إغلاق مستوصف جرابلس لتأهيله بعد تكرار الأخطاء


فراس محمد

إغلاق مستوصف جرابلس بهدف تأهيله 1

أثارت القرارات التركية في مدينة جرابلس، خلال الأيام القليلة الماضية، ردود فعل وصلت إلى حد الاتهام المباشر من بعض الناشطين للمسؤولين الأتراك بالتدخل تدخلًا فجًا في بعض القرارات التي تخص مدينة جرابلس، وكان آخر هذه القرارات إغلاق مستوصف مدينة جرابلس بقرار من الوالي التركي، والذي تسبب بعاصفة من التعليقات، وردود الفعل المنددة بهذا القرار على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما أنه جاء بعد أيام من قطع الكهرباء عن ريف مدينة جرابلس، وتوقف الفرن الآلي في جرابلس الذي يزود المدينة وريفها بمادة الخبز عن العمل.

في رده على الاتهامات الموجهة من بعض الناشطين حول قرار إغلاق المستوصف، قال خميس ترك المحمد، مدير مكتب الصحة في المجلس المحلي لمدينة جرابلس، لـ (جيرون): “أود التنبيه -أولًا- إلى أن القرار يخص إغلاق المستوصف وليس المستشفى الرئيس للمدينة، وأن الإغلاق بهدف ترميم المستوصف، وتأهيله، بحسب مقاييس الصحة العالمية، وذلك بعد تكرار الأخطاء الطبية، والتي تسببت بوفاة طفلة، وتحويل امرأة إلى العناية المشددة في المستشفيات التركية؛ بسبب الأخطاء الطبية البدائية من الكادر الطبي، وعدم أهلية المستوصف من الناحية التقنية لإجراء عمليات جراحية؛ ما تسبب بهذه الأخطاء الكارثية، أما السبب الآخر للإغلاق، فهو عدم شرعية انفراد مديرية الصحة في محافظة حلب بافتتاح المستوصف، افتتاحًا غير مرخص، دون الرجوع والتعاون مع المجلس المحلي لمدينة جرابلس، والذي يعدّ من الناحية القانونية، في حالة الحرب والكوارث، الجهة الشرعية المخاطبة في إدارة شؤون المدينة، وعلى الرغم تحذيراتنا المتكررة من أن المستوصف غير مؤهل من الناحية التقنية؛ لكي يكون مستشفًى تُجرى فيه عمليات جراحية، لم يُتجاوب معنا، وبعد تكرار حالات الأخطاء الطبية، والتي تسببت بأذى لأهالي مدينتنا، أتوقع من حقنا، بل من واجبنا إغلاق المستوصف؛ محافظةً على صحة أبنائنا، خاصة في ظل وجود المستشفى الرئيس في المدينة، المجهز بالمعدات الطبية كاملة، والكوادر المؤهلة، والمراقبة من وزارة الصحة التركية”.

وأضاف المحمد بأن المستشفى الرئيس “يخدم مدينة جرابلس، وريفها، والمناطق القريبة من جرابلس، وفي الحالات الصعبة، يُدخل المرضى إلى المستشفيات التركية؛ لتلقي العلاج اللازم، مع العلم أن مدينة جرابلس -حتى انطلاق الثورة- لم يكن فيها أي مستشفى، فلم كل هذا التهجم غير المبرر، وهل العمل المؤسساتي الذي يراعي الشروط العالمية للصحة، ومصلحة أهلنا أولى، أم الانصياع لرغبات من يحاول الاصطياد في الماء العكر”.

وأكد على أن الموضوع “محسوم”؛ لأن المستوصف “بحاجة إلى إعادة ترميم وتأهيل مرة أخرى؛ حتى يستطيع العمل، وإن شاء الله سيُرمم المستوصف، وسيُرفد بكوادر جيدة، تخدم أهلنا في جرابلس وريف جرابلس”.

إغلاق مستوصف جرابلس بهدف تأهيله

وعن قطع الكهرباء عن القرى القريبة من مدينة جرابلس، والذي أثار حفيظة الأهالي فيها، قال المحمد: “إن الكهرباء التي تغذي مدينة جرابلس وريفها، مصدرها مدينة قرقميش التركية بخط استطاعته 10 ميغاواط، وهي استطاعة الخط نفسه الذي يغذي ولاية ومدينة كلس التركية، لكن بسبب عدم وجود آلية للمراقبة، لتقنين الهدر في استهلاك الكهرباء، استهلك بعض الأهالي الكهرباء استهلاكًا مفرطًا، وخاصة مع دخول فصل الشتاء، ما تسبب بأعطال كبيرة لحقت بالشبكة؛ بسبب الاستهلاك الكبير، لذلك؛ اتُخذ قرار موقت بقطع الكهرباء عن الريف؛ حتى تدعم الدولة التركية مركز قرقميش بالطاقة الكهربائية الكافية، وسيراقب المجلس المحلي -بدوره- استهلاك الكهرباء؛ حتى لا يتكرر هذا الخطأ، حيث يختار المجلس -حاليًا- الآلية الملائمة لمراقبة الاستهلاك، وعند الانتهاء من هذه الإجراءات، سيعاد توصيل الكهرباء إلى القرى التي خُدمت مسبقًا”.

يُذكر أن المجلس المحلي لمدينة جرابلس يباشر عمله بالتنسيق مع الحكومة التركية، منذ أن طُرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من المدينة على يد فصائل من الجيش الحر مشاركة في عملية “درع الفرات” المدعومة من الحكومة التركية.




المصدر