مؤتمر لمعارضة في دمشق.. الهيئة تؤكد والتيار ينفي


حافظ قرقوط

أوردت بعض وسائل الإعلام خبرًا عن إعداد بعض أطراف المعارضة السورية، في الداخل والخارج، لعقد مؤتمر وطني للمعارضة السورية في العاصمة دمشق، وأشارت إلى أن ما يعرف بـ “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي”، تُجري اتصالاتها مع بعض أطراف المعارضة، لأجل التحضير لعقد هذا المؤتمر، فيما ذكرت بعض الأنباء، بأن أحمد الجربا، الرئيس الأسبق لـ “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة”، ورئيس “تيار الغد السوري”، يُعدّ إحدى الشخصيات الأساسية التي تعمل في الخارج على عقد هذا المؤتمر.

وحول ذلك، أكّد المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق -في بيان له- أنه “يتابع الاتصال وإجراء المشاورات المباشرة مع القوى الوطنية في سورية، المتمسّكة بالحل السياسي والتغيير الديمقراطي الجذري والشامل، وبناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية، لا مركزية إداريًا، والعمل المشترك معها، والإعداد لمؤتمر وطني للمعارضة لإنقاذ سورية، في دمشق، لتشكيل تجمع القوى الديمقراطية”.

فيما نفى “تيار الغد السوري” هذه الأنباء، عادًّا أنها لا تمت للواقع بصلة، وقال أحمد عوض، أمين سر التيار لـ (جيرون): “يتبنّى التيار مشروعًا وطنيًا، يتجلى في الدعوة إلى إنشاء تجمع أو تحالف، للقوى الوطنية الديموقراطية والليبرالية والعلمانية السورية، على أن يكون بقيادة جماعية”، وأضاف: “تواصلنا -ولا نزال- مع القوى الوطنية الديموقراطية كافة، ووُقعت بعض مذكرات التفاهم مع بعض هذه القوى منها هيئة التنسيق”، وأكد بأن هذا التجمّع هو ما يجب أن يُعمل “على أن يكون بديلًا عن نظام الاستبداد الأسدي، وعن الاستبداد الإسلامي الجهادي المتطرف، وقيادة هذا التجمع الجماعية، هي من تضع الاستراتيجيات التي تُفعّل دوره وطنيًا وإقليميًا ودوليًا، وأن يكون له ميثاق واحد، وهو وما يقدّم رؤيته للحل، بما يحقق الأهداف العليا للثورة”.

وعن المؤتمر الذي يجري الحديث عنه في وسائل الإعلام، قال عوض: “فوجئنا أخيرًا بقيام هيئة التنسيق وبعض الأطراف، بالدعوة إلى عقد مؤتمر لتلك القوى في دمشق، علمًا أننا طرحنا مكانين لعقد المؤتمر، هما القاهرة وأربيل”.

في هذا السياق، قال مروان غازي، رئيس المجلس المركزي لهيئة التنسيق الوطنية، لـ (جيرون): “نحن نعمل جادين من أجل وحدة هدف المعارضة السورية، ونعمل الآن من أجل عقد مؤتمر إنقاذ ثان في سورية، يجمع القوى السورية في الداخل والخارج على هذا الهدف، وننبذ فيه الحل العسكري، وهو الشرط الأول لمشاركة هذه القوى، أي ألا يكون الحل العسكري هو السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية”، وأوضح: “نحن لا نتعاون مع النظام السوري من أجل عقد هذا المؤتمر، بل من خلال روحنا وضميرنا، بضرورة إيجاد حل للأزمة السورية، وبخلاص الشعب من القتل والتدمير والتشريد الذي ناله خلال السنوات الماضية”، وأضاف أن هناك قوى تؤيد هذه الفكرة منها “منصة موسكو ومنصة القاهرة، إضافة إلى بعض القوى الداخلية، لكن لا تزال الأمور غير متبلورة حتى اللحظة، وأن كل ما يُقال إعلاميًا هو تخمينات”.

