النظام يبتز سكان اللاذقية: الأمان مقابل تجنيد مقاتلين


20qpt950

المصدر:سليم العمر-القدس العربي

مات ابو شكيب احد اكبر أذرع النظام في اللاذقية لكن المفاجأة أنه مات في حلب خلال المعارك الأخيرة ضد جيش الفتح وفق ما نشرته وسائل التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ولم يكن وحيداً بل مات برفقة شبان آخرين من اللاذقية كالشاب عمر حجازي البالغ من العمر 28، وحظي الأخير بلقب «الملازم شرف» تكريماً له من قبل النظام السوري على أدائه «الواجب الوطني»، حسبما نشرت صفحة خاصة لوفيات مدينة اللاذقية على «فيسبوك».
والدة عمر من اللاذقية تقول «أتعبتنا الحرب نريد ان تنتهي مات أولادنا فيها لم نعد نستطع التحمل، مات ولدي ولم ير ابنه بعد». شاب من عائلة النجار احدى العائلات السنّية من اللاذقية كان في مدينة يايلاداغ التركية القريبة من كسب وجدت جثته في قرية الكبانة إلى جانب ميليشيا صقور الصحراء حسبما اكده المحامي رحال الذي يعرفه عن كثب ويعرف عائلته حيث يتواجد المحامي في مدينة يايلاداغ التركية.
يرى ابناء اللاذقية المعارضون للأسد أن الأوضاع في صفوف المعارضة وظروف اللجوء السيئة تمنع عشرات الشبان ممن اصبحوا في سن «الخدمة الالزامية» من الهرب إلى الخارج، واغلاق أوروبا لحدودها امام موجات النزوح كان عاملاً إضافياً لعدم خروج هؤلاء الشبان لتتلقفهم أجهزة الأمن السورية وتزجهم في الحرب.
ويقول شاب من اللاذقية يدعى أحمد «سجنت مرتين بتهمة التظاهر، لي ابناء عم مثلي استطاعوا في الاعوام الماضية الفرار إلى اوروبا، تأخرت باللحاق بهم،
وقد اغلقت تركيا ابوابها لم يبق لنا أي خيار»، وأحمد هو احد الشبان الصغار ينتظر ان يحصل على دفتر خدمته العسكرية قريباً ليلتحق حسبما يقول بصفوف الجيش النظامي.
ويستمر الأسد باصدار مراسيم العفو لمن يحمل السلاح «ضد الدولة» ونجح في اقناع المحاصرين كما حصل في مدن عدة كانت محاصرة في ريف دمشق، لكنه فشل في اقناع آخرين خصوصاً في الشمال السوري كحلب وغيرها، حيث تتواجد المعارضة التي تخيف عناصر النظام وعلى رأسها «فتح الشام» وتنظيم «الدولة» الإسلامية، حسبما يؤكده ناشطون معارضون. وينطبق الامر ذاته على باقي المدن التي تقع تحت سيطرة النظام بدءاً من العاصمة دمشق مروراً بحمص وصولاً إلى اللاذقية.
تاجر السيارت خالد الذي زار تركيا أخيراً ثم عاد إلى سورية يعتبر ما يقوم به النظام هو ضريبة، فالأمان الذي تنعم به العائلات في مدن النظام لا بد من مقابل تدفعه له، وتدفعه هذه العائلات من خلال دم الشبان الذين يجبرهم النظام على حمل السلاح ويطلق عليهم ألقاب تحية عرفاناً لهم بعد موتهم.
وباتت اللوحات الإعلانية امام المشافي في مدن اللاذقية وطرطوس تعج بعشرات الاسماء التي تضاف بشكل شبه يومي لقتلى النظام من ابناء الطائفتين العلوية والسنّية خصوصاً في مدن الساحل كاللاذقية وطرطوس وجبلة وبانياس، يعتبرها خالد احدى صور «اللحمة الوطنية» التي تغنى بها نظام الاسد طيلة السنوات الماضية.





المصدر