الائتلاف يطالب إدارة "ترامب" الجديدة بسحب اعترافها بنظام الأسد


طلب رئيس الائتلاف السوري المعارض أنس العبدة، اليوم، من الإدارة الأمريكية الجديدة المزمع تشكيلها من قبل الرئيس المنتخب "دونالد ترامب"، سحب شرعية نظام الأسد في أمريكا.

وفي مؤتمر صحفي عقده في إسطنبول اليوم، أفاد العبدة أنه يطالب الإدارة الأمريكية الجديدة بسحب الاعتراف بشرعية تمثيل حكومة النظام، وكذلك دعم اتخاذ قرارات مماثلة في بريطانيا وفرنسا وبقية الدول.

وأضاف أيضاً أن الائتلاف (أكبر مظلة للمعارضة السورية)، يطالب أيضاً: "بوقف استهداف المدنيين، من خلال تفعيل تطبيق حظر جوي لطيران النظام في المناطق المحررة بشكل عام، وبشكل خاص التي تحرر من داعش".

ومن المطالب الأخرى التي سردها العبدة في المؤتمر الصحفي أنه "على الإدارة الجديدة النظر لما يحصل بسوريا بعين متوازنة، وأن تدرج الميليشيات المذهبية (الشيعية) العابرة للدول، ضمن القوائم الإرهابية لأمريكا ومجلس الأمن الدولي".

وشدد على ضرورة "دعم جهود الائتلاف ومنظمات حقوق الإنسان، لملاحقة مجرمي الحرب في سوريا على كافة المستويات الدولية والوطنية، في الدول التي تسمح برفع دعاوى على من يرتكب جرائم بحق المدنيين، ويرتكب جرائم بحق الإنسانية".

العبدة اعتبر أن "هناك تصعيداً خطيراً من النظام وحلفائه في الفترة الأخيرة على جميع المناطق، وخلال 24 ساعة كان هناك نحو مئة شخص سقطوا قتلى في حلب، وفي أسبوع قتل 364 شخصاً، و57 طفلاً، و38 امرأة".

وأوضح أن "7 منشآت طبية استهدفت، ٤ منها في حلب، ومنشأة في كل من حماة، وحي الوعر بحمص، وإدلب".

كما أكد أن "كل الأحياء المدنية في حلب استهدفت من قبل النظام وروسيا، ولم يصدر أي رد فعل أو بيان تنديد، لا من الأمم المتحدة، ولا من دول الأصدقاء، رغم أن الاستهداف واضح للمدنيين والمنشآت".

وأعلن وزير الدفاع الروسي "سيرغي شويغو"، الثلاثاء الماضي، أن القوات الروسية بدأت عملية عسكرية واسعة ضد الإرهابيين في ريفي حمص وإدلب بمشاركة حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف" المتواجدة قبالة سواحل سوريا.

وفيما يتعلق بحملة "درع الفرات"، التي يقوم بها الجيش السوري الحر بدعم من الجيش التركي، لفت إلى أنه "خلال أسبوع تحررت أكثر من 21 قرية، وتم طرد داعش منها".

وبين أن "من الملاحظ أن كل تقدم ضد داعش، يكون مقابله تصعيد من قبل النظام والروس لإعاقة الجيش الحر، وقوى الثورة في عملية مكافحة الإرهاب".

واستغرق موضحاً: "هناك دعم من قبل تركيا والتحالف العربي والدولي (ضد تنظيم الدولة)، أدى إلى نتائج واضحة وهي على مشارف مدينة الباب (شمال)، وعند طرد التنظيم سيكون الطريق مفتوحاً لإحكام السيطرة على معظم منطقة غرب الفرات، وبعدها يمكن الحديث عن المساهمة في تحرير الرقة".

وأكد أن القوة التي حررت الرقة من قبل هي "قوات الجيش الحر وبالتالي هي الجهة التي يجب أن يعاد تحريرها من قبلها، وأثبت الجيش الحر قدرته على ذلك، فالحر ليس له طيران، وإن دعم من قبل تركيا والتحالف الدولي العربي، يمكن أن يحرر الرقة ويطرد داعش".

