لون الياسمين أحمر


ياسمين أحمر قاني غمر ربوع بلاد الياسمين

امتص دفء المشاعر الإنسانية

فالقلوب غزاها صقيع كضيف ثقيل لا يريد أن يرحل

وقلوب توقفت عن الخفقان حزناً وألماً.. أو من شدة البرد والجوع

عروس الياسمين أخضب لونها الأبيض

وقلبها مضطرب خوفاً على من تحب

وزمهرير أوقف قلوب رُضع.. وأسال دموعاً تكاد لا تنضب

وأصبحت بلاد الياسمين تنزف دماً، وأطباء الكون محتارون في علاجها

أبناء الياسمين هرموا باكراً وتعبت قلوبهم لما عانوه من هذا الصقيع

بكاء الطفل مخبأ بين ارتجاف الشفتين

عجوز لا تقوى على السير؛ على الهرب فهل من معين

شاب يجلس في الزاوية على أنين الألم

الشابة صمت وخوف وقلق

الأم نظرات مسروقة ويد من نار تحضن أبناءها

دموعنا سكنت بين الجفون

والآه حاسة النطق

والعيون عمياء البصر لرؤيتها الواقع الذي كلما تعمقنا به واكتشفنا خفاياه أكثر

كلما “تمسكنا بمنارة بأننا محكومون بالأمل”

وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ لبلاد الياسمين

دفء الربيع آتٍ ولابد أن يزهر ياسمين الشام وأن يفوح

 

 



صدى الشام