حلم بأن يكون معلّماً … فصار مزارعاً تُطلب منتجاته في الداخل والخارج


«لديّ طموح إلى العلم والعمل حتى آخر رمق في حياتي، تراب وطني كالكنز ثماره كثيرة، وعطاؤه كالكنز، وسأكون خادماً وعاملاً ومعلماً لوطني حتى مماتي»، بهذه الكلمات يؤكد الشاب السعودي جعفر نظرته إلى المستقبل. كان حلمه أن تجمعه السبورة والطلاب في الفصل الدراسي، ويقدم ما جناه من دراسته وعلمه، ولكن طموحه وقف بسبب عدم تعيينه في التربية والتعليم قبل خمس سنوات، ولا يزال يحلم بهذه الوظيفة، وطموحه لم يتوقف في مساهمته في أي مجال يحتاج إليه الوطن.

السالم الحاصل على الشهادة الجامعية تخصص تربية خاصة مسار صعوبات تعلم، ودبلوم لغة إنكليزية، عشق مهنة الزراعة منذ صغره، وعمل بها خلال دراسته في المرحلة الثانوية حتى حصوله على الشهادة الجامعية، وتشارك مع أخيه برأسمال صغير، وأصبح أول المزارعين المصدرين للبطيخ والشمام الحساوي السكري والرز الحساوي على مستوى المنطقة، وهو دخل هذا المجال كونه عملاً حراً، وفيه خير وبركة كثيرة ومكسب مادي جيد، وكونها مهنة الآباء والأجداد.

يقول السالم إن تأخير تعيينه لم يبعده عن مزاولة مهنة والده والعمل في مجال الزراعة، بل قبل التحدي ودخل باب المغامرة في مجال التجارة والزراعة، وبدأ مع أخيه برأسمال صغير جداً يقارب 45 ألف ريال، فاستأجرا قطعة أرض زراعية كبيرة، وزرعاها بالرز الحساوي والخس والخيار والفليفلة والبطيخ الحساوي والبصل الحساوي والطماطم، ويقول: «للمرة الأولى على مستوى الخليج زرعنا البطيخ الأصفر، وهو ما قامت به اليابان منذ فترة، والشمام السكري ذي اللون البرتقالي، والبطيخ الأحمر السكري».

ويضيف السالم أن زيارته لمكتبة الجامعة وقراءته الكتب الزراعية خلال فترة الدراسة زادت من اهتمامه بالزراعة، وقام بالعمل بشكل نموذجي واقتصادي في الموارد المائية الحديثة، من خلال الري بالتنقيط، والعمل على الحفاظ على المزروعات وتجنيبها عوامل البيئة مثل البرد والحر، كما تم العمل على حفظ المزروعات من الفايروسات والحشرات.

ويشرح السالم ظروف مشروعه بالقول: «بعدما عزمت على العمل مع أخي كان لدينا فقط 15 ألف ريال، وقدم لنا والدي ووالدتي 30 ألف ريال تشجيعاً لنا، وعلى الفور اشترينا المعدات وبدأنا تجهيز الأرض وزراعتها بالطرق النموذجية والعضوية، وأصبحنا من المصدرين للأسواق المحلية».

ويشير السالم إلى أنه بعد تخرجه في الجامعة قرر دراســـة اللغة الإنكــليزية، وحصل على ديبلوم فيها، وتابع المؤسسات المهتمة بالزراعة في عدد من الدول الأوروبية واطلع على التجارب التي تقوم بها، وراسل هذه المؤسسات، وحصل على كل متطلبات زراعة البـــطيخ الأصــفر وظروفها ومتطلباتها، وبعد عدد من الاختبارات بدأ هذا العام زراعته، ولاقى رواجاً كبيراً، وطلبات كبيرة من شتى دول الخليج العربي وبعض الدول الأوروبية وأميركا.

وتابع: «أحد زملاء الجامعة طلب مني مساعدته ومنحه كمية من المنتجات الزراعية لبيعها في السوق المحلية بدلاً من جلوسه في البيت من دون عمل، ففعلت ما أمن له مردودا مقبولا. ونعمل حالياً على التوسع عبر إقامة مشروع جديد خلال الفترة المقبلة على طريق خريص، وهو زراعة كل الخضراوات الحساوية الجيدة، كما سنعمل على تشكيل بعض المنتجات من خلال القوالب المتعددة الأشكال، كالبطيخ المربع والمثلث، والبطيخ الحساوي السكري، وبعض الأصناف الزراعية المختلفة».

وعن أوضاع السوق، قال إن ناتج المزرعة متقلب، فأحياناً لا يحقق الإنتاج ربحاً، ولكن هناك منتجات زراعية أخرى تغطي كل المصروفات مع ربح جيد، لافتاً إلى أنه يقوم بتصدير هذه الأصناف من مزرعته، والتي تقدر بالآلاف يومياً للسوقين المحلية والخليجية، مشيراً إلى أنه ما زال يتلقى طلبات كبيرة من عدد من دول الخليج والوطن العربي وأميركا. وتابع: «الحبة الواحدة من البطيخ الأصفر في السوق المحلية تباع بـ 25 ريالاً للمستهلك، بينما قيمة البطيخ الحساوي بين 15 و20 ريالاً، والشمام السكري بين 10 و15 ريالاً، وتنتج المزرعة يومياً من البطيخ الأصفر من 150 إلى 200 كرتونة، والشمام من 450 إلى 600 كرتونة، والرز الحساوي يكون الإنتاج السنوي 120 موسمية، والموسمية تبلغ 120 كيلوغراماً.



صدى الشام