الجزيرة… القفز إلى مغامرة جديدة
15 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
احتفالاً بمرور عشرين عاماً على إنشائها، غيرت قناة الجزيرة حلتها، وانتقلت إلى حلة جديدة، محاولة لا للتفوق على الآخرين فقط، وإنما الإبقاء على مسافة التميز التي جعلتها القناة الإخبارية الأولى عربياً، وهي تحتل مكانة متقدمة عالمياً، وفد حققت إنجازات لا يستهان بها، فكانت ريادتها في عالم صناعة الأخبار مدرسة تخرجت منها العديد من القنوات التلفزيونية، بعضها استطاع فيما بعد خلق هوية خاصة به، وبعضها الآخر ما زال يدور في فلك الجزيرة، حققت الجزيرة تحولاً لا في المستوى الإعلامي فقط لكن على المستوى السياسي والاجتماعي أيضاً، فهي استطاعت أن تلقي حجراً في مياهنا العربية الراكدة، وقد كان لها ما أرادت، فلم يعد الإعلام الحكومي الذي كان يسيطر على العقول قادراً على مواجهة هذا الزخم غير المسبوق من الأخبار والمعلومات، وتلك “الوقاحة” في التعاطي مع مواضيع كانت حتى ما قبل ظهور قناة الجزيرة تعتبر محظورات وممنوعات، و يتعرض صاحبها للاعتقال والتعذيب، تحولت مواعيد برامج الجزيرة إلى مواعيد في أجندات المواطنين على امتداد مساحة الوطن العربي، فهم يتوافدون على بيوتهم أو أماكن تجمعهم عندما يعرض برنامج الاتجاه المعاكس الذي تحول إلى وجبة أسبوعية دسمة يستمر النقاش والاختلاف حولها أسبوعاً، وكانت برامج مثل أكثر من رأي أو شاهد على العصر أو سري للغاية إلى ما يشبه الوثيقة التاريخية التي يستند إليها باحثون ومؤرخون في أعمالهم، بهذه الخلطة استطاعت الجزيرة أن تخلصنا من السلطة، فتحول الإعلاميون العاملون فيها إلى أعداء للسلطة، فحوكم أحمد منصور في مصر، واتهم فيصل القاسم بالخيانة في سوريا، واعتبرت إحدى مذيعاتها في وقت من الأوقات عدوة للسلطات الجزائرية، وصارت تهمة متابعة الجزيرة بعد الربيع العربي أشبه بالعمالة…
لكن الجزيرة وهي تنتقل اليوم من شكلها المعتاد إلى شكل جديد كلياً، فهي إنما تقفز بمشاهديها الكثر والذين يقدر عددهم بالملايين في مغامرة جديدة، تأخذهم معها إلى نوع جديد من “الميديا” شكلاً ومضموناً، قد تنجح كما نجحت أول مرة منذ عشرين سنة، وربما تفقد بعضاً من جمهورها، لكنها بكل تأكيد سوف تظل القناة العربية الأولى التي أحدثت تغييراً لم تستطع قناة أخرى فعله، ولا أظن أن ثمة قناة قادرة على ذلك على الأقل حالياً… ولذلك نستعرض اليوم برنامجين من برامج القناة الجديدة.
[sociallocker] صدى الشام[/sociallocker]