انتقادات حادة لتعيين بانون كبيراً لمستشاري ترامب..وأول مسلم يترشح لرئاسة الحزب الديمقراطي
15 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، “دونالد ترامب”، أمس، عن اختياره رجل الأعمال، “ستيفن بانون”، في منصب كبير المخططين (المستشارين) الاستراتيجيين في البيت الأبيض؛ وهو ما أثار انتقادات حادة من منظمات متعددة تقول إنه “بانون” (62 عاماً) عنصري يتبنى عقيدة تفوق ذوي البشرة البيضاء.
ومنذ فوزه في انتخابات الرئاسة، التي أجريت الثلاثاء الماضي، يعمل “ترامب” (70 عاماً) وحزبه الجمهوري على تشكيل إدارته؛ تمهيداً لتنصيبه يوم 20 يناير/ كانون الثاني المقبل، ليبدأ ولاية رئاسية من أربع سنوات.
وقال رئيس مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، نهاد عوض، إن “تعيين بانون في إدارة ترامب يبعث برسالة مقلقة بأن نظريات المؤامرة المتعلقة بمعاداة المسلمين وعقيدة القوميين البيض سيكون مرحباً بها في البيت الأبيض”.
وحث عواد، في بيان نشره “كير” على موقعه الإلكتروني، “الرئيس المنتخب ترامب على إعادة النظر في هذا التعيين غير الحكيم، إذا ما كان يسعى بالفعل إلى توحيد الأمريكيين”، كما أعلن في خطاب إعلان فوزه بالرئاسة.
ويمتلك “بانون”، المدير السابق لموقع “برايتبارت” الإلكتروني الإخباري، معتقدات يمينية متطرفة، وهو معروف بتعصبه القومي للأمريكيين البيض، ولديه علاقات وثيقة مع حركات اليمين المتطرف الأوروبية.
وبعد أن تسلم إدارة حملة “ترامب” الانتخابية في أغسطس/ أب الماضي، لعب “بانون” دوراً كبيراً في حشد الناخبين البيض لصالح المرشح الجمهوري.
تعيين “بانون” لقي رفضاً كذلك من جانب مركز “ساذرن بوفرتي لو سنتر”، وهو منظمة غير حكومية معنية برصد المؤسسات والقيادات العنصرية.
وقال المركز، في بيان على موقعه الإلكتروني، إن “بانون لا مكان له في البيت الأبيض. في يوليو/ تموز (الماضي) فاخر بانون بأنه (موقع) برايتبارت الإخباري هو منصة لليمين (..) وهذا كما نعلم هو الطاقة الكامنة خلف الكم الهائل من المضايقات العنصرية والمعادية للسامية، التي ابتليت بها وسائل التواصل الاجتماعي خلال حملة انتخابات الرئاسة”.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لرابطة مكافحة التشهير الحقوقية (غير حكومية)، جوناثان جرينبلات: “إنه يوم حزين أن يتولى هذا المنصب رجل كان يدير موقعاً إلكترونياً يؤيد عقيدة تفوق ذوي البشرة البيضاء ومعاداة السامية والمناداة بالعنصرية”.
بينما نفى “رينس بريبوس”، الذي اختاره “ترامب” في منصب كبير موظفي البيت الأبيض، صحة الاتهامات الموجهة إلى “بانون”.
وقال “بريبوس”، في تصريحات تلفزيونية: “لا أعرف من أين جاءوا بذلك. هذا ليس ستيف بانون الذي أعرفه. لم أشهد على الإطلاق مثل هذه الأشياء التي يروجونها بشأنه”.
ويتهم سياسيون، حاليون وسابقون، وفنانون ورياضيون وكتاب وغيرهم “ترامب” بأنه “عنصري معادي للمسلمين والأقليات والأجانب والمهاجرين والنساء وأتباع الديانات الأخرى”، وهو ما شجع، على حد قولهم، العديد من الجماعات العنصرية على تبني خطابه خلال الحملة الانتخابية.
مسلم على رأس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي
وفي سياق آخر أعلن أول مسلم عضو في الكونغرس الأمريكي، الليلة الماضية، عن ترشيح نفسه لقيادة اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، كاشفاً عن تأييد 40 مسؤولاً له.
وقال عضو الحزب الديمقراطي المسلم، عن ولاية مينيسوتا، “كيث اليسون”، أمس: “يفوز الديمقراطيون عندما يمنحهم الناس العاديون طاقتهم، وعندما يحاربون (اعضاء الحزب) في سبيل قضايا تهمهم (الناخبين)”.
وتابع في تغريدات نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، “أنه ليس كافٍ على الديمقراطيين أن يطلبوا من الناخبين دعمهم كل سنتين، فعلينا أن نكون معهم عندما يفقدون أي من رواتبهم، وعندما ترتفع أجور دراستهم، وفي كل مرة يكونون فيها ضحية جريمة كراهية، وعندما يعلم الناخبون ما يمثله الديمقراطيين، عندها نستطيع تحسين ظروف حياة كل الأمريكيين”.
وشدد على أنه من الواجب على الحزب “أن يمنح الناخبين قضية ليشاركوا في انتخابات عام 2018″، في إشارة إلى الانتخابات النصفية للكونغرس والتي سيتم فيها ترشيح كامل أعضاء مجلس النواب الأمريكي بالإضافة إلى 33 عضواً في مجلس الشيوخ.
وبرغم أن “إليسون” معروف منذ البداية بكونه أحد مسلمين اثنين في الكونغرس إلى جانب زميله الديمقراطي وممثل ولاية انديانا “آندري جاكسون”، بالإضافة لكونه أول امريكي مسلم يشغل مقعداً في مجلس النواب الأمريكي، حيث تم انتخابه لأول مرة لهذا المنصب عام 2006، إلا أن اسمه برز بشكل أكبر عقب هزيمة مرشحة الحزب الديمقراطي “هيلاري كلينتون” في الانتخابات الرئاسية.
وشملت قاعدة تأييد الديمقراطيين لـ”آليسون”، أسماء لامعة في الحزب منها رئيس الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الذي يوشك على التقاعد، “هاري ريد”، والسيناتور “تشارلس شويمر” الذي يتوقع أن يشغل موقع “ريد” بعد مغادرته بالإضافة إلى آخرين غيرهما.
ومن المتوقع أن يقوم أعضاء الحزب الديمقراطي بالتصويت على الرئيس القادم للجنة الوطنية الديمقراطية في وقت مبكر من العام القادم.
وكانت الرئيسة السابقة للجنة “ديبورا ويزرمان شولتز”، قد اضطرت للاستقالة من منصبها عقب تسريب ويكيليكس لمجموعة من الرسائل الإلكترونية التي أظهرت تحيزها للمرشحة الديمقراطية المحتملة “هيلاري كلينتون”، وقتها، ضد منافسها على ترشيح الحزب “بيرني ساندرز” ذي الأجندة الاشتراكية.
وإلى جانب “أليسون”، كانت قيادات أخرى للحزب قد أعلنت عن نيتها الترشيح للمنصب نفسه، منهم حاكم ولاية ميريلاند السابق “مارتن اومالي” ورئيس لجنة ولاية كارولينا الجنوبية للحزب الديمقراطي “جيمي هاريسون”.
[sociallocker] [/sociallocker]