كيف يبدو (لواء شهداء اليرموك) بعد عام على اغتيال مؤسسه؟


asdf45dfg4

مضر الزعبي: المصدر

يصادف اليوم الثلاثاء (15 تشرين الثاني/نوفمبر) الذكرى السنوية الأولى لاغتيال مؤسس لواء شهداء اليرموك “أبو علي البريدي” الملقب بـ (الخال)، وذلك بتفجير أحد مقاتلي “جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقا) نفسه في اجتماع لقادة الصف الأول في لواء شهاء اليرموك في بلدة (جملة) معقل اللواء في منطقة حوض اليرموك غرب درعا، حيث يعتبر (اللواء) من أبرز التشكيلات المتهمة بمبايعة تنظيم “داعش” في محافظة.

مقتل القائد السابق للواء شهداء اليرموك ومؤسس اللواء “أبو علي البريدي” ألقى بظلاله على المجموعات المتهمة بالانتماء لتنظيم “داعش” في محافظة درعا، مما أجبرها على تغير سياستها، والتأثير الأكبر كان على عمل لواء شهداء اليرموك.

ما بعد مقتل (الخال)

قال الناشط أحمد الديري لـ “المصدر” إنه تم تعين الفلسطيني الأردني “أبو عبيدة قحطان” العقل المدبر للواء شهداء اليرموك قائداً للواء مباشرة بعد مقتل (الخال)، وقد شكّل مقتل (الخال) نقطة مفصلية في عمل المجموعات المرتبطة بتنظيم “داعش”، فمجموعات التنظيم كانت طوال الوقت تعمل بشكل منفرد بهدف عدم معرفة صلة هذه المجموعات ببعضها البعض، ولاسيما منذ مطلع عام 2015، والذي شهد بداية الاقتتال في منطقة حوض اليرموك بين جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) وحركة أحرار الشام من جهة، ولواء شهداء اليرموك من جهة اخرى.

وأضاف بأن مقتل (الخال) مع عدد من قادة الصف الأول في لواء شهداء اليرموك، كشف علاقة هذه المجموعات ببعضها البعض، حيث قُتل القائد العسكري لحركة المثنى الإسلامية “أحمد أبو خروب” في نفس العملية التي استهدفت اجتماع قادة الصف الأول للواء شهداء اليرموك.

وأردف “الديري” بأنه عقب مقتل (الخال) وكشف علاقة حركة المثنى بلواء شهداء اليرموك، انتقلت الحركة للعمل بشكل علني، ونفذت مجموعات من العمليات، ومنها اغتيال الشيخ أسامة اليتيم مؤسس محكمة دار العدل في حوران، وذلك أواخر العام الماضي، واختطاف رئيس مجلس محافظة درعا الحرة يعقوب العمار، مطلع العام الجاري.

وكانت عمليات حركة المثنى دافعاً لتحرك تشكيلات الجيش الحر الموقعة على ميثاق محكمة دار العدل، لتبدأ منتصف شهر شباط/فبراير الماضي حملةً استهدفت معاقل الحركة في ريف درعا الشرقي، الخاضع لسيطرة تشكيلات الجيش الحر.

وقال مراسل الهيئة السورية للإعلام محمد الحريري لـ “المصدر” إن تشكيلات الجيش الحر طردت حركة المثنى من معاقلها في ريف درعا الشرقي بعد أيام على إعلان تشكيلات الجيش الحر الحرب مع حركة المثنى.

تحرك الخلايا

وأضاف “الحريري” بأن المجموعات المرتبطة بتنظيم “داعش” في ريف درعا الغربي بدأت عملياتها الهادفة لفرض سيطرتها على ريف درعا الغربي بعد طرد حركة المثنى من معاقلها في الريف الشرقي، فكانت البداية مطلع شهر آذار/مارس الماضي بتعين “أبو عبد الله المدني”، وهو سعودي الجنسية، قائداً للواء شهداء اليرموك بشكل مفاجئ، وغير متوقع. وفي منتصف الشهر اغتالت جماعة أنصار الأقصى المقربة من تنظيم “داعش” المهندس “بشار الدوخي” في مدينة انخل شمال درعا، لتكون هذه العملية هي الشرارة الأولى في حرب تشكيلات الجيش الحر مع المجموعات المرتبطة بتنظيم “داعش”، لتنتقل المعارك بعدها لمدن وبلدات (طفس – جاسم – المزيريب  – تل شهاب).

وأشار إلى أنه خلال 48 ساعة أعلنت تشكيلات الجيش الحر طرد المجموعات المرتبطة بتنظيم “داعش” من مدينة انخل، والسيطرة على مقار جماعة أنصار الأقصى، بالإضافة للسيطرة على مقار كتيبة حمزة أسد الله في مدينة طفس، وتوجه عناصر هاتين المجموعتين إلى مناطق سيطرة لواء شهداء اليرموك في منطقة حوض اليرموك.

دخول لواء شهداء اليرموك على الخط

عقب الانتكاسات التي تعرضت لها المجموعات المقربة من لواء شهداء اليرموك في ريف درعا الغربي، وانتقال معارك تشكيلات الجيش الحر إلى معاقل حركة المثنى الأساسية في ريف درعا الغربي، ومنها (الشيخ سعد – جلين – مساكن جلين – عدوان)، بدأ لواء شهداء اليرموك هجمة واسعة باتجاه مناطق سيطرة تشكيلات الجيش الحر غرب درعا.

