Written by
MICRO SYRIA ميكروسيريا
on
on
لماذا سكت أنصار إسرائيل عن ستيف بانون رغم “لاساميته”؟
نشر موقع مجلة “بوليتيكو” مقالا للكاتب مايكل كراولي، يقول فيه إن الشخصيات الرئيسة المؤيدة لإسرائيل في واشنطن، بالإضافة إلى المسؤولين الحكوميين الإسرائيليين، يتجنبون انتقاد مستشار دونالد ترامب المثير للجدل ستيف بانون، بالرغم من أن زعامات يهودية أمريكية، على رأسها رابطة مكافحة التشهير، تشجبه بسبب معاداته للسامية.
ويقول كراولي إن “الصخب المثار حول بانون، والقلق من مؤشرات عداء السامية بين مؤيدي ترامب، خلقا اختبارا سياسيا لليهود الأمريكيين، خاصة من يركزون على السياسة الخارجية، ووصف البعض الشعور بالانقسام بأنه مشتت بين الشعور الشخصي بالقرف، والرغبة في عدم افتعال حرب مع رئيس يؤمل بأن يكون مدافعا قويا عن إسرائيل”. وينقل المقال، الذي ترجمته “عربي21”، عن ناشط يهودي في واشنطن، قوله: “على المستوى الشخصي أرغب بأن أتصرف كالمجنون في هذا الخصوص.. وعلى المستوى المهني سيكون ذلك سوء تصرف، لا نعرف ماذا يعني (تعيين بانون)”. وتستدرك المجلة بأنه “رغم أنه ليس من المتوقع أن يؤدي بانون دورا أساسيا في السياسة الأمريكية الخارجية، إلا أن العديد من اليهود الأمريكيين والإسرائيليين مستاءون لصعوده إلى الجناح الغربي من البيت الأبيض، حيث يقولون إن الرجل على الأقل يتقبل معاداة السامية، بصفته محررا للموقع المحافظ (بريتبارت) وفي بعض رسائل حملة ترامب، بالإضافة إلى أن زوجة بانون السابقة اتهمته بأنه ذم اليهود خلال إجراءات دعوى حضانة أطفال عام 2007”. ويشير الكاتب إلى أن بيانا لرابطة مكافحة التشهير وصف بانون بأنه “معاد للقيم الأمريكية الأساسية”، في الوقت الذي اتهمت فيه قيادات يهودية أخرى حملة ترامب بأنها هاجمت “غلوبال سبيشال إنترست”، بما في ذلك حملة إعلانات أبرزت يهودا بارزين، مثل الممول جورج سوروس، ورئيسة الاحتياطي الاتحادي جانيت يلين، التي كانت لها إيحاءات واضحة بمعاداة السامية، لافتا إلى أن حملة ترامب وأصدقاء بانون يرفضون هذه التهم. وتلفت المجلة إلى أن لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية “إيباك”، التي تهتم بالسياسة الخارجية الأمريكية، التي قالت المصادر إن اهتمامها قد يكون منصبا على إبقاء تأثيرها في الإدارة القادمة، بخصوص سياسات الشرق الأوسط، رفضت الإدلاء برأيها في الموضوع، وقال المتحدث باسم “إيباك”، مارشال ويتمان: “إن سياسة (إيباك)، التي استمرت زمنا طويلا، هي عدم اتخاذ مواقف من التعيينات الرئاسية”، ولدى سؤاله حول التقارير التي تفيد بأن مسؤولين في “إيباك” كانوا غاضبين بسبب تعيين بانون، أجاب ويتمان: “إن أي إشارة أو إشاعة مغايرة لما ذكرت، سواء كانت خاصة أو عامة، فهي كاذبة تماما”. وينوه المقال إلى أن مجموعة يهودية بارزة رفضت شجب بانون، لكنها لم تدافع عنه، وذلك في بيان لـ”بوليتيكو” يوم الاثنين. وينقل كراولي عن مدير تحالف اليهود الجمهوريين مات بروكس، قوله: “لم ألتق بستيف بانون أو أتحدث معه، ونحن في تحالف اليهود الجمهوريين نتطلع إلى الحديث معه قريبا، والتعرف عليه، وسماع أجاباته على بعض الأسئلة التي برزت”، وأضاف بروكس أن التحالف تلقى “بسعادة غامرة” خبر تعيين رينس بريبس رئيسا لموظفي البيت الأبيض. وتابع بروكس قائلا: “عندما ننظر إلى جميع الأصوات التي تحيط بالرئيس المنتخب ترامب، من رينس، إلى نائب الرئيس المنتخب (مايك) بنس وابنته إيفانكا وصهره جارد (كوشنر)، إلى نيويت غنغريتش، ورودي جولياني، أعتقد أنه من الواضح أن الرئيس المنتخب ترامب أحاط نفسه بهذه النوعية من الناس التي يحتاجها لينجح، وسيكون صديقا وحليفا لليهود في أمريكا