(التعفيش) يتفشّى في (حلب الجديدة) ومحافظها يتفرّج


unnamed-4

حذيفة العبد: المصدر

تعيش مدينة حلب خلال الأسبوعين الماضيين فترة “تعفيش” ذهبية إثر المعارك التي اندلعت على أطرافها، تعالت على إثرها أصوات موالي النظام في المدينة، خاصةً بعد منع ما أسموها “عصابات التعفيش” لسكان الأحياء الغربية في المدينة من العودة إلى منازلهم.

وتناقلت شبكاتٌ إعلامية محلية عن سكان “ضاحية الأسد” التي استعادها النظام قبل أيام شكوى تفيد بأن الميليشيات الموالية تمنعهم لليوم الثاني على التوالي من دخول منازلهم ولو مؤقتاً، متهمين “عصابات التعفيش” بأنها تفرغ الأحياء وتحاول إذلال الأهالي بإيقافيهم بطوابير لساعات ريثما يتم السماح لهم بالعودة.

“حاميها حراميها”

وأوردت إحدى الصحف الموالية شكاوى من الأهالي النازحين من مشروعي الريادة و1070، بأنهم يرون جنى عمرهم وحاجياتهم تسرق وتعفش أمام أعينهم في وضح النهار، من قبل البعض ممن يفترض أنهم المسؤولون عن حماية المنطقة من الأعمال الإرهابية، أو من بعض المحسوبين عليهم والمحميين من قبلهم.

ويبقى أصحاب المنازل ثلاثة أيام أو أكثر منتظرين السماح لهم بالذهاب إلى بيوتهم بناء على وعود سابقة من قبل مسؤولي النظام، ولكن لم يسمح لأي منهم بذلك. في الوقت الذي عبرت وعلى مرأى من أعين الجميع عدد من سيارات السوزوكي وهي محملة بعفش بعض البيوت، من أثاث منزلي وغيره. ويقولون إن المؤلم بالنسبة لهم أن ذلك يتم بعلم وعلى مرأى من يتوجب عليهم حماية المدينة وأهلها.

“بيدٍ من حديدٍ”

بعد أن باتت الشكاوى أكثر من إمكانية التغاضي عنها، خرج أمس الاثنين، محافظ النظام في حلب حسين دياب، ليدعي عبر صحيفة “الوطن” الموالية بأنه لن “يتهاون” أبداً مع “كل من تسوّل له نفسه التطاول على ممتلكات المواطنين أياً كان بالسرقة والنهب وأنه سيتم الضرب بيد من حديد وبعقوبات مغلظة لجميع المتعدين على مقدرات السكان في المناطق التي تم تطهيرها من رجس الإرهاب وراجت فيها سرقت محتوياتها من قبل ما بات يطلق عليهم المعفشون”.

وادعى دياب أيضاً أن إجراءات احترازية اتخذت في حلب لوضع حد لعمليات السطو التي شاعت أخيراً، بما يخالف قيم وأعراف المدينة، وصولاً للقضاء عليها في الأحياء التي هجرها سكانها.

لكنّ تصريحات المحافظ لم تكن سوى إبرة مخدّر كما يقول العشرات من الموالين في تعليقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، فالأهالي ما زالوا خارج مناطقهم، وأسواق التعفيش ما زالت تزدهر أكثر وأكثر على أرصفة حي الفيض وغيره وسط المدينة.

“رجعنا عالحديدة”

«الله وكيلك ما تركنا البيت غير 16 ساعة، رجعنا لقيناه عالحديدة»، تقول أم ابراهيم التي تسكن في حي حلب الجديدة لصحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من النظام، وتضيف السيدة الخمسينيّة “قامت الدنيا حوالينا، صبرنا يومين بعدين شفنا كل الجيران عم ينزحوا، خفنا وقلنا منطلع كم يوم لتهدا الأوضاع. رحت عند بيت أخي». بقيّة القصة معروفة ومكررة، عادت ابنة أم ابراهيم لتتفقّد الأحوال في المنزل وتحضر بعض الأغراض، فلم تجد سوى الجدران.

بدوره، يقول أبو محمّد إنّه كان وعائلته داخل منزلهم في «جمعيّة الجرّارات» (حي حلب الجديدة) وأصوات المعارك العنيفة تحيط بهم حين فوجئوا بكسر باب المنزل واقتحامه «بالأول فكرناهن المسلّحين فاتوا عالمنطقة، طلعوا شبّيحة تاركين العساكر عم تتقتّل وجايين ينهبونا»، بحسب الصحيفة الموالية.

ولم تقتصر «غنائم حلب الجديدة» على المنازل، بل نافستها في ذلك عشرات المستودعات الموجودة في المنطقة، وهي مستودعاتٌ اسُتحدثت خلال العامين الأخيرين حيث اختار كثير من التجار استئجار أقبية وصالات في الحي «الآمن» لتخزين بضائعهم (مواد غذائيّة، ألبسة، أوانٍ منزليّة.. إلخ) وبطبيعة الحال، كانت فترة أسبوع من الاشتباكات كافيةً لتفريغها.

سيارة إسعافٍ للتفيش

الشاحنات الصغيرة من نوع “سوزوكي” بات من المألوف للحلبيين رؤيتها تذهب فارغةً وتعود ملأى بعفش منازلهم، لكن غير المألوف هو ما التقطته إحدى عدسات الهواتف المحمولة في حلب، حيث وثّقت عملية “تعفيش” في سيارة إسعافٍ حكومية، وعناصرها يحاولون وضع برادٍ في السيارة لسرقته.





المصدر