وقال الناشط سامر الرفاعي لـ “المصدر” إن الفترة الممتدة منذ منتصف شهر آذار/مارس، وحتى منتصف شهر نيسان/أبريل، شهدت المعارك الأعنف بين المجموعات المحسوبة على تنظيم “داعش” وتشكيلات الجيش الحر غرب درعا، فسيطر لواء شهداء اليرموك على بلدتي (تسيل – سحم الجولان) على أطراف منطقة حوض اليرموك، وذلك أواخر شهر آذار/مارس، بينما كانت تشكيلات الجيش الحر تخوض اشتباكات عنيفة مع حركة المثنى في معاقلها في بلدتي (جلين – الشيخ سعد).

وأردف، ومع مطلع شهر نيسان/أبريل تمكنت تشكيلات الجيش الحر من السيطرة على معاقل حركة المثنى للتفرغ بعدها لطرد لواء شهداء اليرموك من بلدتي (سحم – تسيل)، وفي منتصف شهر نيسان/أبريل كانت تشكيلات الجيش الحر قد حصرت المجموعات المرتبطة بتنظيم “داعش” في منطقة حوض اليرموك، وهي (لواء شهداء اليرموك – حركة المثنى – سرايا المجاهدين – كتيبة حمزة أسد الله – جماعة أنصار الأقصى).

نهاية لواء شهداء اليرموك

منتصف شهر أيار/مايو الماضي، وعقب حصار تشكيلات الجيش الحر للمجموعات المتهمة بالانتماء لتنظيم “داعش” في منطقة حوض اليرموك، تم الإعلان عن تشكيل “جيش خالد بن الوليد”، ونص بيان إعلان تشكيل الجيش على إلغاء التسميات السابقة للمجموعات العاملة تحت مظلته.

وتم تسمية قائد للجيش لا ينتمي للمجموعات المؤسسة لجيش خالد، وهو “أبو عثمان الإدلبي”، ليكون تشكيل جيش خالد نهاية لواء شهداء اليرموك، ولاسيما عقب دخول مجموعات جديدة للمنطقة، بعد أن كانت حكراً على مقاتلي لواء شهداء اليرموك.

وقال الناشط عبد الرحمن الزعبي لـ “المصدر” إن الخلافات ضمن المجموعات المؤسسة لجيش خالد بدأت بالظهور مع الأسبوع الأول لعمل (الجيش)، وبشكل خاص بين أكبر مجموعتين وهما لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى، والتي اغتيل عدد من قادة الصف الأول فيها في ظروف غامضة، وكان أبرزهم القائد العسكري والعقل المدبر للحركة “زكريا المصري” (أبو عمر صواعق)، في بلدة الشجرة، أكبر بلدات منطقة حوض اليرموك الخاضعة لسيطرة جيش خالد، بالإضافة لفرار شرعي الحركة “أبو اليمان الشمسي”، والمسؤول المالي “شادي المسالمة”.

وأشار إلى أن المرحلة الأولى من تأسيس جيش خالد تميزت بسيطرة قادة الصف الأول في لواء شهداء اليرموك على القرار، ولا سيما أن المنطقة كانت تشهد معارك مع تشكيلات الجيش الحر، وكون عناصر وقادة لواء شهداء اليرموك معظمهم من أبناء المنطقة كان لهم الكلمة الفصل.

تصفية قادة لواء شهداء اليرموك

شكّل تفجير مدينة انخل نهاية شهر أيلول/سبتمبر الماضي، والذي استهدف قادة الصف الأول في الحراك الثوري في محافظة درعا، نقطة تحول في عمل المجموعات المتهمة بالارتباط بتنظيم “داعش”، فمنفذ العملية الانتحارية هو “عبد المعطي الراضي” أحد عناصر حركة المثنى التابعة لجيش خالد، لكن تنظيم “داعش” هو من تبنى العملية من خلال المكتب الإعلامي لولاية دمشق التابع للتنظيم، وليس جيش خالد، مما شكل حالة من الإرباك في أوساط جيش خالد.

وقال الناشط خالد الحجي لـ “المصدر” إن شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي شهد التطورات الأبرز في منطقة حوض اليرموك، فقد تعرض قائد جيش خالد “أبو عثمان الإدلبي” لمحاولة اغتيال داخل مناطق سيطرة جيش خالد في حوض اليرموك منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر، بالتزامن مع هروب مجموعة من الأسرى من أحد معتقلات جيش خالد.

وأشار إلى أنه عقب اغتيال قائد جيش خالد تم تعين الشرعي السابق في حركة المثنى “أبو محمد المقدسي” قائداً جديداً لجيش خالد، وهو سوري فلسطيني، وكان العمل لـ “المقدسي” محاصرة معقل لواء شهداء اليرموك، بلدة جملة، نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، واعتقال قادة الصف الأول في لواء شهداء اليرموك، وأصحاب الكلمة الفصل في جيش خالد، خلال المرحلة الأولى من تشكيله، وهم (أبو عبيدة قحطان -خالد القاسم – نضال البريدي – خالد البريدي)، حيث اتهمتهم القيادة الجديدة لجيش خالد بالضلوع في عملية اغتيال القائد السابق للجيش، وتسهيل فرار الأسرى.

وأضاف “الحجي” بأن لواء شهداء اليرموك فقد مجموعة من الميزات عقب مقتل مؤسسه، ومنها التحكم بعدد من الجماعات خارج مناطق نفوذه، بالإضافة لكون اللواء كان يسطر على منطقة حوض اليرموك بمفرده، ولكن عقب مقتل (الخال) أصبحت معظم هذه الجماعات تنافس اللواء داخل مناطقه، كما أنه خسر قادة الصف الأول فيه نتيجة الصراعات الداخلية بين مكوناته.





المصدر