مطويات (داعش) تزجّ بالعشرات من أهالي تدمر في سجون النظام


unnamed-1

رشا دالاتي: المصدر

قال ناصر عبد العزيز، مدير مركز الدراسات والتوثيق الخاص بمدينة تدمر، إن قوات النظام اعتقلت أكثر من 150 مدنياً من أبناء المدينة فقط بعد سيطرتها على المدينة قبل أشهر، حيث كانت تدمر تخضع لسيطرة تنظيم “داعش” نهاية آذار/مارس الماضي.

ولفت عبد العزيز في حديثٍ لـ “المصدر” إلى أن الاعتقالات بحقّ أبناء المدينة كانت معظمها في ريف حمص خلال محاولة بعض سكان المدينة النزوح باتجاه مناطق سيطرة النظام إبان سيطرة التنظيم على المدينة، حيث تم اعتقال عدد كبير منهم، معظمهم كانوا من رواد الطريق بشكل أسبوعي تقريباً، مما أثار استغراب الأهالي عن سبب الاعتقال الذي شمل حتى من كانت لديه صلة خفية بالنظام.

وذكر مركز الدراسات في تدمر في تقرير له إنه تمكن من معرفة أحد الأسباب التي اتخذها تنظيم “داعش” للإيقاع بالمدنيين على حواجز النظام، نافياً ما أشيع في المدينة أن الاعتقال يتم بسبب محل وتاريخ الولادة المدرج في البطاقة الشخصية والذي هو “تدمر” انتقاماً لعناصر النظام الذين لقوا حتفهم في المدينة على أيدي تنظيم “داعش”.

وتابع مدير المركز: “استمر المركز في البحث في أسباب الاعتقال والتحقق من صحة تلك الشائعات ليتبين لنا أن إشاعة ‘الاعتقال عالهوية’ لم تكن صحيحة على الأطلاق لعدة أسباب، الأول منها أن الاعتقال لم يطل جميع أهالي تدمر الذين سلكوا الطريق، والثاني أن الاعتقال كان يطال السيارات الخاصة فقط ولم يشمل حافلات النقل الجماعي العامة”.

وقال إن السبب الثالث الذي ينفي هذه الفرضية هو أن الحواجز التي تم عليها الاعتقال هي الحواجز التي قامت بتفتيش السيارة فقط قبل التحقق من الاسم أو محل الولادة.

وبعد شهور من البحث والتحقق واللقاءات مع بعض المعتقلين ممن أُطلق سراحهم، بحسب المركز، استطاعوا معرفة التهمة التي قال إنها أودت بحياة العشرات من المدنيين الأبرياء في سجون النظام، والتي هي “مطويات داعش” التي عثرت عليها قوات النظام في سياراتهم.

وأكد المركز أن ما يقارب من 60 معتقلاً اعتقلوا بسبب مطويات وكتيبات دعوية وجهادية كان تنظيم داعش يطبعها ويزجها سراً وخفيةً في سيارات المدنيين المتوجهة إلى محافظة حمص، وذلك أثناء تفتيشها على حاجز القلعة غرب المدينة، وفي حال وصول السيارات إلى حواجز قوات النظام، تبدأ حملة التفتيش فيها ليعثروا على الطعم الذي رماه التنظيم في السيارة، ليصبح مصير راكبي السيارة الاعتقال، وبالتالي ضحايا من ضحايا سجون الأسد بلا ذنب، وتصبح السيارة غنيمة لقواته.

ولفت عبد العزيز، إلى أنه لم يتسنّ لهم معرفة غاية التنظيم من هذا العمل، وهل هو عمل ممنهج أم تصرّفاتٌ فرديّة من قبل عناصر “داعش”.





المصدر