on
تحويل مدافئ المازوت لتعمل على الحطب يلقى رواجاً بريف إدلب
عبد الرزاق الصبيح: المصدر
شتاءٌ قاسٍ يمرّ على السّوريين بعد خمسٍ عجاف من الحروب، والتي أنهكت الجميع وما زالت، ومع بداية العام 2013 ونزوح مئات الآلاف من العائلات، ومع الدمار وانعدام فرص العمل وارتفاع تكاليف المعيشة، ودخول فصل الشتاء، ينتقل السّوريون إلى وسائل جديدة للتأقلم مع واقع الحال لديهم.
ومع ارتفاع أسعار المحروقات بشكل كبير جداً في ريف إدلب، بعد قطع طرق عبور المحروقات إليها من مناطق الأكراد ومناطق سيطرة تنظيم “داعش”، لجأت الكثير من العائلات في فصل الشتاء إلى الاعتماد على الحطب كبديل جيّد، وبدأوا بتحويل المدافئ التي كانت تعمل على المازوت لعدّة سنوات، إلى مدافئ تعمل على الحطب.
وتعتمد الطريقة في الحصول على مدفأة حطب على وضع صفيحة حديد في المدفأة، ووضع قضبان من الحديد بشكل متوازي ضمن هيكل المدفأة من الداخل بشكل عرضاني، كي تستطيع حمل قطع الحطب، ويتم قص الجزء السفلي من الواجهة الأمامية من أجل وضع صندوق متحرك، لإخراج الرماد وبقايا الحطب بعد حرقه.
وتعتبر المدفأة بعد تحويلها إلى العمل على حطب أقل تكلفة مقارنة بأسعار مدافئ الحطب الأصليّة، والتي يزيد ثمنها على (50) دولاراً أمريكياً للمدفأة الواحدة، ويفضّل الأهالي هذا النوع من المدافئ كونها أصغر حجماً وأخفّ وزناً وأكثر فعالية، فقطع صغيرة من الحطب تعطي حرارة مرتفعة جدّاً فيها.
وفي حديث لـ “المصدر”، قال “أبو أسامة” أحد أصحاب محلّات تحويل المدافئ: “هناك إقبال كبير من قبل الأهالي على تحويل مدافئ المازوت إلى مدافئ حطب بعد ارتفاع أسعار المحروقات، وبملغ زهيد جداً يتم الحصول على مدفأة تعمل على الحطب وتضاهي المدافئ الأصليّة المصمّمة أصلاً للعمل على حطب”.
الحاجة أم الاختراع، حيث دفعت الحاجة السّوريين إلى إيجاد بدائل من واقعهم للتغلّب على ظروف العيش الجديدة، وفي كلّ مرّة ينجح السّوريون في إيجاد البديل، وبعد خمس سنوات يثبت السّوريون أنّهم لا يعدمون الوسيلة على الرّغم من التضييق الكبير عليهم من قبل الدّول الكبرى، والتي تحاول قتل حياتهم، كما يقولون.
المصدر