة” حول احتمال تنحي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أو غيابه عن المشهد السياسي، لأسباب صحية على الأرجح، بحسب ما فهم من حديث منشور للمؤرخ والمحلل السياسي الروسي “فاليري سالوفي”، في صحيفة مقربة من الكرملين، التي عمدت إلى حذف المقابلة بعد ساعات من نشرها، على موقعها الإلكتروني .. لكن بعد أن قرأه نحو 50 ألف متابع، الأمر الذي جعله حديث وسائل التواصل الاجتماعي، طيلة ليلة أول أمس.
وسواء أكان خبر التنحي أو الانزواء بعيداً عن أضواء الإعلام صحيحاً أم لا؟ .. فإن الرفيق “بوتين” حالف برأس الرفيق ستالين على ما يبدو، أن لا يُغادر القصر إلا للقبر، ولا يستطيع سوى الوفاء بـ “اليمين” .. إلا إذا تخطى عتبة القائد الخالد بـ “رمزيته”، إلى القائد الخالد بشحمه ولحمه
العرش الروسي في زمن بوتين حيث يجلس “القيصر”، وليس شرطاً أن يكون داخل قصر الكرملين، تماماً مثل ما حدث عندما جلس رئيس الوزراء الحالي دميتري مدفيديف على الكرسي في الكرملين، فيما احتفظ بوتين بخاتم السلطة المطلقة، في مقر إقامته المؤقت، في رئاسة مجلس الوزراء، والتي انتهت عام 2012، ليعود كل منهما إلى “برستيجه” الأصلي. وإن حصل، وتنحى أو أنكفأ الرجل .. فلن يتجاوز الامتناع عن الدخول في التفاصيل، والاستغناء عن المراسم، المراسم التي طالما حرص بوتين على المبالغة في عظمتها، مع التمسك بحق الفيتو على الصغيرة قبل الكبيرة، وعلى الشاردة قبل الواردة … وعلى شاكلة ودرب الأخ القذافي “قائد الثورة” الذي لو كان رئيساً أو صاحب منصب، لرمى باستقالته في وجوه “من أنتم”، أو ربما يستلهم بوتين نهج “الولي الفقيه” الإيراني في طريقة “التربع” فوق جميع السلطات والتسميات، أو أنه على الأغلب سيبتكر نموذجاً خاصاً .. يمكن أن يُطلق عليه “البوتينية” مثلاً.
لا شيء يوحي، بأن بوتين “العظيم” سيغادر المشهد نهائياً، ولو انتحى بنفسه قليلاً. وبالمقابل كل شيء يدل على أن ماكينة البروباغندا الروسية وهي فاشية قومية بامتياز عازمة على نحت أسطورة بوتين في أدمغة الروس، بل وفي أدمغة كل من أدمن تقديس الأشخاص، و”رائحة البسطار” .. مات القيصر عاش القيصر … “الله روسيا بوتين وبس”.