إيقاف العمل ببطاقات المساعدات في الريحانية بعد جدل واتهامات


أوقفت منظمة “دعم الحياة” توزيع بطاقات المساعدات للاجئين السوريين في مدينة الريحانية، بعد أن قامت بالتوزيع بداية الشهر الجاري، وذلك نظرًا لعدة مشكلات واجهت حاملي هذه البطاقات بالدرجة الأولى.

وأكد أحد موظفي المنظمة لصدى الشام، طلب عدم ذكر اسمه، أنه “تم توزيع بطاقات المساعدات على السوريين في أنطاكيا، ومن ثم تم نقل التجربة إلى الريحانية”، لافتًا إلى أن قيمة البطاقة بلغت 65 ليرة تركية للشخص الواحد تُصرف على ثلاثة أشهر، وتُخول البطاقة حاملها شراء مواد غذائية أو ثياب بالقيمة المحددة”.

وأوضح المصدر أنه جرى توزيع البطاقات على 2500 عائلة في الريحانية، وتم تحديد ثلاثة محال للاستفادة من البطاقة أو لاستبدال قيمتها، الأول محل “ريمار” للمواد الغذائية، والثاني محل “رودي” للملابس، أما الثالث فكان محلًا تجاريًا في أنطاكيا.

لكن تخصيص الشراء بمحلين فقط أدى الى الكثير من المشاكل بحسب ما ذكرت “منى سلمان” وهي إحدى النساء اللواتي حصلن على تلك البطاقات، وأضافت أن عدد المستفيدين الكبير أدى إلى سوء معاملة موظفي مركز “ريمار” مع اللاجئين السوريين، خاصة مع زيادة الازدحام في المحل، لاسيما أن المنظمة حددت 15 يومًا فقط لاستبدال قيمة البطاقات، وهو ما أدى إلى تدفق الناس وحدوث حالات عراك.

وتابعت سلمان “أما محل رودي الذي يبيع الملابس فقد بدأ يعرض البضاعة الكاسدة لديه، وراح يجبر الناس على شرائها بأسعار عالية، حتى وصل سعر القطعة التي كانت بـ10 ليرات الى 100 ليرة أحيانًا، في عملية استغلال واضحة”، وأردفت “وصل الخبر إلى المنظمة فأوقفوا المحل عن استبدال القسائم، وأوقفوا توزيع البطاقات، ولا نعرف إلى متى”.

من جانبه ذكر المصدر بمنظمة ” دعم الحياة” لصدى الشام أن “هناك إمكانية لتفعيل صرف البطاقات في الـ28 من الشهر الجاري، ولكن ليس هناك أي تأكيدات بهذا الخصوص، وما زال الأمر قيد المراقبة والانتظار”.

وكان عدد من اللاجئين السوريين اعترضوا على طريقة التوزيع واصفين إياها بالعشوائية، وأنها كانت دون مسح حقيقي لحاجاتهم، فقد وُزعت البطاقات في أحياء محددة من مدينة الريحانية دون النظر إلى الأحياء الأخرى.

هذا الأمر برّره المصدر بالقول إن التوزيع كان في أحياء ذات بناء قديم أو إيجاراتها منخفضة، ما دفع لاعتبار قاطني تلك الأحياء من الطبقة الفقيرة.

وذلك ما جعل أحد سكان الأحياء الأخرى “محمد. ع” يحتج لافتًا إلى أن “أغلبية السوريين يبحثون عن بيوت أجارها رخيص، ولم يستطيعوا الحصول عليها بسبب الازدحام السكاني في مدينة الريحانية، واعتبر أن التوزيع على أساس الأحياء هو “عقاب” لأشخاص لا ذنب لهم في أنهم لم يسكنوا في تلك الأحياء، متهمًا مكتب العلاقات التركية السورية باختيار تلك الأحياء واستبعاد الباقي.

في المقابل نفى “بكر العبد الله” أحد موظفي مكتب العلاقات السوري التركي ما أشيع مؤخرًا عن دور مكتب العلاقات في توزيع بطاقات المساعدات أو تحديد المناطق، وأضاف:”حاولنا كمكتب التواصل مع موظفي المنظمة للحصول على معلومات حول آلية توزيع البطاقات، لكنهم رفضوا إطلاعنا على الأمر أو إعطاءنا أية معلومات”.



صدى الشام