فيما أشار غازي إلى أن “الهيئة -منذ انطلاقتها عام 2011- تعمل ضمن مبادئ أساسية، تتعلق برفضها المطلق للحل العسكري، في مواجهة الثورة السورية، وترفض التدخل الخارجي في دعم هذه الثورة، وترفض -بالمطلق- الطائفية مهما كان شكلها ونوعها، وعملت منذ ذلك التاريخ على هذا النحو” وأكد أن مؤتمر الإنقاذ الأول في عام 2012 كانت غايته “توحيد جهد وعمل فصائل المعارضة كافة، في الداخل والخارج؛ من أجل وحدة الهدف، وهو التغيير الجذري والشامل للنظام، بالأسلوب السياسي والسلمي، وعدم الانخراط في الأسلوب العسكري، وما زالت هذه المقولة لهيئة التنسيق صادقة في تعبيرها، وصحيحة في نتائجها”، وقال: إن الدليل على ذلك هو “أن الحل العسكري الذي مارسه النظام، ولجأت إليه بعض قوى المعارضة، فتح المجال أمام التدخل الخارجي بكل قوّة من أجل تسليح الطرفين، وهذه هي الحالة التي حولت الثورة السورية إلى أزمة”، وهذا -بحسب غازي- جعل “كل الدول المجاورة تتدخل في سورية؛ حتى وصل الأمر إلى تدخل القوى العالمية، كالاتحاد الروسي والأوروبي، بينما لا تزال هيئة التنسيق تعمل لأجل وحدة هدف المعارضة، للحل السياسي الذي يؤدي إلى إنهاء النظام الاستبدادي والشمولي بالوسائل السلمية، وقيام نظام ديموقراطي مدني تعددي، يلجأ إلى صناديق الاقتراع في حل جميع إشكالات الحكم في سورية”.

من ناحيته، عدّ حسن عبد العظيم، المنسق العام للهيئة، بحسب وكالة (فارس) الإيرانية للأنباء، وأوردته صفحة الهيئة على وسائل التواصل الاجتماعي، أن “الحل الوحيد الآن للأزمة في سورية هو التقاء وفد المعارضة، مع الوفد الحكومي، للاتفاق على صيغة حل سياسي”، وأن سبب تأخير هذا اللقاء هو “عدم نضج الأوضاع المحيطة”، فيما نقلت عن عبد العظيم صحيفة (الوطن)، الموالية للنظام السوري، قوله: إن القوى التي وافقت -حتى الآن- على المشاركة في المؤتمر هي “عشر قوى محددة، وبيننا وبينها تفاهمات سابقة، وكلها مستعدة للعمل معًا، والدعوة معًا، ووضع وثيقة سياسية مشتركة، وتحديد موعد المؤتمر ومكانه”، وأضافت نقلُا عنه: “سيُقترح على اللجنة التحضيرية دعوة كل السفراء في سورية، وحتى من يحب أن يأتي من بيروت؛ لحضور جلسة افتتاح المؤتمر”.

وبين تسريبات إعلامية، وتصريحات مختلفة، يبقى الحديث عن مؤتمر للمعارضة في الداخل، لا يخرج من إطار السؤال الذي يقول، من يضمن هذا النظام في السعي لأي حل سياسي، قبل أي حديث عن المعارضة ورغبتها، وقبل الدخول في تفاصيل مؤتمر تحت مظلة نظام لم يحترم المظلة الدولية في جنيف، لا هو ولا الروس الذين قدموا أنفسهم رعاة لجنيف وغيره، فأصبحوا شركاء في تحطيم أركان الدولة السورية، وقتل وتهجير شعبها، والتغطية حتى على استخدام السلاح الكيماوي؛ لتقوم -هي- بالدور ذاته، باستخدامها أسلحة محرمة دوليًا، مع مجازر متنقلة يقوم بها طيرانها ضمن إرهاب دولة منظم.




المصدر