«مذكرات عشيقة سابقة»: «دراما مشتركة» واقعية؟


يفتتح مسلسل «مذكرات عشيقة سابقة» موسم الأعمال «السورية – اللبنانية» وفق ما تُعرّف الشركة المنتجة «مارس ميديا بروداكشن» عن باكورة أعمالها، وهو من تأليف وسيناريو وحوار نور شيشكلي، وإشراف فنّي من الكاتب مازن طه. يجمع العمل ترسانة ممثلين في البطولة، من أبرزهم باسم ياخور ونيكول سابا وكاريس بشّار وطوني عيسى وشكران مرتجى ومي صايغ وسعد مينا وجوي خوري.

تدفع هذه «التركيبة» المخرج السوري هشام شربتجي لإطلاق تصريح «خطير» خلال مؤتمر صحافي في العاصمة اللبنانية بيروت لإطلاق المسلسل الإثنين الماضي، مؤكداً أنه وافق على إخراج العمل من دون قراءة النصّ للمرّة الأولى في مسيرته المهنية الطويلة، ومتمنياً على الصعيد التقني أن يعود «شيخ الكار» شاباً يلعب بالكاميرا. ويضيف شربتجي في حديث الى «الحياة» أن «الخطوط الدرامية الواقعية السائرة في النص بنماذج إنسانية مختلفة أغرته جداً لملاحقتها بصدقها من دون إبهار زائف»، بعدسة كاميرته التي دارت الأربعاء الماضي في لبنان، حيث يتم تصوير نحو تسعين في المئة من مشاهد العمل وفق مدير إدارة الإنتاج حمادة جمال الدين الذي أعلن لـ «الحياة» أن «مذكرات عشيقة سابقة» يمتد على مدى أربعين حلقة تلفزيونية معدّة للعرض خارج شهر رمضان المقبل.

وتدور أحداث العمل في شكل رئيس عبر مذكرات «ديانا» (نيكول سابا) المرأة الخاسرة التي تقرر الإفصاح عن تجربتها المتناقضة، كفنّانة شهيرة خائنة لرجل وعشيقة لرجل آخر، مولجة في الحياة الخيرية وشريكة مخدوعة لمجرم حرب تلقي بظلالها على كل شيء حولها وتتحول الى خلفية واقعية من دون أن تحضر كحدث أو فعل، بل تظهر أكثر عبر تأثيرها في مجريات الأحداث والشخوص التي تمر بها.

تقول سابا لـ «الحياة» إنها تخوض بعد مصر، «الدراما المشتركة» بين لبنان وسورية للمرّة الأولى منهيةً فترة صيامها عنها بعد عروض كثيرة، لأن العمل يحقق لها الشروط التي كانت في انتظارها بعد دراسة جادة و «حسابات صحّ». وتضيف: «ديانا مركّبة ومعقّدة نوعاً ما، لا تشبهني ولا تشبه أي شخصية سابقة قدمتها، هي لا تعرف ما إذا كانت محقة أو خاطئة، ربما لا تهتم بالأحكام، المشاهد يحدد ما إذا كانت مالت عن الصواب أو فعلته، بقدر شخصيتها أو ظروفها».

ويكشف ياخور لـ «الحياة» ملامح دوره الذي لا يقبع في الأبيض أو الأسود قائلاً: «تشكل الشخصية نموذجاً طفا على السطح في الأزمة السوريّة، عبر محامٍ يتخلى تدريجياً عن مهتنه، ليتحول إلى أحد سماسرة الحرب الذين كانوا أفراداً عاديين جعلتهم الصراعات أنصاف آلهة، بثروات مرعبة وكيانات مالية خارجة عن الطبيعة». وعن الشبه بين الشخصية ودور «عبدو الغول» الذي جسّده في مسلسل «الندم» (تأليف حسن سامي يوسف وإخراج الليث حجّو)، يوضح ياخور أنه «بعيد تماماً منه، الغول ابن عائلة ميسورة موجودة أصلاً استفاد من ظروف الحرب، لكن الشخصية الآن صعدت بها الحرب». ويشير إلى أن تركيبة الشخصية تستند الى أفعال تتراوح بين الخير والشر بلا إطلاق في أحدهما. ويشدّد ياخور على تمسك العمل بتقديم «تشويق غير مجاني» بشرط الواقعية الذي جافته كثيراً «الدراما المشتركة»، ما جعل قسماً كبيراً منها فارغاً من المحتوى اللائق.

ويتحدث طه بصراحة عن الاتجاه إلى خلطة الجنسيتين اللبنانية والسورية في العمل: «لا نريد أن نخبئ الحقيقة خلف المجاملات، الحالة التسويقية للدراما المشتركة تفرض شرطها، وشرط قناة العرض يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، ومزاج المحطة يتحكم به المعلن. هناك سلسلة من العلاقات المتشابكة، والحلقة الأضعف هي الخطة الإنتاجية أو المبدع، ولكن على صعيد آخر، هي حالة مطلوبة للاستفادة مما هو موجود في الدراما الأخرى والعكس صحيح، والأهم هو كيف تصنع دراما مشتركة ولكن حقيقية غير مصطنعة، هذا ما نرجوه في عملنا».

وتتحول ضحكة مرتجى الى نبرة يشوبها الألم خلال كلامها لـ «الحياة» عن دورها بشخصية «هدى» بسبب تفاعلها معها، قائلةً: «قد تكون هدى أي شخص من حولنا، قد نعرفها في الحيّ أو على شبكات التواصل الاجتماعي أو أي مكان آخر، تمتاز بالتضحية بكل أشكالها كأم وزوجة وأخت، الظروف تفرض عليها القوة، وأن تظهر الحياة بينما تبطن الخذلان، بخاصة أن انكسارها يأتي في ظرف لا يمكنها فيه التخلي عن ابنتيها أو شقيقتها (هدى – كاريس بشّار).



صدى الشام