‘«الواقع الافتراضي» في محاكمات مجرمي الحرب في أوشفيتز’

23 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
3 minutes

بدأت محاكمات نورمبرغ في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) 1945، لمحاكمة مجرمي الحرب من النازيين المتورطين في ارتكاب الهولوكوست. واليوم وبعد مرور 71 سنة، ما زال العمل سارياً في المكتب الجنائي في ولاية بافاريا في ميونيخ التي أصدرت نسخة واقع افتراضي لمعسكر أوشفيتز للمساعدة في سير إجراءات المحاكمات.

ويشرف على المشروع خبير التصوير الرقمي رالف بريكر الذي قال: «أمضينا 5 أيام في أوشفيتز نلتقط مسوحاً تصويرية بالليزر لمباني المعسكر، واستغرق المشروع 6 أشهر». وقتل مليون شخص، معظمهم يهود، في أوشفيتز في غرف الغاز حيث أُطلقت عليهم مبيدات السيانيد «زيكلون بي»، وأحرقت جثثهم في محارق في المعسكر.

وكان هدف المشروع، وفق موقع «بي بي سي»، رؤية نموذج للمعسكر على شاشة كومبيوتر، لكنه خضع لتطوير حتى يتناسب مع خوذات الواقع الافتراضي على نحو يتيح للمستخدم إمكان فحص المعسكر من كل الزوايا. فمع حلول نهاية الحرب، دمرت وحدة الحرس في المعسكر المعروفة بـ «الوحدات الوقائية النازية»، معظم ملفات المعسكر وسجلاته فضلاً عن غرف الغاز والمحارق، ولم تترك سوى غرفة واحدة كانت تستخدم في ذلك الوقت مخبأ من الغارات الجوية.

وأضاف رالف: «بحثنا في سجلات أوشفيتز وكنا محظوظين عندما عثرنا على مخططات للمباني التي دمرت، لذا استطعنا إحياءها».

وما زالت نسخة الواقع الافتراضي لأوشفيتز تستخدم في نطاق المحكمة، بيد أن نموذجاً ثلاثي الأبعاد استخدم في محاكمة جرائم حرب أخيراً بحق راينهولد هانينغ، الحارس السابق في المعسكر في وقت الحرب. ويلفت إلى أن النموذج ساعد المحكمة قائلاً: «أشار القاضي خلال الحكم إلى النموذج وقال أنه جعل رؤية ما كان يراه هانينغ في برج المراقبة ممكنة. فالمتهم يعترف بأنه كان في أوشفيتز لكنه يقول أنه لم يكن يعرف شيئاً عما يحدث في المعسكر. وهنا يمكن أن يساعد النموذج في فهم تورط الشخص بحكم موقعه».
ويعتقد بريكر أنه بخلاف استخدام النموذج في قضايا جرائم الحرب، سيلجأ النظام القضائي إلى استخدام الواقع الافتراضي في المستقبل، ويقول: «أعتقد أنه خلال 10 سنوات، سيصبح الواقع الافتراضي أداة معتمدة للشرطة ليس في ألمانيا فقط، بل في كل العالم، لأنه وسيلة تجعل مشاهدة الجريمة ممكنة حتى بعد سنوات».

[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]