(البيرين) بديل السوريين الجديد لينعموا ببعض الدفء


asc23as-1

خالد عبد الرحمن: المصدر

أصبح تأمين مستلزمات التدفئة للشتاء ضرورة حتمية، إلا أن الشتاء هذا العام يحمل قسوة أشد من سابقاته، تلخصت في تضاعف أسعار حطب التدفئة والمحروقات التي يعتمد عليها معظم أهالي الشمال في التدفئة، مما اضطر الأهالي لاستبدال تلك المدافئ المعتمدة على المازوت والحطب بموارد طاقة بديلة أرخص نسبياً، ومنها البيرين كما يطلق عليها في إدلب، لعله يؤمن لهم احتياجاتهم من تدفئة وطهي بآن واحد، وبسعر يتناسب مع معيشتهم الحالية.

وقال “محمود السوادي” مالك منشأة لتصنيع البيرين لـ “المصدر” إن البيرين ينتج من مخلفات عصر الزيتون في المعاصر المنتشرة في المحافظات السورية وخاصة إدلب، نظراً للانتشار الواسع لمساحات أشجار الزيتون والمعاصر المنتجة لها، وغدت محط اهتمام كبير عند العديد من الأهالي، بعد أن اقتصر استخدامها سابقاً على تدفئة المداجن الكبيرة.

وأضاف “السوادي” أنه يتم كبس تلك المخلفات على شكل أسطوانات أو مكعبات بمكابس خاصة، منوهاً إلى أن سعر الكيلو غرام الواحد من البيرين يتراوح بين 45 و50 ليرة، وبذلك توفر ثلاثة أضعاف عما يتم استهلاكه من مادة المازوت، وخاصة أنها تتميز بوفرة الدفء الذي تعطيه عند اشتعالها، والاقتصاد في استهلاكه يوميا.

“أبو المجد” نازح من ريف حماة، تمر عليه في هذه الأيام الذكرى الثالثة لنزوحه وانتقاله للعيش في ريف إدلب، قال لـ “المصدر” إنه اضطر في هذا العام لاستعمال البيرين للتدفئة كبديل للوقود والحطب، كون الحرارة الناتجة عن اشتعاله عالية وتحتاج فترة زمنية للاحتراق أطول من باقي أصناف الحطب، لاحتوائها على الزيت المتبقي من عملية العصر، ناهيك عن أن المادة لا ينتج عنها بقايا كتلك الناتجة عن عملية احتراق الحطب، ما يوفر قدراً كبيراً من النظافة طوال فترة فصل الشتاء.

وأضاف “أبو المجد” أنه استعمل مدافئ المازوت في السنوات السابقة، ولاحظ الفرق في التدفئة التي تعطيه إياه المدفئة كون منزله كبير وبحاجة لطاقة أكبر، بالإضافة إلى الانقطاعات المستمرة لمادة المازوت، وعدم توفره بشكل مستقر في الأسواق.

ويبدو أن فائدة الزيتون ليست بثماره وزيته فقط، بل حتى في تفله (عجوته)، فجميع الظروف التي حلت على السوريين منذ 2011، دفعتهم للبحث عن مصادر رخيصة الثمن وذات فعالية وجودة أكثر من التي سبقتها، ومن شأنها أن تؤمن لهم معيشتهم المتواضعة.





المصدر