آلاف الطلاب في سنجار يطمحون لنيل حقهم كاملاً في التعليم
24 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
لعل تصنيف ناحية سنجار شرقي معرة النعمان بريف إدلب على أنها منطقة نائية قلل اهتمام الجهات المعنية بها قبل وبعد الثورة، لكن المشكلات راحت تتفاقم بمرور السنوات خصوصاً مع استيعاب سنجار آلاف العائلات النازحة، وهو ما انعكس سلباً على القطاع التعليمي تحديداً نتيجة وصول عدد طلابها المحتاجين لمقاعد الدراسة لما يفوق 9 آلاف، وسط عجز مديرية التربية الحرة عن تلبية احتياجات المدارس فيها.
مشاكل وصعوبات
وجّه أهالي ناحية سنجار من خلال ناشطين مؤخراً نداءاً للمنظمات والمؤسسات المهتمة بالتعليم في محافظة إدلب لمساعدتهم بمعالجة أزمة قد تحرم آلاف الطلاب من التعليم وتجعلهم ضمن عِداد الأميين، فلا كتب ولا مقاعد ولا كوادر كافية قياساً بالمدارس الموجودة في المنطقة، إضافة للخلل الإداري الذي صعّب عملية توزيع المدرسين بالتساوي، فضلاً عن عدم قبول شهادات الجامعيين من عامي 2014/ 2015 من قبل التربية الحرة بحسب قوانين مدرجة في قانونها.
كادر تعليمي غير متخصص
“جابر أبو محمد” ناشط إعلامي في ناحية سنجار تحدث لـ “صدى الشام” مشيراً إلى أن عدد المدارس في ناحية سنجار بلغ 90 مدرسة، والقسم الأكبر منها يعمل به مدرسون متطوعون من أبناء المنطقة، وأخرى قليلة فيها مدرسون فرزهم المجمع التربوي ويبلغ عددهم 100، بينما يوجد 45 مدرسة متوقفة تماماً عن العمل، اثنتان منها مدمرتان نتيجة القصف، فيما المدارس الفاعلة تحتاج إلى 200 معلم لتصبح جاهزة لأداء مهمتها التعليمية.
وقد روى “أبو أحمد” وهو أحد النازحين من ريف حماة الشمالي لـ “صدى الشام” قصته عقب استقراره في سنجار، معرباً عن حزنه الشديد لهذا الواقع التعليمي المتدني الذي ينعكس سلباً على مئات الأطفال كما حال أطفاله. وأضاف “كنت أعيش في منطقة ذات مستوى تعليمي متميز، ثم صادفت مشكلة كبيرة عند نزوحي لـ سنجار حيث لم أجد اهتماماً بالتعليم، ناهيك عن عدم وجود مختصين لمعظم المواد، فبعد أنا كان أطفالي متفوقين باتوا الأن لا يحققون سوى 40% من طموحاتي فيهم رغم الجهد المبذول من قبلي مع والدتهم وتحفيزهم على كسب العلم”.
أما “أبو محمود” العامل كمتطوع بإحدى المدارس في سنجار فتحدث عن وضع المُدرّسين القدامى قبل الثورة مشيراً إلى أن ” 90% منهم لم يلتزم بالدوام أو انتقلوا من المنطقة، وآخرون رفضوا توقيع أي ورقة تخدم المدارس، وأقل من 5% منهم فقط هم من تعاونوا معنا”.
مدارس مشتركة مع النظام!
ولدى متابعة أسباب النقص والبحث في الحلول الممكنة أوضح مدير التربية الحرة في محافظة إدلب “جمال الشحود” لـ صدى الشام أنهم يعملون بما هو متاح لهم وليس بمقدورهم تغطية المنطقة بشكل كامل أو ترميم مدارسها، فميزانيتهم المالية لا تساعدهم خاصة أنهم يعتمدون على المنظمات التي تختار مكاناً وزماناً يناسبها وغالباً ما تبتعد بدعمها عن المناطق النائية، ومن ناحية أخرى هناك 90 % من مدارسهم يغطيها كوادر من النظام، وأضاف :”نحن لا نستطيع تخديم كل مدارس المحافظة وأعطيناهم نسبة معينة من أصل 4200 وظيفة لإدلب كاملة”.
من جهته أكد “خالد المحمود” رئيس مجمع معرة النعمان التعليمي ما ذكره “الشحود” مشيراً إلى أن عدد المدارس المشتركة التي تضم موظفين تابعين لحكومة النظام هي 30 من أصل 73 في المنطقة، والباقية هم من يديرونها كتربية حرة بالتعاون مع المنظمات.
ولفت ” المحمود” إلى أنه في السنة الماضية كان عدد المدارس المكفولة من قبلهم 15 مدرسة وهذا العام يشرفون على 28 مباشرة، وليس بمقدورهم مادياً تغطية رواتب المتطوعين حالياً، وفي حال وُجِدت مستقبلاً سيغطون رواتب جميع موظفي ناحية سنجار الذين يجري إعداد ملف خاص لهم على مستوى المجمع.
وأشار “المحمود” إلى أن المدارس المتوقفة كلياً بسبب نقص الدعم سيتم تفعيلها بدعم من “مبادرة تعلم”، مؤكداً أن عدد الطلاب الكلي يبلغ 10 آلاف منهم 2000 لم يلتحقوا بالمدرسة لعدم توفر الكادر والتغطية المادية.
نقص في الكتب
أما “إسماعيل سليمان” المسؤول المالي في مجمع معرة النعمان التربوي فتطرق لموضوع توزيع الكتب على ناحية سنجار كونها تابعة لمجمع المعرة وقال: “وصَلَنا إلى منطقة المعرة كاملة هذا العام ما نسبته 25% من المنهاج كدفعة قمنا بتوزيعها على النواحي بالتساوي من خلال تسليمها لمدراء المدارس”. وأضاف “سليمان” أنهم موعودون بدفعة كتب قريباً وسيستكملون النقص بكل مدارس معرة النعمان، وسيقدمون للأخرى المحتاجة في حال كان هناك زيادة، ونوه إلى أن سنجار مقارنةً بما يجاورها من مراكز مدن فإنها تمتلك مدارس أكثر وعدد طلاب أكبر، كما تُعتَبَر الأفضل استلاماً للمنهاج سواء من حكومة النظام أو من التربية الحرة.
وقد تخلل لقاء صدى الشام مع عدد من القائمين على مديرية التربية الحرة بمحافظة إدلب مناشدتهم المنظمات الفاعلة بالشمال السوري تغطية احتياجات كل المدارس في المناطق المحررة والتي تتعرض باستمرار لقصف طيران النظام وروسيا.
الجدير بالذكر أنه يبلغ عدد سكان ناحية سنجار قرابة 150 ألف نسمة، ويتبع لها 74 قرية ومزرعة، وقد وَفدَ إليها بفعل حركات النزوح من ريف حماة آلاف العائلات كونها آمنة نسبياً.
[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]