خمسينيُّ يحرق نفسه في جبلة وردودٌ غاضبةٌ للموالين
16 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
غيث علي: المصدر
أثارت أنباء حرق رجلٍ خمسينياً لنفسه في مدينة جبلة الساحلية في ريف اللاذقية، جدلاً واسعاً في أوساط موالي النظام، وتعرّض رغم الإصابات البالغة التي لحقته لموجة شتائم وتخوين واسعة، تخوفاً من “بوعزيزي” جديد يشعل ثورةً المضطهدين في الساحل السوري، خاصةً أن هذه الحادثة هي الثانية في جبلة بعد اندلاع الثورة.
بدايةً، تناقلت شبكاتٌ إعلاميةٌ مواليةٌ للنظام أن “رياض مصطفى ديدان” البالغ من العمر 55 عاما، أقدم على حرق نفسه في حي العزة بمدينة جبلة، وتم نقله إلى المستشفى، بعد أن قام مجموعة من المواطنين بإطفائه على الفور.
وفور انتشار الخبر في أوساط الموالين، بدأ سيلٌ من الشتائم ينهال على الرجل الذي يقبع بين الحياة والموت في المستشفى، وهو مريضً نفسيّ بحسب ما أكده ناشطون معارضون من المدينة، مشيرين إلى أنه نازح إلى المدينة منذ سنوات ويرجّح أنه من مدينة حلب.
وأبدى الموالون انزعاجهم من الحادثة كونها أعادت إلى الأذهان حادثةً وقعت عام 2011 وكانت سبباً في ازدياد وتيرة الثورة ضد النظام في جبلة، حين اختار رجل حرق نفسه بدل أن يدلّ قوات الأمن على مكان اعتقال ابنه. وبطبيعة الحال، أبدوا تخوفهم من سيناريو مشابهٍ لما جرى في تونس عام 2011 أيضاً، حين فجّر “بوعزيزي” بحرق نفسه ثورات الربيع العربي.
وفي المقابل، نفى ناشطون معارضون في جبلة الرواية التي تناقلها إعلام النظام، حيث أكدت شبكة “هنا سورية من جبلة الأدهمية” الثورية، أن “ديدان” لم يحرق نفسه، رغم أنه مضطرب نفسيا، بل اشتعلت به النار أمام باب حديقة السلطان ابراهيم الغربي مساء الأحد، أثناء انقطاع الكهرباء، عندما كان يحاول اشعال سيجارة وهو يحمل “بيدون” بنزين صغير غير محكم الإغلاق في يده، وحاول رميه عندما اشتعلت به النار، فانسكب البنزين عليه، وأمسكت به النيران، وهو الآن في حالة حرجة.
“بوعزيزي الجبلاوي”
وفي اتصالٍ لـ “المصدر” مع الناشط “عمر الجبلاوي” قال إنه يقيم خارج المدينة، ولا يمكنه تأكيد أو نفي الحادثة، إلا أنه كان شاهداً على ما جرى قبل خمسة أعوام، وتحديداً نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 2011، حين أقدم “محمد ليلا (أبو فادي)” والذي بات يعرف حينها بلقب “بوعزيزي سوريا” على حرق نفسه في مدينة جبلة كي يتلافى تقديم معلومات عن أبنائه الناشطين لقوات الأمن السوري.
وقال الجبلاوي إن “أبا فادي” أحرق نفسه جراء الظلم الذي وقع عليه وعلى أبنائه، وذلك بعد أن طلب منه الأمن أن يدلّهم إلى مكان ابنه الناشط فادي ليلا الذي كان مطلوباً لهم حياً أو ميتا.
وأضاف الجبلاوي: “بدأ سيل التهديدات من الأمن السوري لـ (أبي فادي) بتهديده بالفصل من عمله إن لم يسلّم ابنه، فرفض الانصياع وأصرّ على موقفه بأنه لا يعلم مكان ابنه، فعمدوا حينها إلى اعتقال ابنه الثاني عبد الهادي ليلا وعذبوه لكي يعترف على مكان أخيه ولكن أيضاً دون جدوى، بعدها هددوا باعتقال نساء العائلة إن لم يسلم ابنه الناشط فأخفاهنّ عن عيونهم، وعندما وصلوا معه إلى النهاية هدّدوه عن طريق بعض شبيحتهم بأنه سوف يقتل إن لم يسلم ابنه الناشط كما ستقتل عائلته بأكملها إذا ما أفشى هذا الكلام، وكان فعلاً هذا هو مصير محمد ليلا، بوعزيزي سوريا، كان مصيره الموت حرقاً، إذ ألقى على نفسه المواد المشتعلة (البنزين) وأحرق نفسه فكانت النهاية لرجل فضّل أن يموت حراً مستعصياً على قوات النظام.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]