رسالة من جيش أبو براميل لأهالي حلب المحاصرة
22 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
أهلنا الأعزاء في حلب: كم نحن بشوقٍ إليكم، ستّ سنوات فرَّقت بيننا، حين قام الإرهابيون بسحقنا ودخول حلب، وتمزيق صور القائد، وطرد رجالنا الذين كانوا يحاربون المندسين، ويعتقلونهم من المظاهرات.
أهلنا في حلب: نحن من يقصفكم بالبراميل والصواريخ نعم، لكن كي تشعروا بمدى محبتنا لكم، وشوقنا للقائكم، ونحن مَن دمَّر بيوتَكم ومساجدَكم، وقصف مشافيكم، لكننا فعلنا ذلك من أجل مصلحتكم، وهذا أقل الواجب المأمول من جيشٍ خائنٍ مثلنا تجاهكم.
أهلنا الأعزاء في حلب: لو تعلمون كم عانينا وقدَّمنا آلافًا من جنودنا البواسل حتى أطبقنا الحصار عليكم، لا بل استعنَّا بآلافٍ من رفاقنا الذين يريدون تحرير القدس، من حزب الشيطان، والحرس الثوري والجبناء ولواء خونة القدس وغيرهم كثير، حتى نجحنا في هذه المهمة النبيلة، فكما تعلمون طريق القدس يمرُّ من مدينتكم، وقد ساعدَنا أصدقاؤنا في حصاركم كي يكملوا طريقهم للقدس، فاشكروهم.
أهلنا في حلب: ندرك أن أطفالكم بحاجة للتنزه واللعب وشم روائح الأزهار، لذا فقد حرصنا على رمي براميل “الكلور” عليهم، هدية متواضعة منا، كتعبير عن قذارتنا وحقدنا تجاههم.
أهلنا الأعزاء في حلب: حاول الإرهابيون كسر الحصار عنكم، فقاومناهم بكل بسالة، ومنعناهم من إدخال أي طعام أو دواء لكم، لأنهم يريدون الإضرار بكم، ونحن نريد لكم السلامة، نعم.. لقد حاولوا مرارًا وقتلوا منا الآلاف، لكننا كنا مصممين على منعهم من كسر الحصار عنكم، كي لا يبعدوكم عنا، ونخسر محبتكم، وقد كادوا ينجحون لولا أسراب طيران عمنا المفدى “بوتين”، التي لم تفارقنا ساعة من ليل أو نهار.
لا تتصوروا مدى فرحنا والطائرات الروسية تقصفكم، بلا شك تسمعون أصوات الرصاص عندنا يزغرد بالابتهاج، وهتافنا بحياة القائد المفدى “بوتين”، كلما شاهدنا الطائرات تقصفكم، وهذا من حقكم علينا، وإلا فكيف ربحنا وسام الخِسّة والنذالة على مستوى العالم؟!
أهلنا في حلب: نعلم مدى حاجتكم للمشافي، في ظل القصف والحصار، لذا فقد قصفناها لكم ودمّرناها، ولم نوفّر حتى مشافي الأطفال، ولا “حواضن الخدّج”، لأننا كما تعلمون لا يمكن أن يفوتنا فعل فيه خسّة ونذالة وإجرام ولا نقوم به.
أهلنا الأعزاء في حلب: “الإرهابيون” يريدون منكم أن تبقوا في بيوتكم ومدينتكم، ونحن نريد لكم أن تخرجوا منها فهي لا تليق بكم، اتركوها لأصدقائنا الإيرانيين فهم أولى بها، وتعالوا جربوا لذة النزوح، وترك البيت والأثاث، والمسكن.
تعالوا إلينا، فقد جهزنا لكل خمس عائلات منكم خيمة ممزقة، بدل المنازل التي دمرناها لكم، وسنمنح كل عائلة أثاثًا جديدًا سرقناه من مساكن حلب الجديدة، ومشروع الـ3000 والـ1070 شقة من أجلكم.
ومَن قَتَلنا له أبًا أو ابنًا أو أخًا، فسنسجل اسمه في سجل عوائل الإرهاب، كي نضمن له حقوق أبنائه وأحفاده، ونحرمهم من الوظائف مستقبلًا.
أهلنا في حلب: لا تظنوا أننا سنعتقلكم -كما يروج الإرهابيون- فالحقيقة أنه لا مكان عندنا للاعتقال، فالسجون ممتلئة، وعليكم أن تحجزوا دورًا ريثما يتم تصفية من سبقكم، وأدخلناه السجن قبلكم.
أهلنا الأعزاء في حلب: ننتظر أبناءكم للالتحاق معنا بالجبهات ضد “الإرهابيين”، فقد تكلفنا الكثير من شبابنا حتى تمكنا من حصاركم، ونحتاج لتعويض النقص الشديد، ولا تخافوا عليهم، إذا قُتلوا سنمنحكم “ساعة حائط” وقد تحصلون معها على “علبة متة”، إذا كان حظكم جيدًا ولم تنفد الكمية، لأن ضباطنا في العادة يسرقونها.
أهلنا في حلب: نرجوكم، نرجوكم، لا تتأخروا علينا، نكاد نفنى عن آخرنا، كلما تأخرتم، وقام الإرهابيون بالهجوم علينا لكسر الحصار عنكم، نرجوكم لماذا تكرهوننا؟ لماذا تفضّلون الموت على رؤية وجوهنا؟ هل نحن قبيحون إلى هذه الدرجة؟ هل الموت عندكم أفضل من رؤية مناظرنا المقرفة؟ ومصافحة أيدينا الملوثة بالدماء؟
أهلنا الأعزاء في حلب: لا تتعبوا أنفسكم في التفكير بماذا ستقولون لنا، فقد أعددنا لكم كل ما ستقولون، وجهزنا لكم الكاميرات، ولم يبق إلا أن تقرؤوا ما قد كتبناه لكم، ونظنكم تعرفونه: “الإرهابيون دمرونا، الإرهابيون حاصرونا، الإرهابيون قصفونا، أما أنتم يا جيشنا فطائراتكم أسعدتنا، بعثت فينا الأمل، حصاركم أنعشنا، قصفكم أيقظ فينا المحبة للوطن، ولذيل كلب الوطن”.
وأخيرًا: نعدكم أن نظل كما عهدتمونا، مثالًا للخيانة والنذالة والإجرام بحقكم، ولن تثنينا أي محاولات لإحياء الإنسانية فينا أو الدين والضمير، سنظل “حرامية” الديار، وخونة الشعب، وجنود الخائن المجرم.
التوقيع
جيش أبو براميل
أبو شحاطة (سابقًا)