تصريحات رضا الباشا تكشف عن عمق الأزمة بين ميليشيات إيران وميليشيا الأسد


فاجأ "رضا الباشا" مراسل قناة "الميادين" اللبنانية المقربة من إيران وميليشيا حزب الله اللبناني الأوساط المؤيدة باتهامه لميليشيات صقور الصحراء، وقوات العقيد سهيل الحسن "النمور" بسرقة ونهب منازل المدنيين في حلب.

وسائل إعلام النظام تسعى وبشكل دائم للتسويق لهاتين الميليشياتين بشكل خاص على أنهم من (الأبطال)، وينفذون المهمات الخاصة التي تصعب على باقي الوحدات، ومن هذا المنطلق فقد شكلت تصريحات "الباشا" صفعة قوية لقوات الأسد ونقطة جديدة تضاف إلى رصيد ميليشيات حزب الله والنجباء العراقية، وغيرها من المجموعات المدعومة إيرانيًّا، التي تغلغلت في حلب بشكل كبير.

وكان "رضا الباشا" أفاد في وقت سابق وبمداخلة صوتية على إذاعة نينار، أن صقور الصحراء وقوات علي شلة التابعة لسهيل الحسن، وقوات العشائر ودرع الأمن العسكري كانت في الخطوط الخلفية خلال معارك حلب الأخيرة، وقامت بسرقة منازل السكان في منطقة حلب الجديدة ومشروع 3000 شقة، ومنيان، والحمدانية، وارتكبت أعمال القتل لبعض حراس المعامل في المنطقة الصناعية بالراموسة من أجل تسهيل السرقة، مؤكدًا أن المراكز الأمنية في حلب عاجزة تمامًا عن إيقاف هذه الممارسات، وأنها تخطت التصرفات الفردية لتأخذ طابعًا ممنهجًا ومافيويًّا.

ولا يمكن فهم ما قاله "الباشا"، الإعلامي المقرب جدًّا من حزب الله، الذي أتم دراسة الصيدلة في جامعة الإمام الخميني الدولية بإيران، في سياق الانتفاضة العفوية في وجه اللصوصية، فمن الواضح أنه ركز على فكرة "صقور الصحراء وقوات النمر ودرع الأمن العسكري كانوا في الخطوط الخلفية"، والمقصود هنا إيصال رسالة غير مباشرة بأن قوات وميليشيات الأسد لم تكن على رأس التصدي لهجوم جيش الفتح غربي حلب، وإنما الميليشيات المدعومة إيرانيًّا كانت لها الصدارة.

وليس المقصود من الكلام نفي فكرة أن ميليشيات الأسد تقوم بما يعرف بـ"التعفيش" أو سرقة أثاث منازل السكان، فالأمر ليس بالجديد، ومعروف عن تلك الميليشيات منذ الأشهر الأولى لتشكيلها، ولكن التوقيت الذي أثار فيه مراسل قناة الميادين القضية بعد سكوت لسنوات عن هذه المسألة يدعو للتساؤل حول هدفه، وهل هو فعلًا قول الحقيقة (التي تأخرت لسنوات)، أم لتثبيت فكرة أن ميليشيات إيران هي من استعادت السيطرة في حلب.

وكانت المناطق المحيطة ببلدتي نبل والزهراء شهدت قبل عدة أشهر اشتباكات عنيفة بين ميليشيات حزب الله، ولجان الدفاع الشعبية من أهالي تلك المنطقة على خلفية اعتراضهم على محاولة الحزب فرض سلطته المطلقة، لتأتي هذه التصريحات وتعزز من الرواية القائلة إن إيران تسعى عبر ميليشياتها من حشد شعبي وحزب الله إلى السيطرة بشكل كامل على حلب، على حساب نفوذ وسلطة ميليشيات الأسد.

وتأتي هذه التطورات في وقت أثارت فيه تحية نائب اللجنة الأمنية والعسكرية في حلب العميد "نبيل عبدالله" إلى زعيم حزب الله "حسن نصر الله" بعيد السيطرة على قرية منيان، التساؤلات عن مدى تراجع نفوذ قوات الأسد في حلب، وخاصة بالمناطق الغربية في كل من الأكاديمية العسكرية والحمدانية ومنطقة حلب الجديدة، التي باتت تعرف بأنها معاقل قوية لحركة النجباء العراقية التابعة للحشد الشعبي وميليشيا حزب الله.

والجدير بالذكر أن تصريحات "الباشا" ليست الأولى من نوعها، فقد أثارت قبل سنتين خطبة المرجعية الشيعي العراقي "جلال الصغير" زوبعةً كبيرة، عندما أكد أن التغيرات الميدانية التي حصلت في سوريا لصالح النظام ليست بمجهودات الجيش السوري، وأن من يضحي هم "الشيعة العراقيون واللبنانيون والسوريون"، وأنهم يضحون من أجل استرداد الأراضي و"العلويون" المشكلون للجيش يبيعونها، وهم أساساً لا دين لهم، والرذيلة منتشرة عنهم.

وتشير دراسة ميدانية أجرتها شبكة "" في وقت سابق أن عدد قتلى ميليشيا حزب الله والحشد الشعبي العراقي ولواء الفاطميون والحرس الثوري الإيراني بلغ خلال الأشهر الستة الماضية في حلب أكثر من 700 قتيل، في حين بلغ قتلى ميليشيات الأسد 630 قتيلًا، مما يؤشر إلى انخراط قوي للميليشيات المدعومة إيرانيًّا في معارك حلب.

 

مداخلة مراسل قناة الميادين على إذاعة نينار 

 

 

 

خطبة المرجعية الشيعي جلال الصغير التي تحدث فيها عن العلويين في سوريا 

 

 

العميد نبيل عبد الله يؤدي التحية لحسن نصر الله