ساكسو بنك للعربية.نت: الدولار سيعادل اليورو في 2017


يصف الخبراء اتجاهات الأسواق العالمية بحالة “الاستجابة” مع الوضع الجديد الذي خلفه فوز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وفيما يبدو أن ترمب يتجه نحو تعزيز دخل الأميركيين عبر خفض الضرائب وزيادة الاستثمارات في مشاريع البنية التحتية، يحتمل أن يصبح التضخّم الموضوع الأساسي على مدار عام 2017.

ويحتمل أن تلعب بيئة ارتفاع معدلات التضخّم وحالة عدم اليقين السياسي دوراً مهماً في دعم أسعار الذهب الذي يواجه حالياً جملة من التحديات من حيث العائدات الحقيقية وارتفاع أسعار الدولار الأميركي، إذ يحتاج لاجتياز عتبة 1310 دولارات أميركية للأونصة قبل العودة لتعزيز حجم الطلب، بحسب تقرير “ساكسو بنك”.

وبحسب أحدث الأرقام، ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى له في 11 شهراً مقابل سلة من العملات، اليوم ، ولامس أعلى مستوياته في عام مقابل اليورو، صعد الدولار ليتخطى 1.07 مقابل اليورو، وذلك للمرة الأولى منذ أوائل ديسمبر 2015.

وفي هذا السياق، توقع رئيس استراتيجية السلع لدى “ساكسو بنك” أولي هانسن في حديث خاص لـ”لعربية.نت” أن يستمر الدولار في موجة الصعود ليعادل اليورو في 2017.

ويشهد السوق في الوقت الراهن طلباً منخفضاً على الذهب نتيجة للتوجه العكسي الأخير والقوة المستمرة للدولار الأميركي، وذلك بعدما شهد المعدن الأصفر في البداية ارتفاعاً تخطى عتبة 1328 دولارا أميركيا للأونصة بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية.

غير أن مؤشر بلومبرغ للسلع قد ارتفع بـ4.5% يوم الاثنين ما أعطى مؤشراً إيجابياً.

وبحسب إحصائيات ساكسو بنك التي تبرز انعكاس فوز ترمب على السلع والمعادن الثمينة بين هذين التاريخين 8 و14 نوفمبر، يبرز الآتي: انخفض الذهب بنسبة 4.9% من 1275.68 دولار للأونصة إلى 1213.57 دولار للأونصة، وانخفضت الفضة بنسبة 8.5% من 18.38 دولار للأونصة إلى 16.81 دولار للأونصة، في حين قفز النحاس بنسبة 5.8%.

النحاس.. السلعة الأساسية في 2017؟

وأشار هانسن، في لقاء مع الصحافيين، إلى تبدّل الصورة النمطية حول النحاس بوصفه سلعةً ثابتة ولا تتأثر بتقلبات الأوضاع السياسية بشكلٍ كبير، حيث يرى أن النحاس بات إحدى السلع الأساسية الواجب تتبّعها في عام 2017.

ويعتقد أن ارتفاع أسعار النحاس لأعلى مستوياتها منذ عام في أعقاب فوز ترمب الأسبوع الماضي، سيدفع المضاربين نحو التصرّف بحكمة لتجنّب استباق الأحداث في وقت قريب.

ويرجع الدعم الذي تلقاه النحاس إلى تحسّن البيانات الصينية وزيادة الطلب على المضاربة في البورصات من نيويورك ولندن وشانغهاي على وجه الخصوص.

وبحسب وجهة نظر هانسن، سنشهد أداءً سلبياً للصكوك الصادرة عن البنوك المركزية سواء في اليابان أو بريطانيا، وهذا ما سيؤثر على المعادن الثمينة.

اجتماع أوبك.. وأسعار النفط

وفي حين تركز أسواق النفط الخام بشكل رئيسي على إجراءات أوبك وقدرتها على توفير سوق داعمة لخفض الإنتاج، يبرز في الأفق مستجدات جديدة تتثمل في رغبة ترمب بدعم قطاع النفط الأميركي لتحقيق الاستقلال عن منتجي النفط في منطقة الشرق الأوسط، ما قد يؤثر على أسعار النفط.

وعلى خلفية هذه العوامل المهمة، تتجه توقعات ساكسو بنك حيال أسعار النفط حتى نهاية العام الحالي نحو 40 دولارا أميركيا للبرميل إذا أخفقت أوبك في تحقيق خفض في الإنتاج في اجتماعها في 30 نوفمبر، و50 دولارا أميركيا للبرميل في حال نجحت في تخفيض الإنتاج بما يصل إلى مليون برميل يومياً. ومن الممكن أن تشهد أسعار النفط انتعاشاً لتسجل نحو 60 دولارا أميركيا للبرميل بعد عام.

لكن في المقابل، يشير هانسن إلى أن توجه إيران والعراق وليبيا نحو زيادة معدلات الإنتاج يشكل عائقاً أمام الوصول إلى اتفاق نهائي في خفض الإنتاج، لافتاً إلى أن السوق شهدت زيادة في مستويات إنتاج الخام بنسبة 6%.

ومن بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، يحذر ساكسو بنك من أن الأسواق لا تزال تترقب أحداثا رئيسة لا تقل أهمية عن الحدث الأميركي، أقربها الاستفتاء على التعديل الدستوري في إيطاليا في 4 ديسمبر، يليه انتخابات الرئاسة الفرنسية في ابريل 2017، والانتخابات الألمانية في سبتمبر من العام المقبل.



صدى الشام