لائحة واشنطن: إلى الدونكيشوت الأمريكي .. إن كل جندي قاتل


ناصر علي – ميكروسيريا

ما خلصت له سامنثا باور مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن، يبعث على الحزن على مجتمع دولي لم يستطع خلال خمس سنوات من المذبحة أن يوقف شلال الدم، وأن يوقف القتلة الذين يتلقون الدعم من دول عظمى وإقليمية ليستمروا في جز الأعناق تحت مسميات القضاء على الإرهاب، ومحاربة التطرف.

خمس سنوات من القتل خرجت فيها سامنثا باوز في مجلس الأمن لتعرض ما قالت إنها تقارير موثقة تؤكد جرائم حرب بحق المدنيين السوريين بأشكال عدة من قبل مسؤولين عسكريين سوريين.

من بين الأسماء التي ذكرتها باور: اللواء أديب سلامة، والعميد جودت مواس، واللواء طاهر خليل، واللواء جميل حسن واللواء رفيق شحادة، العقيد سهيل الحسن، واللواء فجر محمود، والعميد حافظ مخلوف، واللواء عدنان حلوة.

باور قالت في معرض حديثها إن الولايات المتحدة لن تدع من تولوا قيادة وحدات ضالعة في هذه الأعمال يختبئون خلف واجهة نظام بشار الأسد، ويجب أن يعلموا بأن انتهاكاتهم موثقة، وأن الولايات المتحدة ستحاسب الوحدات المسؤولة عن قتل المدنيين.

بعد خمس سنوات من الدم المسفوح تخرج قائمة الموت الأمريكي لتجرّم مجموعة من المجرمين فقط فيما لا تزال الجريمة مستمرة، والقتلة يتكاثرون، وقائمة الدم ليست مقتصرة على مجموعة الرتب التي تصدر أوامر القتل فقط، ففي كل شارع وقرية ومدينة ثمة جرائم أبعد من قتل البشر وتشريدهم وتجويعهم… فالنظام بميلشياته الدموية الطائفية عمد إلى الذبح على الهوية المذهبية والاغتصاب والابتزاز والسرقة.

لا تدرك الولايات المتحدة حجم الجريمة في سورية… فخارج أسماء القادة الأمنيين هناك قادة الجيش الذين نفذوا المذابح في داريا والمعضمية، والمجزرة الكبرى في حي جديدة الفضل الذي قتل فيه ما يفوق 1000 مواطن ذبحاً بالسكاكين من قبل شبيحة صحنايا وجبل الشيخ، وبقذائف مدفعية الفوج 100 والفرقة العاشرة.

هل تدرك الولايات المتحدة أنه في ريف دمشق وحدها تم تصفية المئات في عدة مناطق وتم احراق الجثث في مكبات النفايات في قرى جبل الشيخ، وأمام أعين المخاتير ورؤساء البلديات، دون أن يفتح فمه أحد، وأن حرق الجثث يتم بشكل دوري، وتنقل الجثث ببرادات مؤسسة التسويق التي يدعي النظام أن وظيفتها التدخل الإيجابي في السوق المحلية.

هل تذكر تقارير (باور) أسماء المجرمين من الدفاع المدني الطائفي الذين ألقوا بالجثث المقطعة على أوتوستراد المعضمية – دمشق، تحت أغين وحراسة حواجز الفرقة الرابعة.

هل تذكر تقارير سامنثا باور”التعفيش” تحت عنوان المداهمات لبيوت المسلحين وذويهم، وكيف كانت تغتصب النساء وتسرق الأموال والمصوغات الذهبية، وإطلاق النار على الرجال، ومن ثم حرق البيوت؟.

هل تذكر تقارير باور كم من الشباب الذين اقتيدوا إلى الخدمة الإلزامية فقط لأنهم من طائفة معينة ووضعوا على الجبهات ليموتوا بعد سحبهم بأيام؟.

في كل حاجز قاتل، في كل دورية وفرع ونقطة تفتيش…,ومركز شرطة، وقصر عدل، ومؤسسة حكومية للماء والكهرباء قتلة من الموظفين الذين تحولوا إلى شبيحة بعد دوامهم مهمتهم القتل والسرقة، ومكافأتهم التدخل في المصالحات في نفس الوقت الذي يمارسون فيه الخطف وتبادل الضحايا.

قائمة باور للتخفيف من وقع الجريمة هي لا تتضمن سوى الرؤوس الكبيرة، ولكن كل الرؤوس التي اندفعت لذبح السوريين وتهجيرهم وطردهم خارج بيوتهم ووطنهم، يجب أن تدخل في قفص الاتهام…كل جندي لم يرفع السلاح في وجه القاتل…قاتل.