أسلحة أمريكية في عرض عسكري لـحزب الله بسورية.. ما هي رسائل الميليشيا المدعومة من إيران؟
15 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
في خطوة هي الأولى لها منذ تدخلها في سورية لصالح نظام بشار الأسد، أجرت ميليشيا “حزب الله” اللبناني عرضاً عسكرياً في مدينة القصير بريف حمص وسط سورية، التي شاركت بكامل قوتها في طرد وإفراغ سكانها منها في العام 2013.
ومثل هذا العرض العسكري لم تكن الصورة المتعلقة به لتخرج إلى وسائل الإعلام دون رغبة مسبقة من الميليشيا في ألا تبقى طي الكتمان، وأرادت من ذلك إرسال رسائل عدة على المستويين المحلي والخارجي.
وكان اللافت في العرض العسكري ظهور أسلحة أمريكية كناقلة الجند من طراز “ام 113” وهو ما أثار تساؤلات في الإدارة الأمريكية، إذ علقت إليزابيث ترودو، الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، على الصور التي نشرتها حسابات إلكترونية مقربة من ميليشيا “حزب الله”حول العرض العسكري، وأظهرت خلالها دبابات ومدرعات يعتقد أن بعضها أمريكي الصنع.
وقالت ترودود لشبكة “سي ان ان” الأمريكية إن “واشنطن تحقق في الصور، وأكدت أن وقوع معداتها بأيدي الحزب سيكون مصدراً للقلق”. مضيفةً: “لقد رأيت الصور التي لم تكن واضحة كثيراً. وأريد أن أقول أننا نعمل مع الوكالات المتعددة الموجودة لدينا من أجل الحصول على المزيد من المعلومات وتوضيح ذلك.”
ولدى سؤالها عن الموقف الأمريكي بحال اتضح أن تلك الآليات الأمريكية كانت بحوزة الجيش اللبناني ووصلت منه إلى ميليشيا “حزب الله” ردت ترودو بالقول: “نحن نعتبر حزب الله منظمة إرهابية أجنبية. نحتاج لمعرفة المزيد من المعلومات ولكننا بالطبع سنشعر بالقلق الشديد بحال انتهت تلك المعدات بين يدي حزب الله.”
ما الذي تقوله الميليشيا؟
ويطرح العرض العسكري – العلني – للميليشيا المدعومة من إيران في سورية بهذا الوقت تساؤلات عن الرسائل التي أرادت إيصالها.
فعلى المستوى السوري، تريد الميليشيا إثبات نفسها قوة فاعلة فيما يجري بسورية، وترى أنها “القوى القادرة على السيطرة على المدن هناك وإقامة العروض العسكرية فيها وكأنها بقعة من أراضيها”، لكن ذلك في المقابل يضعف من صورة نظام الأسد، الذي يبدو أن قواته غاب تماماً عن هذا العرض العسكري، وأنه جرى في مناطق نفوذه، في وقت لا تخلو فيه القرى الموالية للنظام بحمص من مشاعر غضب اتجاه الميليشيا اللبنانية وخلافاتها مع ميليشيات محلية هناك، وهو ما سلطت عليه “السورية نت” الضوء في وقت سابق.
ويضاف إلى ذلك، أن الميليشيا تريد التأكيد على أنها الذراع الأقوى لإيران في سورية، وأنها ما تزال قادرة على تنفيذ ما يحلو لها، رغم التدخل العسكري الروسي بأسطول جوي ضخم حيث يرى مراقبون أنه أدى إلى تقليص النفوذ الإيراني وأدواته في سورية.
وعلقت صحيفة “السفير” اللبنانية الداعمة لإيران وميليشيا “حزب الله” على الاستعراض العسكري بقولها: “سأما اختيار القصير تحديداً، فلأنها تحمل رمزية تتعلق بكونها أولى المناطق التي انطلق منها حزب الله للانخراط الواسع في المعركة على أرض سورية في عام 2013، وذلك تنفيذا لقرار استراتيجي اتخذ غداة تفجير خلية الأزمة السورية في 18 تموز 2012”.
ويأتي هذا العرض في الوقت الذي تنخرط فيه الميليشيا بشكل أكبر في المعارك الدائرة بسورية، وبذات الوقت انتهاء الفراغ الرئاسي في لبنان بعد عامين ونصف، في مساومة تشير أوساط لبنانية وعربية إلى ميليشيا “حزب الله” لم تخسر فيها.
رسائل للبنانيين
وكالة الأنباء اللبنانية “المركزية” التي تقول عن نفسها إنها مستقلة، نقلت عن أوساط سياسية قولها إن “توقيت العرض في حد ذاته يحمل الرسالة الأولى للداخل اللبناني”، وتريد الميليشيا المتورطة بقتل السوريين أن تنسف مرة أخرى ما جاء في اتفاق الطائف بين القوى اللبنانية على حصر وجود السلاح في يد الدولة.
وبذلك توصل الميليشيا رسالة أحد أهدافها الرئيس اللبناني الجديد ميشيل عون، وسعد الحرير المكلف بتشكيل الحكومة، أن الانخراط في معارك سورية – بأمر إيراني – لن يتوقف.
الوكالة اللبنانية اعتبرت من جانبها، أن ميليشيا “حزب الله” أرادت إيصال رسالة بأن “القدرات العسكرية المتوفرة لها تفوق ما تمتلكه الدولة بأشواط، وأن أي تسويات سياسية لأزمات دول المنطقة وإعادتنا إلى الداخل لا يمكن أن تفضي إلى نزع سلاحنا أو حتى التفكير بالمشروع. فالحزب هو الأقوى ولا طرف قادر على تحجيمه”، وفقاً للوكالة.
وعلى المستويين الإقليمي والعالمي، تحاول ميليشيا “حزب الله” تكريس نفسها على أنها قوة لا يمكن تجاهلها، خصوصاً في ظل احتدام المعارك بثلاثة بلدان تتدخل فيها إيران التي تُعتبر ميليشيا “حزب الله” إحدى أهم أذرعتها فيها، وهي سورية، والعراق، واليمن.
وفي الوقت ذاته، وبينما تضييق الولايات المتحدة بالعقوبات على ميليشيا “حزب الله” وتعتبرها منظمة إرهابية، تريد الميلشيا القول بإن ذلك لن يمنع عنها تدفق السلاح حتى الحديث منه، طالما أن إيران ما تزال تدعمها.
[sociallocker] [/sociallocker]