وفي العالم”. وتنوه المجلة إلى أن كوشنر يهودي، وابنة ترامب إيفانكا تحولت إلى اليهودية عندما تزوجت من كوشنر، بالإضافة إلى أن غنغريتش وجولياني كانا صديقين حميمين لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المحافظة. ويورد المقال ما كتبه ديفيد غولدمان، كاتب العمود المحافظ وصديق بانون، على “فيسبوك” يوم الاثنين، قائلا: “ستيف (بانون) مؤيد متحمس لإسرائيل، ومن المثير للسخرية تماما أن يشار إلى أنه معاد للسامية”. وأضاف غولدمان أن “انتخاب ترامب من أفضل الأشياء التي حصلت لإسرائيل منذ عدة أعوام، فهو يلغي احتمال الطعن الدبلوماسي من الخلف في مجلس الأمن، ويبعث بتحذير قوي لإيران، التي تشكل التهديد الوجودي الوحيد للدولة اليهودية، وقد تم تعزيز أمن اليهود في أرضهم بشكل كبير من خلال الانتخابات يوم 8 تشرين الثاني/ نوفمبر، وعلى اليهود في كل مكان أن يشكروا الله لأن رئيس أقوى دولة في العالم صديق لإسرائيل، وله أحفاد يهود”. ويبين الكاتب أنه مع ذلك، فإن منتقدي بانون أشاروا إلى أمثلة مما أسموه معاداة السامية على موقع “بريتبارت”، عندما كان بانون محررا للموقع، بما في ذلك عنوان وصف محرر “ويكلي ستاندارد”، وليام كريستول بأنه “يهودي مارق”، ومقال يهاجم كاتبة العمود في صحيفة “واشنطن بوست” آن أبلبوم، ويشير بشكل واضح إلى هويتها اليهودية. وتذهب المجلة إلى أن القلق في المجتمع اليهودي يتجاوز بانون، ليتضمن تزايدا في التعبيرات المعادية للسامية، وبالذات على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل “تويتر”، ممن يصفون أنفسهم بأنهم مؤيدون لترامب، مشيرة إلى أن حلفاء ترامب يقولون إن هناك عددا ضئيلا من مؤيديه ممن يحملون مثل هذه الآراء، لكن عددا من قيادات اليهود يقولون إن ترامب ومستشاريه فعلوا القليل لشجبهم. ويذكر المقال أن نتنياهو وسفيره في واشنطن، رون ديرمر، لم يقدما سوى الكلام الجميل حول ترامب منذ الانتخابات يوم الثلاثاء، وهنأ ديرمر ترامب في اليوم التالي للانتخابات، وقال على “تويتر” إن ترامب “صديق قوي للشعب اليهودي وللدولة اليهودية”. وبحسب كراولي، فإن الكثير من اليهود الديمقراطيين والليبراليين في إسرائيل يتحدون هذه الرأي، حيث قال عنوان بارز في موقع صحيفة “هآرتس”: “بالنسبة لليهود الأمريكيين، فإن تعيين بانون هو المادة التي تصنع منها كوابيس اليهود”، كما رفض المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية الإدلاء بتصريح حول هذا الموضوع. وتقول المجلة إنه “لا يعتقد أن نتنياهو كان له تفضيل قوي في انتخابات الأسبوع الماضي، ففي الوقت الذي صورت فيه هيلاري كلينتون نفسها مؤيدة قوية لإسرائيل، إلا أنها عملت أربع سنوات مع إدارة أوباما، التي لم تكن على علاقة جيدة بإسرائيل، وسعت إلى تحقيق سياسات يعارضها نتنياهو، مثل الاتفاقية النووية مع إيران”. ويستدرك المقال بأنه رغم أن ترامب صرح بعض التصريحات حول إسرائيل خلال الانتخابات الأولية الجمهورية، التي أثارت حفيظة حكومة نتنياهو، إلا أنه تبنى خلال الأشهر الأخيرة الخط المحافظ الجمهوري للدعم الكامل لإسرائيل ضد أعدائها الإقليميين، مثل إيران وفي العملية السلمية “النائمة” مع الفلسطينيين، مشيرا إلى أن هذا قد يقود حكومة إسرائيل ومؤيديها في واشنطن إلى التزام الصمت، بحسب ما قالت بعض المصادر. وتختم “بوليتيكو” مقالها بالإشارة إلى قول السفير الأمريكي في إسرائيل خلال ولاية جورج بوش الأولى، دانيال كورتزر: “سينظر الإسرائيليون إلى سياسات ترامب من منظور واقعي.. ولذلك ما لم يؤثر بانون في السياسات الخارجية، بطريقة تؤثر سلبا في مصالح إسرائيل، فإن إسرائيل قد تغض الطرف عن القضايا الداخلية”.