ضحايا مدنيون في اقتتال بين "أحرار الشام" والجبهة الشامية".. ما الذي جرى بين الفصيلين؟


اندلعت اشتباكات فجر، اليوم الإثنين، بين حركة "أحرار الشام" من جهة، و"الجبهة الشامية" من جهة أخرى، بالقرب من مخيم "سجو" بمدينة إعزاز شمال حلب، إثر خلاف نشب بين الجانبين على إدارة أحد الحواجز بالمنطقة.

وأثار اقتتال الفصيلين المعارضين غضباً بين أوساط المعارضة السورية، لكون الاشتباكات بينهما تأتي في وقت يعتبر الأخطر على حلب حيث تتعرض المدينة لقصف عنيف غير مسبوق، وهجوم عسكري واسع من النظام وروسيا لتحقيق تقدم ميداني وإحكام الحصار المفروض على قرابة 300 ألف مدني.

والخلاف يدور بشكل أساسي بين الفصيلين الكبيرين بسبب إدارة حاجز الدوار الرئيسي الكبير المؤدي إلى مدينة عفرين (التي تسيطر عليها ميليشيات كردية)، وهو خلاف يعود إلى نحو 4 شهور مضت.

ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر محلية - لم تسمها - أن "الاشتباكات أدت إلى مقتل 3 مدنيين بينهم طفلين من سكان مخيم سجو الذي يضم نحو ألف نازح". وأضافت أن "الاشتباكات بين الجانبين صعبت من نقل الجرحى عبر معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا".

وكانت المحكمة المركزية في مدينة إعزاز المعنية بالفصل بالخلاف بين الفصيلين، نشرت بياناً، أمس الأحد، أوضحت فيه ملابسات ما جرى، وقدمت اعتذارها عن الإشراف على تنفيذ الاتفاق بسبب الاقتتال الحاصل بين الفصيلين، و"حفاظاً على حياديتها"، بحسب نص القرار الصادر عنها والذي حصلت "السورية نت" على نسخة منه.

وقالت المحكمة إنه سبق لها أن تدخلت لحل الخلاف بين "أحرار الشام" و"الجبهة الشامية"، بخصوص الخلاف على إدارة حاجز الدوار الرئيسي، مشيرةً أن "صيغة الحل والاتفاق أن تقوم المحكمة المركزية في إعزاز بالإشراف على تسيير شؤون الحاجز والعبور إلى مدينة عفرين، على أن ينأى الفريقان بنفسهما عن إدارة الحاجز وتتولى المحكمة المركزية ذلك".  بالإضافة إلى خضوع حاجز المشفى الوطني للمحكمة أيضاً.

ووفقاً لنص بيان المحكمة أنه تم الاتفاق على - ما ذكر أعلاه - في تاريخ 30/7/ 2016، مضيفاً: "بتاريخ الأربعاء 9/11/2016 قام عناصر من حركة أحرار الشام بقيادة أبو حسني أحرار بالقدوم إلى الحاجز المذكور وطرد عناصر المحكمة والاستيلاء على الحاجز بقوة السلاح بحجة عدم منع المحكمة لعبور السيارات الشاحنة القادمة من معبر باب السلامة باتجاه مدينة عفرين".

وأضاف البيان أنه رغم مطالبة نائب قائد "أحرار الشام" في إعزاز بتنفيذ الاتفاق  إلا أنه "لم يف بالتزاماته"، بحسب البيان، الذي تابع: "لم يتعاطى بجدية مع حادثة الاعتداء على الحاجز، علماً أن موارد الحاجز تعود بنسبة 80 % لحركة أحرار الشام".

الجبهة الشامية تتهم الأحرار

واتهم المتحدث باسم "الجبهة الشامية"، محمد الأحمد، في بيان حركة "أحرار الشام" بالاعتداء على "الجبهة الشامية"، وقال إن "المحكمة بعدما سلمت الحاجز للجبهة الشامية كونه يعود لها قبل أن تتسلمه المحكمة"، بحسب البيان.

وحتى عصر اليوم لم يصدر عن "أحرار الشام" أي بيان لتوضيح ما جرى، كما فضل قيادي في الحركة بعدم التصريح لـ"السورية نت" في الوقت الحالي لحين اتضاح الأمور، حسب قوله.

وعبر سوريون على وسائل التواصل الاجتماعي عن سخطهم من المواجهات بين "أحرار الشام"، و"الجبهة الشامية".




المصدر