يوميات السفارة الروسية بدمشق .. طبخ وسباحة و”عين حمراء” على جوبر


عماد أبو سعيد – ميكروسيريا

سجل السفير الروسي في دمشق “ألكسندر كينشاك” ما يُشبه الانطباعات  عن ما باتت عليه الحال في مبنى السفارة الروسية .

“السفير كينشاك” أراد من خلال حديثه، الذي نقلته وكالة “تاس” إدانة من وصفهم بـ “الارهابيين”، الذين اعتادوا قصف مبنى السفارة بقذائف الهاون، وأخرها من عيار 120 ملم، سقطت على بعد أمتار من السياج المحيط بالسفارة بالتزامن مع زيارة دميتري روغوزين، نائب رئيس الوزراء الروسي، إلى دمشق، الثلاثاء 22 نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك بعد يوم من سقوط 4 قذائف في محيط السفارة يوم الاثنين، بحسب ما ذكره سعادة السفير.

لكن اللافت في تصريح الرجل، هو تركيزه على حي جوبر الذي يبعد قرابة كيلو متر ونصف، بوصفه نقطة انطلاق القذائف حيث قال: “الوضع صعب فعلاً، إننا نعمل على خط الجبهة تقريباً”، مشيراً إلى أن “الإرهابيين” على حد تعبيره، يسيطرون على جوبر منذ 4 سنوات، ولذلك تبقى السفارة الروسية في دائرة النيران دائماً.

هكذا، أصبح حي جوبر المحاصر، يُشكل تهديداً مباشراً لأرواح “الدبلوماسيين” الروس، ما يعطي القبضاي بوتين الذريعة لقصف الحي وهدمه على رؤوس ساكنيه أسوة بما يفعله في أحياء حلب الشرقية، وإدلب وغيرها .. الأمر الذي يُثير التساؤل عن توقيت حديث السفيرالروسي وهدفه، خصوصاً أن موسكو تسابق الزمن لفرض أمر واقع على الأرض، قبل تولي إدارة ترامب مسؤولياتها.

لكن من المسلي حقاً معرفة الوضع الذي باتت عليه أكبر سفارة في دمشق ورثها بوتين عن الرفاق السوفييت، إذ فرضت الحرب وفق “تاس” قواعدها على السفارة، التي باتت تحيطها اليوم كتل اسمنتية كبيرة، فيما تم تقسيم “حرم “السفارة إلى ممرات ضيقة بواسطة براميل وأكياس مملوءة بالرمل، بينما غطت ألواح معدنية نوافذ المبنى.

كما تم تشديد حراسة السفارة. وتحولت المدرسة القريبة من المبنى إلى مقر لفصيلة من قوات النخبة تتولى حراسة السفارة على مدار الساعة.

وبحسب كينشاك: لم يبق في السفارة اليوم إلا الدبلوماسيين الأكثر صموداً، الذين كرسوا حياتهم كلها لعملهم. لكن عشرات الدبلوماسيين الذين بقوا في السفارة، يعملون بنجاح على الدفاع عن مصالح بلادهم ليس في سوريا فحسب، بل في العالم برمته” وفق السفير الذي يبدو أنه ملتزم تماماً “بالبروباغندا” الروسية، التي باتت تضاهي أفلام هوليود حول أفغانستان، لكن على اسقاطات سورية.

وينطبق ذلك على حرص القيادة الروسية على توفير الرفاهية لمقاتليها من دبلوماسيين وجنود، وهؤلاء حظوا بأوقات ترفيه في قواعدهم، حيث تم جلب فاتنات روسيات لتسلية هؤلاء المرابطين على الثغور الروسية في سوريا.

يقول السفير: أن وزارة الخارجية الروسية تعمل كل شيء من أجل تشجيع دبلوماسييها في سوريا. وعلى سبيل المثال، تم استدعاء طباخ خاص من روسيا، يحاول تلطيف أوقات الفراغ للدبلوماسيين الذين عاد أفراد عوائلهم إلى الوطن، عن طريق إعداد أطباق لذيذة.

كما مازال حوض السباحة مفتوحاً، لكن الدبلوماسيين اضطروا لبناء سقف فوقه وتغطية جدرانه بالألواح المعدنية. ويمزح الدبلوماسيون الروس قائلين أنه بفضل هذه الخطوة، أصبح الحوض الذي كانوا في السابق يسبحون فيه في أشهر الصيف فقط، مفتوحاً طوال السنة.