20 مليون طفل بحاجة لمساعدات في سوريا والعراق واليمن.. والأسد قتل أكثر من 20 ألف منهم

20 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
7 minutes

قالت مسؤولة أممية، اليوم الأحد، إن أكثر من 20 مليون طفل بحاجة ماسة لمساعدات إنسانية في سوريا والعراق واليمن، نتيجة الحروب التي تشهدها البلدان الثلاثة، فيما ذكر تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن نظام بشار الأسد قتل أكثر من 20 ألف طفل منذ العام 2011.

وجاء ذلك على لسان جولييت توما، المتحدثة الإقليمية للشرق الأوسط في صندوق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، في تصريح خاص للأناضول، بمناسبة “اليوم العالمي لحقوق الطفل”، الذي يصادف 20 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام.

وأعربت توما عن قلق اليونيسيف إزاء مصير أكثر من 100 ألف طفل في حلب الشرقية (شمالي سوريا) بحاجة لمساعدات إنسانية. ولفتت إلى أن الأطفال في حلب يتعرضون لقصف عنيف وحصار خانق، ويكبرون في أجواء مليئة بالعنف.

وشددت على أنه “لا يمكن تعليق المساعدات الإنسانية مهما كانت الأسباب، لذا ينبغي تمكين المنظمات الخيرية من الوصول غير المشروط للمحتاجين من الأطفال”.

وحول الجهود التي بذلتها الحكومة التركية، قالت المسؤولة الأممية: “نحن ممتنون للأنقرة لما بذلته من جهود ومساعدات إنسانية للأطفال اللاجئين في البلاد، والتعاون الكامل مع المنظمة الدولية خلال السنوات الأخيرة”. ولم تُفصّل المسؤولة الأممية  أعداد الأطفال في كل دولة على حدة‎.

أطفال سوريا

في السياق ذاته، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمناسبة يوم الطفل العالمي تقريرها السنوي الخاص بتوثيق الانتهاكات المرتكبة بحق الأطفال من قبل الجهات الفاعلة في سوريا بعنوان “البراءة الدامية”.

وبحسب التقرير فقد تعرَّض الأطفال في سوريا منذ مارس/ آذار 2011 وحتى اليوم إلى مختلف أنواع الانتهاكات، حيث قُصفت مدارسهم بشكل منهجي من قبل النظام وحلفائه، وهذا يُشير إلى تعمد استهداف أجيال مستقبل سوريا، انتقاماً من المناطق التي طالبت بتغيير النظام.

وقال التقرير: “يتربع النظام وحلفاؤه (الميليشيات الأجنبية والقوات الروسية) على رأس الهرم بنسبة تُقارب 94% من مجمل الانتهاكات، فيما تحتلُّ بقية الأطراف، كقوات الإدارة الذاتية (بشكل رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي فرع حزب العمال الكردستاني، والتنظيمات المتشددة (تنظيم داعش)، وجبهة فتح الشام)، وفصائل المعارضة المسلحة، وقوات التحالف الدولي، نسبة الـ 6% المتبقية وبنسب متفاوتة”.

ووثَّق التقرير استشهاد 20676  طفلاً من قبل قوات النظام منذ آذار/ 2011، بينهم 714 طفلاً قتل برصاص قناص، وما لايقل عن 160 طفلاً بسبب التعذيب، كما سجل التقرير ما لايقل عن 276 طفلاً قضى نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات النظام.

وأشار التقرير إلى أن عدد المعتقلين من الأطفال ما لا يقل عن 11044 طفلاً، في حين مازال ما لا يقل عن 2819 منهم قيد الاعتقال حتى اللحظة.

وقدَّر التقرير عدد الأطفال الذين قتلهم “تنظيم الدولة” بـ 438 طفلاً، أما عدد المعتقلين لدى التنظيم فقد بلغ ما لايقل عن 217 طفلاً، بينما قتل تنظيم جبهة “فتح الشام” 51 طفلاً، واعتقل ما لايقل عن 24 آخرين.

