المجلس الثوري السوري… عملٌ جديدٌ على ساحة السياسة في سوريا


14680615_311321162584805_5096031169149110904_n

حمزة اليوسف: المصدر  

بعد ست سنوات من الثورة السورية لاتزال تشهد الساحة السياسية ولادة اجسام جديدة باء بعضها بالفشل في حين نجح البعض الآخر ومن هذه الاجسام التي تطرح نفسها في الأيام القليلة الماضية المجلس الثوري السوري التي يتميز بانتشاره في معظم المناطق المحررة من سوريا ويعلن اتخاذه من مبادئ الثورة وقيمها منهاجاً له.

وبحسب ما قال أسامة العمر، عضو الهيئة التأسيسية للمجلس فإن المجلس الثوري السوري هو إطار عام منفتح ومظلة جامعة لكل من تبقى من ثوار داخل وخارج سورية يتبنى الخطاب الثوري الجامع ويؤمن بأهداف ومبادئ الثورة السورية قولا وعملا وحق الشعب السوري في الحياة الكريمة وبناء الدولة السورية الحديثة التي تقوم على أسس الحرية والعدل والكرامة، ولا يتبع لأي جهة سياسية كانت أو عسكرية وهو عباءة جامعة لكل الثوار السوريين دون النظر لانتماءاتهم الحزبية او السياسية او المذهبية او القومية  ويرحب المجلس الثوري السوري بانضواء أية مؤسسة ثورية او حقوقية لتكون جزء لا يتجزأ منه في سبيل وحدة الهدف والكلمة وأن يكون المجلس المرجعية الأمينة لكل عمل أو جهد يبذل في تصحيح وتصويب  الحراك الثوري بغية تحقيق مطالب ومطامح شعبنا السوري البطل.

أما بالحديث عن أهداف المجلس فيمكن القول إن الهدف الاساسي الذي يسعى اليه المجلس هو وحدة القرار السياسي، العسكري، المدني، الثوري ووضع الخطط والبرامج التي من شأنها أن تخفف عن أهلنا ما هم فيه من تملل بسبب تأخر انتصار الثورة والوقوف بمسؤولية أمام آلامهم وتطلعاتهم بما يتناسب مع حجم التضحيات التي بذلها الشعب السوري في سبيل نيل حريته وكرامته واسقاط نظام الظلم والاستبداد، بحسب العمر.

وأوضح عضو الهيئة التأسيسية أن المجلس يقوم على تحديد استراتيجية لعمله السياسي تتمحور على تأطير العمل الثوري في سورية حسب الأسس والمبادئ التي رافقت انطلاق الثورة السورية في آذار عام 2011 بعيدا عن كل التعقيدات والمنعرجات التي أدت إلى انحراف الثورة عن مسارها كالتحولات السياسية التي تجلّت في تشكيلات سياسية معارضة في الخارج بدءا من المجلس الوطني وانتهاءً بالهيئة العليا للمفاوضات مرورا بالائتلاف الوطني السوري وافرازاتها كالحكومة السورية المؤقتة او هيئة الأركان المشتركة للجيش الحر وما الى هنالك.  أما عن خطة عمل المجلس الثوري السوري فهي تقوم على عدة أسس منها.

التواصل مع المجالس الثورية في المدن والبلدات والقرى بغية توحيد القرار الثوري والحفاظ على استقلاليته ليكون لسان حال السوريين الأحرار في آلامهم وآمالهم وتنظيم الخبرات والكفاءات الثورية ضمن مكاتب اختصاصية وإعادة الحراك الثوري إلى الواجهة

والتحضير لتشكيل جسم سياسي يمثل الحراك الثوري والعمل على تصحيح المسار والمراقبة والمتابعة لكل ما يخدم أو يسيء للثورة من خلال تسليط الضوء على جميع الفعاليات، التنسيق الكامل مع الفصائل العسكرية الثورية وتوحيد الخطاب الإعلامي الثوري والتنسيق مع التنظيمات السياسية الثورية والعمل على التكامل وتضافر الجهود والتنسيق الكامل مع منظمات المجتمع المدني وتوحيد الجهود الرامية إلى تعزيز السلم والأمن المجتمعي وأهمها دعم المؤسسات الثورية والحفاظ على استقلاليتها

وعن العضوية في المجلس يقول العمر إنها ليست حكراً على فئة معينة من الناس فباب العضوية في المجلس مفتوح أمام كل سوري يؤمن بأهداف ومبادئ الثورة السورية بغض النظر عن انتماءاته الفكرية والسياسية والمذهبة والعرقية، وهو مجلس لكل السوريين تحفظ فيه الحياة وتراعي وتصان فيه الحقوق.

ومن هنا يعتبر المجلس ان الشعب الثائر هو صاحب الحق الأصيل في تقرير مصيره وعليه يهدف المجلس الى تنظيم الصفوف القاعدية للثورة لتكون الأساس الصلب الذي يبني عليه المجلس الثوري دعائمه الأساسية للوصول الى اهدافه المنشودة في نيل الحرية والكرامة وازالة ظلام قوى الطغيان الأسدي التي عاثت في البلاد دمارً وتخريباً.

لأجل هذه الأسباب ولغيرها يتحتم على النخب الثائرة الحرة والمهتمة بالشأن العام أن تمارس العمل السياسي بحرفية عالية ، فتعمل على كسب الحلفاء وعزل الأعداء ، ووضع قضية الشعب السوري في صدارة الاهتمام الدولي ، فمن لم يكن فاعلاً في الحدث فسوف يكون منفعلاً به ، ومن لم يكن مؤثراً في الواقع فسوف يكون متأثراً فيه ، ومن تخلف عن خدمة أهدافه فقد وضع نفسه في خدمة أهداف غيره ، ومن لا حيلة له فحيلته الاختيار ما بين السيء والأسوأ ، ومن لا يمتلك برنامجاً فهو جزء من برامج الآخرين ، ومن غاب عن رعاية مصالحه فلا يعتب على من يرعون مصالحهم ، ولا يعفي نفسه من السياسة إلا من استراح عقله وطاشت حكمته.

ويبقى أمل الشعب السوري معقوداً على جسم سياسي ناجح يلبي مطلبه الأساسي في نيل الحرية المنشودة التي سعى من اجلها منذ ستة سنوات ولا يزال يقدم اغلى ما يملك من اجلها ،جسم سياسي يمثله بحقٍ في المحافل الدولية التي لطالما اغفلت عيونها عما يجري من مجازر يومية يقوم بها النظام السوري و من يسانده من قوى الظلم والظلام التي آزرت نظام القتل ودعمته بكل ما أتيح لها لقتل شعب طالب بحريته وأتت طامعة بخيراته.             





المصدر