حي الوعر… دعوة صريحة للتهجير والأهالي صامدون


آلاء عوض

صعدّت قوات النظام، مدعومة بالمقاتلات الروسية حملتها الشرسة على حي الوعر المحاصر، واستهدفته بأنواع شتى من الأسلحة؛ ما أدى إلى وقوع قتلى وإصابات، ودمار كبير في المباني والممتلكات.

وحول هذا التصعيد، أكد الناشط الإعلامي، جلال التلاوي، لـ (جيرون) أن النظام السوري “نسف الاتفاق نسفًا جذريًا، وضيّق الخناق على الأهالي منذ نحو شهر، وهدفه الضغط عليهم وعلى لجنة التفاوض؛ للتنازل عن بند الإفراج عن المعتقلين، وأرسل لهم رسائل تهديد يدعوهم فيها للخروج بالسرعة القصوى، وإخلاء الحي إخلاءً كاملًا، وهو بمنزلة تهجير قسري علني، وبعد هذا التهديد ببضعة ساعات صعّد قصفه على الحي بأكثر من 100 قذيفة هاون، كذلك بالأسطوانات المتفجرة وصواريخ الغراد، واستهدف سوقًا شعبية؛ ما أدى إلى تدميرها كاملة، ونشوب حريق فيه أسفر عن استشهاد بعض أصحاب المحال حرقًا، واستهدف المدنيين العزّل استهدافًا مباشرًا، وقصف المركز الطبي التخصصي الوحيد في الحي؛ ما أدى إلى خروجه عن الخدمة، كما أدى القصف إلى دمار كبير في البنية التحتية؛ حيث تهاوى مبنى كامل مؤلف من 3 طوابق وهبط على الأرض، وكانت الحصيلة -نهاية يوم الثلاثاء، الخامس عشر من الشهر الجاري- 9 شهداء و30 إصابة و5 حالات بتر”.

أوضاع معاشية كارثية وصمود

دخلت آخر قافلة مساعدات أممية إلى حي الوعر منذ نحو عشرين يومًا، وكميتها المحدودة تجعلها آيلة للنفاذ خلال بضعة أيام، وبحسب التلاوي، فإن الوضع المعاشي “عاد أسوأ من قبل، والحصار اشتد في الشهر الأخير كثيرًا؛ لتضيق الأحوال على الأهالي الذين اعتمدوا مبدأ المقايضة، واستبدال المُنتجات المتبقية لديهم؛ ليستطيعوا إعداد وجبة طعامهم، ولم تلتزم قوات النظام بشروط الاتفاق، فمنعت دخول وخروج أي مواد غذائية أو طبية، يضاف إليه القصف العنيف، والأدوية التي نفذت، وسكان الحي -اليوم- أمام حالة تهجير وتغيير ديموغرافي علنية، ترعاها روسيا، فيوجد في الحي 75 ألف نسمة، مهددين بالتهجير، أو الموت تحت القصف”.

على الرغم من الحالة الصعبة التي يعيشها الأهالي في حي الوعر، إلا أنهم -بحسب التلاوي- صامدون ومصمّمون على استكمال بنود الاتفاق، وعلى رأسها الإفراج عن المعتقلين البالغ عددهم 7600 معتقل، ولن يقبلوا بالتهجير، ولن يرضخوا لمخطط النظام.

جدير بالذكر أن قوات النظام تمنع دخول وخروج المدنيين من حي الوعر منذ شهر، بعد فترة وجيزة من فتح المعابر المؤدية إلى مدينة حمص، وسمحت -منتصف الشهر الماضي- بدخول قافلة مساعدات غذائية لا تحتوي على أي مساعدات طبية، وهي التي لم تدخل الحي منذ بدء الحصار.

وتُحاصر قوات النظام حي الوعر منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وهو المعقل الأخير للمعارضة السورية المسلحة في مدينة حمص، ومنذ نحو شهرين، هجّرت دفعتين من المقاتلين مع عوائلهم إلى ريف المدينة الشمالي، من دون الإفراج عن المعتقلين الذين يعدّهم أهالي الحي الورقة المحظور المساس بها، أو المساومة عليها، مهما كان الثمن.




المصدر