الفيلق الخامس .. أم الحشد الشعبي السوري؟


ناصر علي – ميكروسيريا

يبدو الأمر غريباً للبعض المتابعين للشأن العسكري السوري، الذي تعددت فيه التسميات والألوان والرايات في ظل القيادة الحكيمة، والغرابة تأتي من إعلان تشكيل الفيلق الخامس من المتطوعيين وبرواتب جيدة قياساً لبقية الميليشيات السورية أولاً كالدفاع الوطني وصقور الصحراء وكتائب البعث…الخ… والتي لا تتجاوز رواتب العنصر فيها 25-40 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 25-35 دولاراً.

الفيلق ستكون رواتب عناصره حسب صفحة دمشق الآن الموالية ما بين 200-350 دولاراً أمريكياً أي بين 100 ألف ليرة و175 ألف وهذا أضعاف رواتب أقرانهم في بقية الميليشيات، وهنا تبدو الجهة غير سورية بالتأكيد.

في سؤال مصدر مطلع قال للغراب إن التسليح سيكون روسياً بينما سيكون التدريب والرواتب من حصة إيران…. وهنا يبدو أن الرؤية أصبحت واضحة لمن يريد.

النظام السوري يعلن بناء على نصيحة إيرانية تشكيل هذا الجسد، وضم بعض الفصائل الموجودة أيضاً على الأرض إليه، والسعي لتشكيل جسد عسكري جديد على أسس جديدة طائفية يتم فيها استقطاب الموظفين والشياب والمتقاعدين وتدريبهم في إيران أو في مناطق سورية لتشكيل ما يشبه الحشد الشعبي في العراق، واتباعه مباشرة “بالجيش السوري” كي لا يقع بالمشاكل القانونية واللغط حول أهدافه الطائفية، وبالتالي يكون جاهزاُ لإكمال مسيرة الجيوش الإيرانية التي تُشكل في البلدان العربية لتحقيق حلم الهلال الخصيب ومن ثم تهديد الخليج وتطويقه.

النظام السوري الذي بات مرتهناً لأوامر الإيرانيين، وبلا جيش فعلي ينفذ ما يملى عليه بعد أن باتت الميليشيات التابعة لإيران والموالية مطلقاً لأهدافها التوسعية، وترفع رايات الانتقام هي الأقوى على الساحة السورية.. وما القرار الأخير إلا إعلاناً من إيران للحشد الشعبي السوري الطائفي.