دونالد ترامب يوقف دعم الثوار الذين يحاربون الحكومة السورية

16 نوفمبر، 2016

قال الرئيس المنتخَب دونالد ترامب يوم الجمعة أنه من المرجح أن يوقف دعمه لجماعات المعارضة “المعتدلة” في سوريا التي تحارب حكومة الرئيس بشار الأسد قائلاً: “ليست لدينا أية فكرة عن هؤلاء الناس”.

وفي مقابلة له مع وول ستريت جورنال عالجت القضايا الاقتصادية إلى حد كبير، بما فيها رغبته في الإبقاء على أجزاء من قانون الرعاية بأسعار معقولة، كرر ترامب موقفاً كان قد اتخذه كثيراً خلال حملته؛ أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تركز جهودها على القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية وأن تجد أرضاً مشتركة مع السوريين وداعميهم الروس.

وقد أخبر الرئيس ترامب الصحيفة: “لدي وجهة نظهر مغايرة للكثيرين في الشأن السوري. لقد كان موقفي في أنكم تحاربون سوريا بينما سوريا تحارب تنظيم داعش. يجب عليكم التخلص من التنظيم. وروسيا الآن منحازة كلياً إلى سوريا، وهناك إيران أيضاً التي أصبحت قوية، بفضلنا، ومتحالفة مع سوريا”.

وتوحي تصريحاته إلى أنه حال بدء السيد ترامب بالإشراف على كل من الدعم الشعبي لجماعات المعارضة والجهود السرية الأكبر التي تديرها وكالة الاستخبارات المركزية، فإنه سينهي هذه الجهود ويتخلى عنها.

 

لكن في الحقيقة هنالك حربان تدوران في الوقت نفسه في سوريا:

– إحداهما ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وتدعم فيها الولايات المتحدة 30 ألف مقاتل سوري عربي وكردي، الذين أعلنوا نهاية الأسبوع الماضي أنهم كانوا على وشك افتتاح مرحلة جديدة من القتال، مبتدئين ذلك بتطويق عاصمة تنظيم الدولة في الرقة. كما توجد قرابة 300 فرقة من قوات العمليات الخاصة الأمريكية على الأرض لمساعدة هؤلاء المسلحين.

– أما جهودها الثانية فتمثلت في دعم الثوار الذين يحاربون الرئيس الأسد. ويعدّ برنامج الاستخبارات الأمريكية السري إلى حد بعيد أكبر قناة للدعم من خلال تزويد الثوار الذين يحاربون الحكومة بصواريخ مضادة للدبابات. ويبدو أن الرئيس ترامب عازم إلى حد كبير على إنهاء هذا البرنامج. هذا وقد أخبر ترامب وول ستريت جورنال أنه في حال اتبعت الولايات المتحدة هذا المسار، “سينتهي بنا المطاف في محاربة روسيا من خلال محاربتنا في سوريا”.

وربما تعززت حجته لإيقاف الدعم في حقيقة أن تلك المجموعات المعارضة دخلت في تحالفات مع فصيل تابع لتنظيم القاعدة في سوريا، والمعروف رسمياً بجبهة النصرة. وكان لهذا الأثر العميق في السماح للرئيس الأسد وحليفته روسيا بأن يدّعوا أنهم يحاربون تنظيم القاعدة وأنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تساعدهم في ذلك المسعى. وقد أقر وزير الخارجية جون كيري بتلك الحجة أثناء فشل جهوده في الوصول إلى اتفاقية لوقف إطلاق النار وتسوية نهائية.

 

ويتفق منطق السيد ترامب “عدو عدوي صديقي” مع ما قاله أثناء حملته. وذلك عندما أفاد لصحيفة نيويورك تايمز خلال مقابلة أجرتها معه في شهر مارش/ آذار: “لست أقول بأن الأسد رجل طيب، لأنه ليس كذلك. لكن الأسد ليس مشكلتنا الأكبر، بل تنظيم داعش هو المشكلة “.

لكن ذلك يتطلب موقفاً يبتغي مرضاة الرئيس فلاديمير بوتين، لأنه يشير إلى أن إدارة ترامب  بدلاً من الضغط على روسيا لوقف دعمها للرئيس الأسد، فهي تحيد عن طريق الرئيس بوتين.

وفي إشارة أخرى إلى التغيير الكبير في السياسة، كتب أحد مستشاري ترامب للأمن القومي الأوليين، الجنرال مايكل تي فلين، وهو رئيس وكالة استخبارات الدفاع المتقاعد، كتب في صحيفة “The Hill” هذا الأسبوع أنه ينبغي للولايات المتحدة أن تسلِّم “فتح الله غولن” الذي طالبت تركيا باستعادته من منفاه في بنسلفانيا. وقد كانت حكومة رجب طيب أردوغان قد اتهمته  بالتسبب في الانقلاب خلال الصيف.

غير أن وزارة الدفاع لم تتوصل بعد إلى وجود أدلة دامغة توجب إعادة السيد غولن إلى السجن أو إلى الإعدام بموجب معاهدة تسليم المجرمين مع الولايات المتحدة. وترى الوزارة في هذا الطلب جزءاً من جهود السيد أردوغان في القضاء على المعارضة بجميع صورها.

وقد تبنى السيد فلين الكثير من نظريات تركيا حول السيد غولن بقوله: “إن دافعي الضرائب الأمريكيين يسهمون في تمويل مدارس غولن المستأجرة” في الولايات المتحدة. ومن المهم أيضاً ان ندعم تركيا بدلاً من “الانخداع بالمصدر المقنع للإرهاب وعدم الاستقرار الذي يتغلغل في بلادنا”.

 

رابط المادة الأصلي : هنا.

[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]