قرار هدم مخيم الريحانية: إلى أين سوف يذهب اللاجئ السوري؟


عبد الوهاب أحمد
أبلغت السلطات اللبنانية السوريين المتواجدين في مخيم الريحانية التابع لبلدة بنين العكارية شمال لبنان يوم السبت الماضي 12/11/2016 بضرورة أخلاء المخيم من دون تحديد جهة أخرى يذهبون إليها.

يعيش في هذا المخيم أكثر من 350 عائلة سورية جلّهم نزحوا اليه من مدينة حمص منذ ثلاثة أعوام يقدر عدد الأطفال الموجودين بداخله بأكثر من 600 طفل أمّا عن عدد النساء فهن حوالي 350 من أصل 1058 شخص يعيشون في هذا المخيم.

يقع هذا المخيم ضمن مجتمع حاضن بالكامل للنازحين السوريين و هو من طبيعة مذهبية متجانسة مع محيطه و ليس هناك أيّ إشكالات طائفية في المنطقة.
إفادة اللجنة المسؤولة عن متابعة أوضاع اللاجئين السوريين في هذا المخيم و التي تضم عدد من الناشطين في المجال الإغاثي و الطبي : ” بأنّ أكثر من سبعة عوائل رضخوا لقرار السلطات اللبنانية و خرجوا من المخيم بعد القرار بيومين. قسم من هذه العوائل ذهب إلى وادي خالد حيث يوجد أقاربهم ليقطنوا معهم ريثما يتمكنوا من تجبر امورهم و عائلتين قاموا باستئجار منزل في بلدية منين بالقرب من المخيم”.
وأكدت اللجنة :
“إنّ أغلب العوائل المتواجدة داخل هذا المخيم هي من العوائل التي فقدت معيلها الوحيد أثناء الحرب في سوريا، و إنّ هذه المخيم لا يشكل أيّ خطر أمني على المنطقة على اعتبار أنّ ما يزيد عن نسبة 90% من قاطنيه هم نساء و أطفال”.

أم محمد امرأة سورية من مدينة الرستن الحمصية تبلغ من العمر 40 عاماً نزحت إلى مخيم الريحانية منذ ثلاثة أعوام , المعيل الوحيد لأطفالها الأربعة بعد اعتقال زوجها و اختفائه في سجون النظام السوري، تعمل لمدة 12 ساعة يومياً لتأمين حاجاتها اليومية و للتمكن من دفع أقساط المدارس لتعليم أولادها قالت:
“يريدون تهجيرنا من المخيم و كأنّهم استكثروا خيم القماش علينا، إلى أين سنذهب لا أمتلك القدرة على استئجار غرفة في المدينة فإيجار المنازل مرتفع جداً في لبنان، أغلب المتواجدين في المخيم يأملون أن تعود السلطات اللبنانية عن قرارها، و عدد كبير من الموجودين قرروا الإعتصام أمام المخيم في حال تمّ إخلائهم بشكل قسري لتشكيل ضغط على الأمم المتحدة و السلطات اللبنانية”.

الجدير بالذكر أنّه منذ تأسيس هذا المخيم سنة 2012 لم يحدث أيّ مشكلة أمنية، و التعاون قائم ما بين مختلف الأجهزة الأمنية اللبنانية و قاطني هذا المخيم بشكل شبه يومي. قرار السلطات اللبنانية و أوامرها بإخلاء المخيم دون تحديد جهة أخرى ينتقل إليها قاطنيه فإنّ مصير حوالي ألف شخص جلّهم من الأطفال و النساء سيكون الشارع في ظلّ توقف الأمم المتحدة عن تقديم الدعم للنازحين المخصص لإيجار المنازل.

“جنوبية”