أما عن سعي قوى أخرى لتحرير الرقة قال العبدة "قوات سوريا الديمقراطية (أغلبها من تنظيم ب ي د)، لا يمكنها القيام بذلك، لأنها محسوبة لأطراف معادية، وقيادات تعطي إحداثيات للتحالف لقصف مدنيين، كما حدثت انسحابات كبيرة منها، فهي غير مؤهلة سياسياً وعسكرياً للقيام بهذا العمل الجاد".

ودعماً لقوات "الجيش السوري الحر"، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس (شمال سوريا)، تحت اسم "درع الفرات".

كما تطرق العبدة إلى العرض العسكري الذي نفذه حزب الله اللبناني في مدينة القصير (غرب حمص)، قائلاً: "نطالب بإدانة واضحة من الجامعة العربية لما حدث في القصير من قبل حزب الله، وإدانة من الأمم المتحدة لأنه تدخل سافر في سوريا".

وطالب "الحكومة اللبنانية الجديدة بسحب كل القوى اللبنانية من سوريا، ومنها حزب الله، حيث إن السوريين وقفوا إلى جانب اللبنانيين بطلبهم بخروج القوات السورية (2005) من قبل".

وخلال جولته الأخيرة في عدد من الدول، أفاد رئيس الائتلاف أن "الائتلاف كان في جولة دولية في الأيام الماضية، شملت سويسرا ولقاء المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي مستورا، ولقاءات في برلين وعمّان وأنقرة، وأوتاوا (كندا)".

واعتبر أن "هناك جموداً في الفترة القريبة من الجانب السياسي، والمفاوضات معطلة بشكل كامل والجهات التي تعطلها وتعطل جنيف3، هي نفسها التي أفشلت جنيف2 (قاصداً النظام وداعميه) بسبب أن لها استراتيجيات مختلفة عن الاستراتيجيات الدولية".

وأكد أن "الملف السياسي معلق حتى إشعار آخر، لأن المفاوضات بحاجة لطرفين يؤمنان بالحل السياسي، والنظام ليس لديه هذه الرؤية، بل له مقاساته الخاصة المتعلقة بالهدن المحلية في المناطق المحاصرة".

ورداً على سؤال عن سبب تعطل الملف السياسي والموقف من أولوية "ترامب" بمكافحة تنظيم الدولة" وليس نظام الأسد، أجاب بقوله "كان هناك إحباط لكثير من الدول، بأن جنيف لم تحقق الغاية المقصودة منها، وكان هناك وضوح بأن الطرف الذي يعطل المفاوضات هو النظام وحلفائه، وحلفاء النظام لا يقومون بما هو مطلوب للعملية السياسية، وهو واضح في المعطيات على الارض، ومناقشاتنا مع المبعوث الدولي (دي مستورا)، كان في نفس الإطار".

وتابع مضيفاً: "ترامب لم يستمع حتى الآن لتقرير متوازن حول سوريا، فاستمع إلى حد كبير لوجهة نظر واحدة أقرب للطرح الروسي والإيراني، وهناك حاجة للاستماع للائتلاف ومن يمثل المعارضة، ليكون له انطباع متوازن وحقيقي لما يحصل في سوريا".

وشدد على أن "مواجهة داعش توازي مواجهة النظام، وهما وجهان لعملة واحدة، ونحاربهما بنفس الوقت، بالتالي لا يمكن الحديث عن مكافحة الإرهاب وبقاء النظام، لأنه هو من يوفر البيئة الحاضنة للإرهاب، ليس في الإقليم وحسب، وإنما في العالم كله".

وسبق لـ"ترامب" أن قال في إحدى حملاته الانتخابية إنه يولي أهمية لقتال "تنظيم الدولة" أكثر من التعامل مع نظام الأسد.




المصدر