on
فرانكفورت ألغيماين : كيف ساهم الفيسبوك في نجاح العديد من الأحزاب في العالم؟
يرتبط بروز حركة بيجيدا الألمانية وحزب البديل من أجل ألمانيا ارتباطا وثيقا بتوفر تقنيات الشبكة العنكبوتية وخاصة الفايسبوك، حيث ساهم هذا الأخير في نشر أفكارهم علي نطاق واسع في العالم واستقطاب الناس إليهم .
ولعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورا هاما أيضا في الترويج لحملة ترامب الانتخابية ونجاحها، كما أصبح الفايسبوك الملاذ الذي يعتمده العديد من الأشخاص للتعبير عن مواقفهم الرافضة لمسألة ما. أصبح المرء يجد العديد من الخيارات والعديد من المواضيع المهمة المطروحة على صفحات الفايسبوك يوميا، ولك أنت الاختيار في التعبير عن رأيك و موقفك من خلال وضع التعليق المناسب لك في مسائل العالم الأكثر تداولا،ونذكر منها: صفحات أزمة اللاجئين، أهداف حركة بيجيدا، وقف عملية قبول اللاجئين لحماية الوطن، وما إلى ذلك من المواضيع الجدلية، فالمرء يتطلع كل يوم على أخبار جديدة وظهور أطراف المعارضة والمؤيدة عن طريق الفايسبوك، من خلال نقرة واحدة علي الفايسبوك ووضع كلمة “أحب “أو “لا أحب”.
نجح دونالد ترامب في التسويق لحملاته الانتخابية عقب ترشحه لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، عن طريق استخدام موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، من خلال نشره العديد من الشعارات الساخنة ونذكر منها: “إعادة أمريكا إلي مجدها”،” جعل أمريكا بلدا عظيما “. بهذه الدعايات التي تناقلتها وسائل الإعلام نجح دونالد في استقطاب العديد من الناس، وكسب شعبية كبيرة، مما انجر عن ذلك تغيير مجري الأحداث لمصلحته وكان قد نجح أيضا بالإطاحة بغريمته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
حسب الدراسات الأخيرة يعود بروز حزب البديل من أجل ألمانيا وصعود حركة بيجيدا المعادية للمسلمين في الساحة السياسية إلي الدور المهم الذي لعبه الفايسبوك في نشر الأفكار المتطرفة في مختلف أنحاء العالم، فبفضله استطاع هذا الحزب أن يستقطب الآلاف من المؤيدين في السنتين الأخيرتين .
وتعود فكرة تأسيس هذه الحركة إلي شاب غني يدعي لوتز باخمان، الذي كان قد أسس مع بعض الأصدقاء حسابا في الفايسبوك باسم المجموعة في ذلك الحين تحت عنوان “قوميو أوروبا ضد مسلمي الغرب”. منذ تلك اللحظة أصبح هنالك الآلاف من المتابعين لهذه الصفحة يتوافدون يوميا، فتحولت بعد ذلك من أراء على صفحات التواصل الاجتماعي الفيسبوك إلي مظاهرة كبيرة في الشوارع، حيث شارك فيها 350 شخصا في 20 من أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014.
وتعتبر هذه المظاهرة أول مظاهرة لحركة بيجيدا وشارك فيها عدد كبير أكثر مما كان متوقعا علي حد تعبير لوتز باخمان. وتزايدت في الأيام الموالية أعداد متابعي الصفحة وسجلت حوالي عشرين ألف معجب في أسبوع واحد.
وأوضحت دراسة أجرتها جامعة درسدن أن هنالك ثلاثة عوامل ساهمت في حركة بيجيدا و نجاحها، من ذلك الدور المهم الذي لعبه الفايسبوك في لفت وسائل الإعلام والناس أولا، وثانيا تطور المسألة إلي احتجاجات في الشوارع وثالثا تغطية الصحفيين، وقد ساهم ذلك في نشر أفكارها على نطاق واسع.
كما لعب الفايسبوك أيضا دورا هاما في بروز حركة بيجيدا، وخاصة في الجدل التي أثارته العديد من الصفحات حول حول قيادة الحزب و فوز فروك بيتري . ويعود فوز بيتري إلي أن أحد أقاربه من الناشطين المهمين في صفحات التواصل الاجتماعي باعتبارها وسيلة هامة للاتصال، فروج له مما أكسبه شعبية كبيرة.
فبفضل الفايسبوك أصبح من الممكن التعرف على مختلف برامج الأحزاب الجديدة، التي يتم نشرها عبر صفحات التواصل الاجتماعي. إلا أن هنالك بعض الأحزاب التي تحاول التصدي لانتهاك خصوصيتها، وتعتبر أن الفايسبوك هو مجال للدعايات لا أساس له من الصحة في بعض الأحيان.
لقد فهم كل من حركة بيجيدا وحزب البديل من أجل ألمانيا الكيفية التي تشتغل بها وسائل الإعلام، من خلال عرض الصور والتعليقات التي تجذب الناس للتعبير عن رأيهم في حزب ما. فبيجيدا تتمتع بدعم أكثر من ثلاث ألاف مؤيد لحملاتها الكثيفة على الفايسبوك، وأصبحت تستقطب ما يقرب ستة ألاف من الآراء الداعمين لأفكارها.
وبهذا الأسلوب استطاعت هذه الأحزاب كسب الرأي العام و التأثير عليه، وكل تقرير يتم نشره يجب أن يكون محتواه مؤثرا في مشاعر الناس ومستقطبا لهم، بحيث يلعب دور المحرض في نفس الوقت.
وبالتالي لابد من اختيار موفق للعناوين والمواضيع الساخنة التي تجلب العديد من النقرات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتضع عبارة “أحب” على حسب قول المسؤول الإعلامي بحزب البديل من أجل ألمانيا، عبر كتابة تقارير تنتقد فيها قبول اللاجئين، أو الغضب من عدم مبالاة كبار الساسة. كما سلطت بيانات الحزب الضوء على وجود ما يقارب 3400 حالة مؤسفة، للاجئين في مراكز اللجوء في سكسونيا، وأغلبيتهم من الشباب، فمثل هذه المواضيع من الطبيعي أن تثير الآراء الساخطة ومشاعر الناس وتلفت وسائل الإعلام.
ولكن هنالك العديد من الوسائل الإعلامية التي تعمل علي تشويه الحقيقة، مما يفضي إلي قولبة الكثير من الحقائق. و تملك بيجيدا أكبر صفحة فيسبوكية مؤثرة بفضل نشاط مستخدميها المكثف، من أكبر المحرضين ضد المسلمين، بل هي التي تساهم في فتح باب من أبواب الكراهية للإسلام وكراهية الأجانب، وتشجع على أعمال العنف لطرد المسلمين من ألمانيا، و بالتالي هي تكرس لنشر مواقفها المتطرفة علي نطاق واسع في العالم، تحت شعار “المضي قدما “وفقا لدراسة أجراها معهد أبحاث الديمقراطية في غوتنغن.هذا المقال مترجم عن صحيفة لكاتبه للإطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا