صبرة لـ صدى الشام:الأطماع الروسية ستصطدم بخطّة ترامب الساعية لاستعادة عظمة الولايات المتحدة ومصالحها


تنظر المعارضة السورية إلى الإدارة الأمريكية الجديدة “بتفاؤل حذر”، وذلك عقب التقارير التي تحدّثت عن عزم إدارة الرئيس دونالد ترامب تطبيع العلاقات مع روسيا.

واعتبر عضو الهيئة العليا للمفاوضات جورج صبرة في حديث لـ “صدى الشام”: “أنه من المبكّر استكشاف معالم سياسة ترامب تجاه سوريا، لأن التصريحات الانتخابية عادةً ما تختلف عن تصريحات المسؤولين بعد تسلّمهم مناصبهم”.

ورأى صبرة أن “شهر العسل بين ترامب وبوتين لن يكون طويل الأمد لأن الأطماع الروسية ستصطدم بخطّة ترامب الساعية لاستعادة عظمة الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة” وأضاف: “الفراغ الذي تركته سياسة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لروسيا في الشرق الأوسط لن يبقى عندما تَحضُر السياسة الأمريكية ودورها الحيوي الذي تسعى لتحقيقه في المنطقة”.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفق مع نظيره الأميركي دونالد ترامب أمس خلال اتصال هاتفي بينهما على ضرورة العمل المشترك لتطبيع العلاقات بين بلديهما.
ولفت صبرة إلى أن الولايات المتحدة دولة مؤسّسات، وأنها تدير علاقاتها الخارجية وفقًا لمصالح مؤسّساتها، مردفًا: “نحن ننظر بترقّب وتفاؤل حذر إلى ما يمكن أن تفعله إدارة ترامب في علاقاتها الأوروبية وإزاء دول المنطقة والقضية السورية. لكن ليس لدينا أي منافع من الإدارة الأمريكية السابقة لنخاف على خسارتها مع الإدارة الجديدة”.

وأعرب صبرة عن اعتقاده أن السياسة الامريكية الجديدة لابد أن تلحظ المتغيرات في دور روسيا بالمنطقة، إضافة إلى أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تستمر بخذلان حلفائها كتركيا والمملكة العربية السعودية، لافتًا إلى أن عددًا من المسؤولين الأمريكيين استقالوا احتجاجًا على سياسة أوباما، ومنهم فريدريك هوف مسؤول الملف السوري السابق، والسفير الأمريكي في سوريا روبرت فورد وغيرهم.

من بين النقاط التي اتفق عليها الجانبان الروسي والأمريكي أمس “ضرورة تضافر الجهود لمحاربة العدو الأول المتمثل بالإرهاب الدولي والتطرّف”.

وبهذا الشأن أشار صبرة إلى أن محاربة الإرهاب هي نقطة الارتكاز التي تتقاطع عندها جميع السياسات الدولية، لكن هناك من يحمل هذا الأمر بشكلٍ مخلص وآخرون يأخذون محاربة الارهاب ذريعة لتحقيق المصالح الشخصية، في إشارة إلى روسيا، وقال: “نحن ضد الإرهاب لأننا ضحاياه، ولكن نريد أن يُرى الإرهاب بعينين اثنتين، وأن يتم النظر إلى إرهاب النظام وإيران والطيران الروسي، إضافةً إلى الجماعات الأخرى التي دخلت على الخط، مثل داعش وأمثالها”.

وتساءل: “ماذا فعل التحالف الدولي وطائراته خلال هذه السنوات تجاه داعش؟”.  مضيفًا أن الجيش الحر بدعم تركي أنجز على الأرض ما لم تنجزه طائرات عشرات الدول في سنوات، وهذا نتيجة تؤكد أن أي مشروع دولي لمحاربة الإرهاب لا يعتمد على مصلحة وإرادة السوريين لن ينجح.



صدى الشام