وسجل التقرير قيام فصائل المعارضة المسلحة بقتل 862 طفلاً، واعتقال 289، كما استخدمت الأطفال في بعض الفعاليات العسكرية.

وأكد التقرير أن الأطفال في سوريا قد تعرضوا إلى تداعيات تراكمية نتجت عن عمليات القصف والتدمير اليومية، التي تسببت في تضرر قرابة 3871 مركزاً تعليمياً بين مدرسة ورياض أطفال؛ ما أدى إلى خروج ما يزيد عن 2.5 مليون طفل داخل سوريا من العملية التعليمية.

واستعرض التقرير انتهاكات قوات “الإدارة الذاتية الكردية” في المناطق التي تُسيطر عليها كالقتل خارج نطاق القانون والتجنيد الإجباري؛ حيث قتلت قوات الإدارة الذاتية بحسب التقرير 79 طفلاً، واعتقلت ما لا يقل عن 321 طفلاً.

ووفق التقرير فقد قتلت قوات التحالف الدولي 249 طفلاً منذ بدء هجماتها في 23/ أيلول/ 2014، كما استهدفت هجماتها 4 مدارس، بينما قتلت القوات الروسية 992 طفلاً منذ 30/ أيلول/ 2015 وتسببت هجماتها في تَضرُّر ما لايقل عن 84 مدرسة منهم 5 مدارس تعرضت للاستهداف أكثر من مرة.

وأشار التقرير إلى أن قوات النظام والميليشيات الموالية لها ارتكبت أفعالاً تُشكِّل جرائم ضد الإنسانية بحق أطفال سوريا، عبر القتل المنهجي الواسع، وعبر عمليات التعذيب والعنف الجنسي، مُنتهكة بشكل صارخ المادة السابعة من ميثاق روما الأساسي، كما مارست أفعالاً أخرى ترقى إلى جرائم حرب عبر عمليات التجنيد الإجباري والتجويع والحصار الجماعي للأهالي بمن فيهم من نساء وأطفال، وهذا يُشكل خرقاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

كما أكد أن معظم قصف القوات الروسية تركز على مناطق ومراكز آهلة بالسكان وتسبب في مقتل عشرات الأطفال السوريين، جميع تلك الهجمات العشوائية ترقى إلى جرائم حرب.

وذكر التقرير أن قوات الإدارة الذاتية مارست أفعالاً ترقى إلى جرائم حرب عبر عمليات القصف العشوائي الذي تسبب في مقتل العديد من الأطفال، وعبر عمليات التجنيد الإجباري.

ووفق التقرير فقد “جنَّدت التنظيمات الإسلامية المتشددة مئات الأطفال دون سن الـ 15″،  كما مارست عمليات تعذيب بحق أطفال معتقلين داخل مراكز الاحتجاز التابعة لها، وقتلت عمليات القصف العشوائي التي قامت بها العديد من الأطفال، ويُشكل ذلك جرائم حرب.

وأكَّد التقرير قيام فصائل مختلفة تابعة للمعارضة المسلحة بعمليات تجنيد لعشرات من الأطفال، كما تسبب القصف العشوائي الذي قامت به بعض الفصائل بمقتل عدد من الأطفال، يُشكل كل ذلك جرائم حرب.

وأوضح التقرير أن بعض هجمات قوات التحالف الدولي العشوائية تسببت بمقتل عدد من الأطفال السوريين، حيث يشكل القصف العشوائي عديم التمييز جريمة حرب.

وشدَّد التقرير على ضرورة ضمان قدرة اللاجئين القادمين من سوريا على طلب اللجوء، واحترام حقوقهم، ومن ضمنها حظر الإعادة القسرية، ويجب على دول الاتحاد الأوروبي وغيرها أن تُخفِّف الوطأة عن دول الجوار، وأن تستقبل مزيداً من اللاجئين السوريين، وطالب الدول المانحة بزيادة مساعداتها للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ولمنظمات المجتمعات المحلية في دول اللجوء.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]